سمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب.. هل تثمر نبتة الصبّار … ثمرة التفاح ؟ 

#صباح_مصري ؛؛؛؛؛ 

 

 

اقتحمت وسائل التواصل حياة إنسان هذا العصر، وأصبح يمتلك محطة إعلامية مصغرة ومتنقلة، يكتب، يصور، يذيع ما يشاء، ويبث عبر مساحة واسعة…

‏‎ ‏‏سيموت نصف إبداعك إن فكرت في رأي الآخرين ، فتذكر أن لك زاوية لا ينظر للأشياء منها سواك ..

لو انك أصبت في تسعاً وتسعين وأخطأت في واحدة ، لترك الناس ما أصبت وأسروها ، وأعلنوا ما أخطأت وأظهروها فانفض عنك غبار الناس ..

ان ‏الوقوع في الخطأ فطرة .. والاعتراف به فضيلة .. والإصرار عليه حُمق .. والرجوع عنه حكمة .. والتحريض عليه سفاهة ..

فاننا لا تتوقع من نبتة الصبّار أن تثمر لنا التفاح ، حاول أن تعرف أصل الأشياء وماضيها كي لا يصدمك المستقبل معها ..

ان تحمل المسؤولية هو من أحد أسباب الاعتراف بالخطأ، فإذا كنت مسؤولا أو قائدا يجب ألا تلقي اللوم على الآخرين تجاه أخطائك ، أو ترمي اللوم على الموظفين، فاعترافك بخطئك يكسبك وسام التقدير من الجميع، وكما يقال «ليس هناك خطأ أكبر من عدم الاعتراف بالخطأ».

سواء الناجحون أو العظماء أو من سطر لهم التاريخ مجدا يحتذى به هم أكثر الناس اعترافا بأخطائهم، فحين تغيير قناعة معينة أو فكرة تتعلق بمجالهم تجد أنهم يصححون تلك المفاهيم للجمهور، حتى يوضحوا لهم نهجهم وأسلوبهم، فهم يمتلكون الشفافية المطلقة لتوجيه أخطائهم وبلورتها نحو اكتشاف ذواتهم من جديد، فالاعتراف ميزة، وليس شيئا يدعوك إلى الخجل.

الاعتراف بالخطأ هو سلوك إنساني قويم، يُمكنك من التحلي بالشجاعة أمام نفسك، وبالتالي استمرارية الوضوح في علاقاتك الإنسانية التي يحكمها مدى النضوج والوعي الذي تملكه. فالإصرار على عدم الاعتراف بالخطأ أو استخدام السلوكيات المضادة في تبرير ارتكاب الأخطاء، وتعليقها على شماعة الأعذار الواهية، هو هروب من المشكلة التي تؤدي إلى تحجيم إدراكك الوقائع التي تتفاعل معها. تأتي الأخطاء مع التجربة البشرية في الحياة، ومن لا يعمل لن يخطئ ، واعلم إن الوسيلة الوحيدة لاتخاذ القرار الصحيح هو الاعتراف بالقرار الخاطئ .

الخلاصة 

‏‎ ‏‏ أجمل العطور ليس ما تضعه على جسدك وملابسك ، بل ما يخرج من لسانك ويسمعه غيرك ويشعر به من حولك 

 لا ترفع صوتك, فأحد علامات ضُعف الحُجّة إرتفاع حِدّة الصوت …. 

فعوضاً عن ذلك طوِّر مهارتك في الحوار والإقناع .إن ما يحدد سمو أخلاقك تعاملك مع من تكرهه وليس مع من تحبه ، تعاملك مع من يخالفك وليس مع من يوافقك ، تعاملك في ظروفك الصعبة وليس في ظروفك العادية.

 قدرتك على حفظ الاتزان في الاوقات العصيبة والابتعاد عن الجزع لهو برهان على رجاحة عقلك .

الشخص الذي يحب أن يظهر بمظهر الإنسان الذي لا يرتكب الأخطاء لن يكون مقبولا أمام الآخرين ، حيث إن الاعتراف بالخطأ هو حكمتك من المواقف التي تمر بها، ومن ثم تكمل المسير. 

هناك أخطاء مقصودة مثل الجرائم بكل أنواعها، التي يعلم مرتكبها بخطأ فعلها، ولكنه يصر على عملها، لأسباب تتعلق به،

 الجزاء يكون هو العقاب المنصوص عليه حسب الجريمة التي ارتكبتها، لذلك تسمى «مقصودة»، لأنها ارتكبت مع سبق الإصرار، وهناك أخطاء غير مقصودة، قد تتسبب في إيذاء نفسي للأخرين.

 

 

                                        

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى