آراء حرةسمير فرج

لواء دكتور/ سمير فرج يكتب ..الحرب الروسية الأوكرانية في شهرها العاشر

 




 


دخلت الحرب الروسية الأوكرانية شهرها العاشر، وسط تساؤل الجميع، من كل أنحاء العالم، عن موعد انتهائها، بعدما أضرت باقتصادات كل دول العالم، وألقت بظلالها الوخيمة على كل الشعوب، خاصة شعوب العالم الثالث، التي لا تحتمل اقتصاداتها مثل تلك الصدمات. فالجميع يتعلق ببارقة أمل، ونحن على مشارف عام جديد، بأن تنتهي هذه الحرب، ويعود السلام.


والحقيقة أن كل التحليلات تتوقع ظهور بوادر حل هذه الحرب، مع نهاية هذا الشتاء، عندما تظهر نتائج حرب الغاز، التي شنتها روسيا، ضد أوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبي، مع بداية الشتاء، لقياس مدى تأثيرها على المواطن الأوروبي، وإن كانت ستدفعه للضغط على حكوماته، للتخلي عن دعم أوكرانيا، التي ذاق بسببها الأمرين، بتحمل طقس في الشتاء القارس، في ظل محدودية التدفئة، وارتفاع الأسعار، وزيادة معدلات التضخم، والبطالة.


يضاف إلى ذلك فوز الجمهوريون بالأغلبية في الكونجرس الأمريكي، وهو ما يرفع من احتمالات تقليص الدعم العسكري والمادي، الذي يقدمه جو بايدن، إلى الرئيس الأوكراني، مما قد يدفعه للقبول بالجلوس على طاولة المفاوضات مع الرئيس بوتين للوصول إلى حل سياسي سلمي، رغم التعقيدات والعراقيل التي تسود الموقف، حالياً، بعد إعلان الرئيس الروسي بوتين ضم الجمهوريات الأربعة لوهانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، ورفضه المساس بهذه الجمهوريات، فضلاً عن شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من قبل، وتصر على اعتراف أوكرانيا بأنها جزء من روسيا الاتحادية.


ومن الشواهد التي تعتمد عليها التحليلات القائلة باحتمال التوصل لحل سلمي، هو إعلان أوكرانيا قبولها، المبدئي، بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلنطي، وإعلانها الالتزام بعدم الحصول على السلاح النووي، مستقبلاً، ولكن تظل الجمهوريات الأربعة وشبه جزيرة القرم، هي العقبة الرئيسية في مسار التوصل إلى حل سياسي. إلا أن إعلان الرئيس بوتين استعداده للتفاوض، فوراً، للوصول إلى حل سلمي، مصحوباً بالانخفاض المتوقع في تدفقات الدعم الأمريكي إلى أوكرانيا مستقبلاً، واحتمالات ضغط الشعوب الأوروبية، قد يدفع الرئيس الأوكراني إلى قبول الدخول في مفاوضات سلمية، خاصة وأن 10 ملايين أسرة أوكرانية، تعاني، حالياً، من انقطاع الكهرباء. وعلى أية حال، فإن نتائج أحداث الشهرين القادمين، سيكون لها دلائل على اتجاهات الوصول إلى حل سلمي قريب لهذه الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى