آراء حرةصباح عاصم

الأستاذة/ صباح عاصم تكتب..رمضان كريم

أيام معدودات فمن شهد منكم الشهر فليصمه… رمضان كريم… كريم في عطاياه… سخي جوادا في المنح… ليس فقط الأطعام والولائم المنتشرة في ربوع المحروسة ولكنه كرم في العبادات… من صلاة تراويح… من زكاة مال وفطر… من قراءة القرآن… من صوم يهذب النفس ويعلمها الصبر… كريم في المعاملات الأنسانية بين بني البشر… كلما هممت بفعل معصية… كلما هممت بغضب خارج السيطرة… تقاوم النفس… اللهم إني صائم… اللهم إني صائم… فيه إضعاف لشهوات النفس وتهذيب عظيم لها… يأتي الشهر الكريم كل عام تذكرة للمسلم… تذكرة بمكارم الأخلاق بالذهد بالعطاء ببذل المال… بكثرة الذكر بالصلاة بالمساجد والقيام والدعاء… يأتي الشهر لأعادة شحن النفس وتجديد الطاقة الأيمانية وبروحانيات عالية… كريم في لياليه فيه العتق اليومي من النار… فيه ليلة خير من الف شهر (ليلة القدر)… شهر كريم من رب كريم… خصص الله تعالي له باب الريان في الجنة لا يدخل منه إلا الصائمون… ينال الفقير والغني من كرمه لا يوجد محروم بأذن الله من العطايا… في شهر الكرم يصل للفقير خيرات وبركات من طعام وزكاة فطر وأموال ويحصل الغني والفقير علي العفو بأذن الله وقبول العمل وغفران الذنب… ولنا في الرسول الكريم أسوة حسنة فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان وفي تفسير الحديث الشريف الجود هو الكرم والبذل والإنفاق من غير سؤال،

وفي هذا الحديث يخبرنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان أعظم الناس وأكثرهم جودا على الإطلاق، وكان جوده يبلغ الغاية في شهر رمضان… وأسوة بالرسول الكريم تشمل الشهر فاعليات خيرية منوعة وتسابق علي فعل الخير وثبوت الأجر بأذن الله… وتكاتف وتكافل أجتماعي من الجميع وصورة باهرة في الجود والكرم… ومظاهر صلة الأرحام وتجمع أسري أجتماعي بهيج… ولكن يصاحب الشهر الفضيل مظاهر من بعض الأفراد والأسر في إقامة الولائم وحفلات الأفطار لتشمل كل ما لذ وطاب… في سباق وتنافس بين الأسر علي حجم وعدد وأصناف الطعام…وتباهي بموائد الرحمن علي صفحات التواصل الأجتماعي …وماذا لو تمت عادتنا بحكمة وأتزان بلا أسراف ماذا لو تمت الأعمال بنية خالصة لوجه الله بلا رياء بلا سمعه…ماذا لو ذهبت كل أموال هذه الولائم والحفلات إلي الفقير المحتاج؟؟… وأكتفينا بما قل وكفي حفاظ علي النعم من الزوال… أنها الوسطية والأعتدال في كل شيئ التي يدعو اليها الدين الحنيف…أنها النية في العمل التي أختص بها ديننا الحنيف أعمالنا ولكل عمل نية ونجدد النية لله والأجر والثواب علي الله…ليتنا نتمسك بعبادات رمضان بسلوك رمضان بتهذيب النفس طوال العام… مبارك علينا الشهر الفضيل… واللهم اعده علينا اعواما عديدة وأزمنة مديدة ونحن في اصلح حال وتسلمه منا متقبلا خالصا لوجهك الكريم بلا نفاق أو رياء أو سمعه.

الأستاذة/ صباح عاصم

رئيس مجلس إدارة جمعية بداية للأعمال الخيرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى