صباح عاصم

صباح عاصم تكتب.. صديق زوجتي

 

حكاية حب…ومن منا لم يحيا حكاية حب…تلك العاطفة النبيلة التي أوجدها الله بين القلوب قد لاتعرف بعضها من قبل وتلتقي لتتآلف…تلتقي صدفة أو في دراسة أو عمل..في طريق أو في سفر..وتتآلف ويصبح بينهم أسرة وشريك رحلة حياة…بها المودة والرحمة..الفرح والحزن.. الأمل والألم ..الكفاح والنجاح والفشل.. ليصدق قول الله تعالي في كتابه الكريم﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾…وتستمر آية الله في خلقه قلوب تلتقي وتتآلف ويجمع بينهم ما نسميه النصيب..في حكاية حب مختلفة تنتهي في معظم الحكايات بالنهاية الطبيعية وهي الزواج لبناء أسرة وبيت… زوجين يقتسموا حياة مشتركة ليعين كل منهم الآخر في مواجهة صعوبات الحياة…وأختلفت حكاية الحب في زمن العولمة …نعم حتي الحب تغيير..من حكاية حب للزواج وتكوين الأسرة والبيت إلي حكاية تعارف قد يستمر سنوات علي الرغم من القبول المتوفر بين الطرفين لم يقدم أي منهم علي تكليل العلاقة بالزواج تحت مسمي جديد متداول بين الشباب وهو الصديق…واذكر لأبنتي في بداية المرحلة الجامعية تحدثني عن أصدقائها الجدد لتذكر لي فلانة وفلانة وفلانة وفلان…لأنتفض للكلمة وأصحح لها المصطلح هو زميل يا بنيتي وليس صديق لنتحاور سويا هل وجدت لأمك يوما ما صديق رجل؟؟؟ سوي أبيك صديقها المقرب المسئول الأول عن الأنصات لمشاكلها همومها أحلامها كاتم الأسرار لا تبوح بها إلا له ..هل لأبيك صديقة مقربة سوي أمك ؟ مشاركة له أحلامه وطموحاته وآماله في رحلة حياة طويلة بها الكثير من الحزن والفرح اليسر والعسر الضيق والفرج…أما الباقي فزملاء عمل أو دراسة أو أقارب …بيننا وبينهم حدود العمل والعلاقة الطيبة في أطار ديني وأجتماعي لا يسبب أي مفسده أو منكر بين الطرفين… وما دون ذلك فدون…ومن واقع تجارب وخبرات شاهدناها غالبا ما تنتهي علاقة الصداقة ليدخل الشاب في علاقة صداقة جديدة وتدخل الفتاة ومع الأسف في علاقة صداقة أخري …ويتأخر سن الزواج بالشاب والفتاة …ولم الزواج وأصبح كل شيء سهل ومباح وبدون زواج متناسين أن الله سبحانه وتعالى حرم اتخاذ الأخدان على كل من الرجال والنساء، أي الصديق الرجل للفتاة والصديقة الفتاة للرجل…. والله تعالي مخاطبا الرجال والنساء المؤمنين في كتابه الكريم، فقال في خصوص النساء: ( محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان ) [النساء:25] وفي خصوص الرجال: ( محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ) [المائدة:5] . ما نجده حاليا من وجود صديقة زوجي ومع الأسف صديق زوجتي وتقبل الفكرة لتتحول إلي واقع مرير يصدم الآباء والآمهات ومن هم من زمني وعالمي… والروايات كثيرة من حدوث الطلاق للزواج من صديقة الزوج المقربة أو صديق مقرب للزوجة…متناسين ان الأعجاب والتفاهم المتبادل بين الطرفين هو البداية لأي علاقة حب…!!!وأن العصمة لله وحده ولسيت للبشر في زمن الفتن من كل جانب …متسببين في هدم الأسرة والكيان بأسم الحداثة ومواكبة العصر الحديث ومحاربة الرجعيين أمثالنا…وهنيئا لنا الرجعية التي نؤمن بها ولترسيخ الفكر الوارد إلينا من الغرب تجد الأعمال السينمائية تصور لنا الأمر في المسلسلات والأفلام بأنه شيء طبيعي وجود علاقة موازية مع علاقة الزواج الميثاق الغليظ الذي حلله الله للحفاظ علي الفطرة السليمة للمجتمع…واذا عدنا إلي السينما قديما تجد صديقة البطلة أو صديق البطل أو السنيد كما يطلقون عليه ناصح أمين مخلص لصديقة معبرين عن أهمية الصداقة في حياة الأنسان برقي وأحترام نفتقده في كثير من الأعمال السينمائية.يا معشر الشباب أفيقوا من الوقوع في فخ الصداقة للبعد عن الفطرة السليمة للحياة وسنتها وهي الزواج أفيقوا من البعد عن ما أحله الله واستبداله بما حرمه الله… اتقبله علي أختك؟؟اتقبله علي أمك؟؟… اتستبدلون الذي هو أدني بالذي هو خير…استمعوا وأنصتوا لخبرات وآراء الآباء فقد سبقوكم بتجارب حياة كثيرة مقدمة اليكم مغلفة بحب وخوف كبير.وإليك يا بنيتي تذكري دائما وابدا أنك ملكة متوجة في بيت أبيك… ملكة كرمها الله…جعلك الله سببا في دخول أبيك الجنة…جعل لك المهر حلال خالصا لك لمن يريدك زوجة له…وجعل موافقتك علي عقد الزواج شرط أساسي لصحة عقد الزواج…وهب لك الأسلام الحرية الكاملة في أختيار شريك الحياة…بالقبول أو الرفض…فلا تجعلي من نفسك سلعة رخيصة بين يدي مرضي النفوس ومنعدمي الضمير…لا تفتحي قلبك لكل من يطرق بابك إلا لمن طرق باب أبيك ورضي دينه….فالمظاهر البراقة والمناصب كثيرا ما تكون خادعة…لا تخرجي من بيت أبيك إلا لمن يقدرك ويرعاك ويحترمك ويجعلك ملكة متوجة في بيته… كوني غالية وعالية أنت دايما… فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ.وتذكروا يا معشر الشباب ان الزواج التقليدي المبني علي العقل والحكمة وبعيد عن العاطفة الهوجاء بني حياة وأسرة بها المودة والرحمة والأحترام الذي يولد الحب وأسس جيل علي درجة من العلم والمعرفة ايضا .حفظكم الله شباب المستقبل وحفظ بكم الأمة ودمتم لنا سندا وزخرا.

بقلم الأستاذة / صباح عاصم رئيس مجلس إدارة جمعية بداية للأعمال الخيرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى