آراء حرة

شريف سمير يكتب.. عجائب “كورونا” السبعة (٢)

العجيبة الثانية .. “دولة النساء” فى كوستاريكا تنتصر على “نار” الغابات!

يمكنك أن تصنع من الكارثة، مركزا للصدارة وعلامة تفوق .. وحققت المرأة فى كوستاريكا المراد وصفق العالم لمتطوعات إطفاء الحرائق لجهودهن فى إنقاذ الملايين من كتل النار المدمرة للأخضر واليابس.
ويكفى أن تستمع لما تقوله نساء أمريكا الجنوبية لتُقر بشجاعة الأنثى التى تضاهى الرجل، وأحيانا تدفعه بكتفها الناعم، وتحظى بالإعجاب والكادر بأكمله .. فقد تحدثت المتطوعة أنا لوز دياز قائلة :”تتردد دائما خرافة أو مُعتَقد ذكورى مؤداه أن المرأة لا يمكنها أن تمسك بمنجل أو مضخة أو منفاخ الأوراق، وأنها لا تقدر على ارتقاء تلة عالية .. وها نحن أمامكم جميعا .. فماذا تقولون أنتم؟!”.
وتسلمت زميلتها ميليسا أفيلز الميكروفون لتعلن فى ثقة وجسارة :”أريد أن يكون لى كيان، وأن يرانى الناس، وألا أكون غائبة أو محجوبة .. أريد أن يرى الرجال والنساء بعضهم بعضا، والدعم الذى يمكننا نحن النساء أيضا تقديمه”.
وتبادر نساء كوستاريكا بأدوار مهمة فى الحفاظ على البيئة، واستدامة الغابات والأراضى الزراعية عقب انتهاء مرحلة إطفاء الحرائق وتهدئة براكين الغابات .. وفى عام ٢٠١٩، تبنت كوستاريكا خطة عمل للمساواة بين الجنسين بتمويل من صندوق الشراكة للحد من انبعاثات كربون الغابات التابع لمجموعة البنك الدولى .. وتدخلت المؤسسة الدولية احتراما لهذا المشروع القومى للحد من الانبعاثات الناجمة عن تدهور الغابات وإزالتها .. واستهدف هذا الفرع من “خرطوم” مساعدات البنك الدولى إتاحة الفرصة لتعافى “دولة النساء “
من محنتها المشتعلة وتروى قصة كفاحها ضد غضب الطبيعة بـ “ماء” الدعم لكثير من مشروعات التنمية واستصلاح الأراضى وتوسيع مساحة الرقعة الخضراء، فيتنفس العالم هواءً نقيا ورياح تغيير منعشة.
– من حق أمريكا الجنوبية أن تفخر بفتياتها عندما يتخلين عن مظاهر الأناقة وتصفيف الشعر والمكياج الخارجى، ويفضلن تحمُّل رائحة البارود وتلطيخ وجوههن بخطوط الدخان السوداء من أجل أن تجلس الأسر والأطفال هانئين آمنين على نار الحطب داخل منازلهم .. وبلا خوف أو دموع!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى