إبداعات أدبية

عروس المحيط(أينو) ..الحلقة الأولى

هناك أسطورة عن أن الحيتان لم تكن يوما من سكان المحيط…لم تكن نوعا من الأسماك أوحتى تمتلك ذيل مثلهم،بل كانت حيوان من الثدييات مثل باقي الحيوانات لها أربعة أرجل تركض وتجري مثلهم، لكن ذلك الحيوان الغريب كان له شغف عجيب بالماء، كان يقضي معظم أوقاته في الأعماق، يلتقط أنفاسه ثم يعود ويلقي بجسده بداخله، حتى انه اصبح يقضي معظم أوقاته داخل الماء حتى أنه لم يرد أن يخرج ليأكل فتعلم التقاط طعامه من الاسماك ومع الوقت اضحى يخرج لدقائق معدودة فقط لالتقاط أنفاسه، حتى نمت له تلك الطبقة من الجلد التي غطت أرجله والتحمت مع ذيله لتعطيه ذلك الشكل الذي نراه عليه، هل هذه أسطورة أم حقيقة..لا أعلم كل ما أنا على ثقة فيه أني أشاركه شغفه وحبه لتلك المساحة الشاسعة المليئة بالعجائب والماء…..

المحيط كانت هذه اجابة والدي على سؤالي حين سألته لأول مرة أمام منزلنا الجديد عن هذه المساحة الشاسعة من الماء والتي لا أستطيع حتى أن أرى مداها، لم أكن قد تعديت بعد الخامسة من عمري وأنا أنظر بذهول نحوه بعيون مفتوحة وقلباً يرقص طربا بداخلي…لونه الازرق ساحر وشمسه دافئة وحين نزلت لماءه أثرتني نعومة رماله ومن حينها واظبت كل يوم على الذهاب إليه… وذات ليلة جاء ابن خالتي جاك وقررت أن أصطحبه إلى هناك 

كان جاك يكبرني بأربعة أعوام ، ومع أنه لم يكن يعيش على شاطىءالمحيط مثلي لكنه وبالرغم من صغر سنه قد أحرز عدة بطولات في السباحة، كما أنه قارىء ماهر ويعرف الكثير عن كل شىء…كانت ابتسامته مميزة وعيونه لامعة تنم على ذكائه

فلنرجع لقصتي مع المحيط، في ذلك اليوم سمحت لي أمي بالذهاب معه، وهناك ظل يغطس ويعوم أمامي بمهارة وأنا في ذهول وغيرة خاصة وأنا أراه يدخل إلى داخل المحيط أكثر مني فقدماي صغيرتان كيف لي أن اصل إليه، حينها وجدت عيوني تبكي…انا ايضا اريد ذلك….إنتبه جاك اخيرا لبكائي واسرع نحوي وأخذني إلى الخارج 

جاك: اينو؟؟؟ما الأمر (نعم هذا اسمي ويعني عروس البحر باللغة الكورية) لما تبكين

اينو: انا ايضا اريد ذلك لكن لا أستطيع، ماذا افعل هل عليا ان أكبر كي استطيع السباحة مثلك 

واشتد بكائي، حينها ضحك ثم ابتسم ابتسامته المعهودة وقال لي  

“ايتها الفتاة الصغيرة، السباحة لا تعرف عمر، تعالي معي” 

وأخذني مرة اخرى إلى داخل المياه، كانت أول مرة لي أتعلم فيها السباحة وبلغت سعادتي بها أن الأمر لم يستغرق بضع ساعات حتى تمكنت بالفعل من السباحة بل وبمهاردة بناء على كلام جاك…ومع الغروب كان علينا العودة لكن قبل أن نذهب طلب مني الانتظار لبضع دقائق….

بقلم / ماريان نعيم 

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى