آراء حرة

د.عبير حلمي تكتب.. رفقا بالعزباء

 


رسالة قرأتها في يوم ما على صفحات الفيسبوك وكانت نداء من أعزب لكل كابل أو لكل زوجين يتبادلون البوستات والمعايدات و صورهم الشخصية معًا كأنهم أسعد خلق الله في الأعياد المختلفة كمثل عيد الحب او الأعياد العامة والمناسبات الخاصة.

وقد لفت نظري ذلك البوست ووقفت أمامه برهةٍ من الوقت أفكر هل صاحب ذلك البوست عنده حق أم لا ؟

الحقيقة وجدت نفسي مع و ضد في نفس الوقت . 

فقد كنت معه في رأيه لأن مثل هذه البوستات قد تسبب بعض الألم للبعض منهم العزباء و منهم الأرامل والمسنين الذين ليس لديهم من يسأل عنهم وقد تكون التسلية الوحيدة لهم هى وسائل التواصل الإجتماعي مع الأصدقاء ولو كانوا غرباء ومثل أيضًا المطلقين أو المنفصلين وكذلك المراهقين الذين لم يجدوا الرفيق المناسب ولهم أمنيات قلب أن يكون مثل هؤلاء الكابل الفخورين بما هم عليه ،

أو يكونوا في وضعٍ ما ولديهم بعض المحاذير لتكوين علاقات و صداقات بشكل أو أخر …الخ،

 

وفي نفس الوقت كنت ضد البوست لأنه بمثابة توقف الفرحة والأمل والرجاء للنفس وتفاؤل أنه مازال يوجد حُب و أحباء على وجه الأرض،

 ثم تأملت الكلام وفكرت بشكل مختلف جدا وهو  

كيف لا نفرح للآخرين ؟! ولماذا لا نشاركهم فرحتهم ونتمنى لهم مزيد من السعادة والفرح ؟

فما يجب أن نكون عليه بالفعل هو اليقين ،

اليقين بأن الله يعطي الجميع بنفس المقادير ولكن كل شخص بحسب قدر احتماله فلكل منا تجربتهم الخاصه به التي تتناسب تمامًا مع شخصيته وقدراته 

وأيضا شعرت بالاعتراض على هذا البوست لسبب هام جدا ، وهو أين القناعة ؟ وأين الرضا؟ وأين التفاؤل والأمل إن الغد سيأتى بكل الخير بإذن الله؟ 

ولماذا لا نقول إنه سوف يأتي يومًا ما ونكون مكانهم ومثلهم تمامًا .

واحتمال أيضاً نجد من يعترض و يتهمنا بالتباهي أو اللامبالاة لظروف الحياة وشقاؤها …الخ


صار صراع داخلي لمدة دقائق معدودة بين التعاطف مع هؤلاء الذين لم يحالفهم الحظ إلي الآن في وجود شريك الحياة المناسب أو من لهم تجارب صعبة ومؤلمة بالعلاقات الشخصية ، كما ترى لي صورة بخيالي لبعض الشخصيات الحساسة التى تتالم في صمت ترى وتسمع وتبكي دون أن نرى لها دمعة عين او نسمع له صرخة صوت ولا نشعر بما تحمله الصدور لمثل هؤلاء بين الألم وذكريات الماضي الأليم.

وفي ذات الوقت ومازال الصراع داخلي أنه حق الآخرين في الحياة ومن الحياة ولا يجب أن نحجُر على أحد مع كامل العلم أنهم أكيد يحملون أتعاب بصورة أو آخرى مثلنا جميعا ،

ولا أظن غير ذلك بل بالعكس ممكن ما تحمله صدورهم من ألم تفوق ما يصدرون لنا من مشاهد صور وفيديوهات ولذلك نتعاطف معهم أنهم في وسط مصاعب الحياة يحاولون بث الأمل في الصدور لهم ولكل حبايبهم الذين يتمنون لهم الخير . 

وهنا توقف الصراع بداخلي بدون حساب للمعارضة أو الموافقة مع كامل القناعة لي” ليس كل سعيد هو سعيد بالفعل”

 ولما لا ؟

أن تكون ذلك محاولة منهم للسعادة و التعايش رغم أي حزن أو ألم أو شقاء بالحياة،

و أيضا على يقين ليس كل حزين و متألم سيظل كذلك للأبد ،


لكن مع الصبر والاحتمال ستمر الصعاب…. كما تمر الحياة كلها بشكل أو أخر ،

هناك حياة أفضل بكثير تنتظرنا جميعًا بشرط أن يكون لنا محبة صادقة مع بعضنا البعض ،

وهنا توقفت عن التفكير بعبارة هامة جداً وهى الحمدلله على كل حال و ربنا يسعد الجميع ،

فما يتمناه المرء للآخرون يحظى به أكيد ، وكأس الحياة يدور ولا يكيل بمكيالين .


وعندما نقول رفقًا يجب أن تكون فقط رفقًا بأصحاب النفوس الضعيفة غير المؤمنة و رفقًا بالقلوب الغير المُحبة ولندعو لهم بالتصالح مع النفس قبل التصالح مع منْ حولهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى