آراء حرةسمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب.. دع الخلق للخالق

دع الخلق للخالق

 

 

«لا تحكُم فإن أغلب أحكامك ظُلم ، ولا تظن فإنّ بعض الظنّ إثم ، اترك الخلق للخالق».

 شيئان يوذيان الانسان الانشغال بالماضي و الانشغال بالاخرين ، الحل الوحيد للمشكلات النفسيہ ؛ هو لا تكون عاطلا ولا تكون وحيدا ، لا تشرح للناس مشاكلك الصحية فقولهم ؛ كيف حالك ؟ مجرد تحية و ليست سوالا !

لا يوجد إنسان تعيس ولكن توجد افكار تسبب التعاسة ،

ولا توجد أفكار متفائلة لكن يوجد أشخاص متفائلون ،

لأنهم قرروا أن يكونوا كذلك !

 النكسات ؛ هي من تصنع النجاح ! لا تقل ابدا إنك لا تملك الوقت الكافي ، فإن جميع العظماء كان يومهم مثل يومنا 24 ساعة و لم يزد ثانية واحدة .

فليس هناك من يمسح دموعك سوى يديك وليس هناك من يحقق نجاحك بعد اللّه سوى أنت…..

أنا متفائل دائما لسبب واحد بسيط ؛ إنني لم أجد أي فائدة تعود علي إذا كنت عكس ذلك !

 مزاجك ؛ أغلى ما تملك ، فاجعله مرتفعاً ، لتقرأ ، لتكتب ، لتعمل ، لتتفاعل بإيجابية … لهذا لا تعطي أي مخلوق فرصة لتعكيره .

تبلغ سرعة الغزالة حوالى 90 ك / ساعة بينما تبلغ سرعه الاسد حوالى 58 ك / ساعة ورغم ذلك ففي أغلب المطاردات تسقط الغزالة فريسة للأسد هل تعلم لماذا ؟!

 لأن الغزالة عندما تهرب من الأسد بعد رؤيته تؤمن بأن الأسد مفترسها لا محالة وأنها ضعيفة مقارنة بالأسد .

فخوفها من عدم النجاة يجعلها تكثر من الالتفات دوما إلى الوراء من أجل تحديد المسافة التي تفصل بينها وبين الأسد . 

هذه الإلتفاتة القاتلة هي التي تؤثر سلبا على سرعة الغزالة، وهي التي تقلص من الفارق بين سرعة الأسد والغزالة وبالتالي تمكن الأسد من اللحاق بالغزالة ومن ثم افتراسها .

لو لم تلتفت الغزالة إلى الوراء لما تمكن الأسد من افتراسها. لو عرفت الغزالة أن لديها نقطة قوة في سرعتها كما أن للأسد قوة فى حجمه وقوته لنجت منه .

فكم من الأوقات التفتنا فيها إلى الماضي فافترسنا بإحباطاته وهمومه وعثراته ؟؟؟ 

وكم من خوف من عدم النجاح جعلنا نقع فريسة لواقعنا ؟؟ وكم من إحباط داخلنا جعلنا لا نثق بأننا قادرون على النجاة وتحقيق أهدافنا وقتلنا الخوف في داخلنا ؟؟؟

انتقل رجل مع زوجته إلى منزلهم الجديد ، الذي كان يطل على بيت جاره، ويرتبط منزله معه بالحديقة المشتركة، وفي يوم أطلت الزوجة من النافذة ، فتعجبت من اتساخ الغسيل على حبال جارتها، فتيقنت أن مسحوق الغسيل الذي تستخدمه رخيص جداً ، وأخبرت الزوج مباشرةً أنها تظُن أن زوجة الجار تشتري أرخص مساحيق الغسيل.

وبدأت تردد هذا التعليق في كل مرة تنشر جارتها الغسيل، وبعد شهر، تفاجأت عندما رأت الغسيل نظيفاً، فأخبرت الزوج أن زوجة الجار تعلمت، وأخيراً ، كيف تغسل الملابس 

فقال لها الزوج إنه تمكن اليوم من تنظيف زجاج النافذة التي تنظر منها في هذا الصباح .

الخلاصة 

«لا تحكُم فإن أغلب أحكامك ظُلم ، ولا تظن فإنّ بعض الظنّ إثم، اترك الخلق للخالق».

أحياناً ينشغل البعض كثيراً بعيوب الناس ، فيبدؤون بالتفتيش عنها ، واتهامهم بالتقصير أو ضحالة الفهم وضعف المهارات الحياتية ، ولكنهم ينسون أن الإنسان غير معصوم من الخطأ ، وأنه مثل غيره، قد يكون به عيوب كثيرة، ولا بد من إصلاحها بدلاً من الالتفات لعيوب الناس.

وهذه الظاهرة منتشرة كثيراً في جلسات بعض الرجال والنساء ، فتجد أحدهم يتحدث عن عيوب الناس، ويقوم بالتشهير ونشر مساوئ الآخرين ، على أساس أنه كامل ولا يعتريه النقص ، مع العلم بأنه لا يخلو إنسان من نقص أو عيب ، فيكون ذلك سبباً في تفشي داء الحقد والكراهية في ما بينهم.

قال تعالي “كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ” – سورة المدثر

لقد توعد الله بالعذاب الشديد، لمن يطعنون في الناس بغير حق ، فالإنسان مطالب بإصلاح عيوبه، وسيُسأل عنها قبل غيرها يوم القيامة، لذا، يجب عليه الانشغال بنفسه، وليس بتتبع عيوب الناس والطعن فيهم. فهذا السلوك إن دل على شيء، فهو يدّل على ضعف الإيمان والشخصية، لذا، تجده دائماً ينتقد الآخرين، ويبالغ في ذكر عيوبهم، ناسياً أو متناسياً محاسنهم.

       

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى