سمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب.. مرض غاية في التعقيد

 

 

 هل تعلم لماذا يتهم النرجسيون خصومهم بأنهم حمقى ؟

هل نحن عقلانيون اكثر من اللازم ؟ 

 هل من الممكن أن تتكوّن آراؤنا في الامور من خلال تصوراتنا عما سوف يفعله بنا …. اومعنا الآخرون؟ 

ولماذا نخطئ بهذا الشكل حينما نحاول توقّع ما سوف يفعله الآخرون …بنا ؟ 

  كلها أسئلة يكتنفها غموضا… حالة سواد وعتمة … فمرض الشك يعد أحد الاضطرابات السلوكية التي تصيب كثير من الأشخاص ، فما هي طبيعة هذا المرض ؟

فهل يراودك الشعور بالشك بشكل دائم ؟

 لا يعلم معظم الأشخاص أن هناك ما يدعى بمرض الشك والذي يفوق شعور الشك الاعتيادي بمراحل … نعم إن مرض الشك يعد أحد الأضطرابات الشخصية السلوكية ، وعادةً ما يبدو الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب غريبي الأطوار.وغالبًا ما تظهر أعراض مميزة على هؤلاء الأشخاص مثل جنون العظمة، وانعدام الثقة، والشك في العديد من الأشياء والتصرفات بدون أي سبب واضح.عادةً ما يظهر هذا المرض في أوقات الطفولة أو بداية البلوغ ويعد شائع بشكل كبير جدا لدى الرجال ، ويصيب مرض الشك 2.3 – 4.4% من الأشخاص حول العالم.

 وهناك وراء الإصابة بمرض الشك اسباب غير واضحة وغير معروفة، ولكنها ترتبط بالجينات المتوارثة ، فالإصابة بالمرض مرتبطة بالعائلات التي تتوارث أمراض الاضطرابات النفسية ،  الأشخاص المصابين بمرض الشك دائما يكونون في وضعية الدفاع ، ويعتقد هؤلاء بأن جميع الأشخاص يكيدون لهم ويعقدون لهم المؤامرات ويحاولون إيذائهم.

 هؤلاء الأشخاص يشعرون بمشاعر غير صحيحة ، ويقومون بلوم غيرهم والشك فيهم بسبب ذلك ، ويؤثر ذلك على قابلية هؤلاء الأشخاص في تكوين علاقات مقرّبة حتى ضمن نطاق العمل .  الاعراض تظهر ، وللتصرفات تبوح في بعض الاممور ، كالشك في التزام ووفاء وثقة الأشخاص الآخرين، والاعتقاد بأن الآخرين يكيدون لهم طوال الوقت.عدم مسامحة الأشخاص من حولهم وخلق الحواجز ، وعدم مشاركة المعلومات المتعلقة بحياتهم الشخصية لأيٍّ كان خوفًا من أن يقوم الآخرون باستخدام هذه المعلومات ضدهم ،   عندهم حساسية شديدة وعدم تقبل النقد بأي شكل من الأشكال ، يقومون بوضع التفسيرات العديدة للمواقف البريئة والتي لا تستدعي ذلك.

 غضبهم شديد وردة فعلهم سريعة ، الشك والاعتقاد الدائم بأن الأشخاص المحبّين لهم يقومون بخيانتهم طوال الوقت. ويظهر ايضا ذلك في برودة المشاعر والبعد عن تكوين أي علاقات شخصية مع الآخرين، 

يقوم هؤلاء الأشخاص بالتحكم بغيرهم والشعور بالغيرة المفرطة ظنًّا منهم من أن ذلك يمنع الآخرين من خيانتهم، عدم القدرة على معاينة أخطائهم والاعتقاد بأنهم دائمًا على صواب. ويصاحب ذلك صعوبة الهدوء والاسترخاء. ، العدوانية، والعند، وكثرة الجدال. بل والقيام بالحكم على غيرهم من الأشخاص وعدم تقبل الاختلافات.

عند وجود الأعراض الظاهرة على المريض يقوم الطبيب بمعاينة التاريخ الدوائي والنفسي للمريض، حيث لا يوجد هناك فحص مخبري يمكن عمله من أجل تشخيص مرض الشك ولكن يقوم الطبيب بعمل عدة فحوصات من أجل تشخيص إذا ما كانت الأعراض مرضية أم لا.

في حال لم يجد الطبيب أي أسباب عضوية لظهور الأعراض فإنه يقوم بتحويل المريض لطبيب نفسي مختص من أجل تشخيص المرض بالطريقة الصحيحة، وغالبًا ما يستخدم الأطباء النفسيين بعض الأدوات والطرق من أجل تشخيص الاضطربات النفسية بدقة. 

الخلاصة 

الأشخاص المصابين بمرض الشك عادة ما يكونون غير مقتنعين بإصابتهم بالمرض ، بل والاهم انهم غالبًا ما يعتقدون بأن المشكلة متعلقة بغيرهم من الأشخاص ، وهذا بالفعل ماقد يشكل تحدي للعيادات النفسية وللأطباء النفسيين 

فغالبًا ما يتم علاج مرض الشك بواسطة العلاج النفسي بمعرفة متخصصمن ، كي يتم التغلب على الأعراض المرتبطة بالمرض

ومن أهم طرق علاج مرض الشك ياتي العلاج النفسي في مقدمتها فهو يساعد في تدريب الإنسان على مهارات معينة وتدريبه على الشعور بالعطف، والثقة، والتواصل، وتعزيز الثقة بالنفس، والعلاقات الاجتماعية، ومهارات التكيف.

ويعد العلاج الإدراكي فعّال في علاج المرض ويجعل شعور الشك أقل لدى الآخرين ويعزز علاقاتهم الاجتماعية بالآخرين، كما يساعد في التحكم بردّات الفعل الناتجة من الأفعال المختلفة.

ثم يأتي استخدام الأدوية من أجل علاج هذا النوع من الأمراض ولكن يمكن استخدامها في الحالات ذات الأعراض الحادة والخطيرة فقط أو تلك المرتبطة بأمراض أخرى، مثل: الاكتئاب والقلق.

 

  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى