سمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب.. نور على الدرب و نصيحة لمن ابتلى بالشك  

 

 من أخطر الفيروسات التي تهدد العلاقة الزوجية الشك المرضي ، فحينما يدخل الشك إلى الحياة الزوجية، تتحول إلى جحيم يحرقهما معا ، الطرفين ، الشك بين الزوجين من الأمور التي تدل على نقص الثقة، وأحيانا كثيرة جدا حينما يتصاعد ويزيد قد يصل إلى انعدام الثقة في معظم الأمور مهما كانت … سواء كانت صغيرة، أم كبيرة.

هلم تعلم  ان بذور الشك مع تصرفات غاية في البساطة ، و لكنها تحمل معني ما، فهو يتولّد حين تكون هناك علامات تتغير من طرف تجاه الطرف الآخر ، هنا يظهر الإحساس بالغيرة ، ويمكن أن يؤدي إلى هذا المرض … والعرض ، حين تكون هناك دلائل واضحة، لكن في غالب الامور يعتبر الشك مجرد وهم يصدر عن عقل مريض، وعادة ما تتسع دائرة الشك بتصرفات كل من الطرفين ، وهو امر في غايةالسؤ ، له تاثير كبير علي هذه العلاقة.يقول الاطباء إن الشك يرجع لأسباب نفسية أو اجتماعية، وينتج عن التفسير الخاطئ لبعض المشكلات بين طرفي العلاقة الزوجية ، وأهمها أن أحدهما يحس برفضه للطرف الآخر وخاصة في العلاقة الحميمية … وهي أهم مايحدث والذي يجب أن ينتهي فورا .. بين الطرفين لأنه مدمر للحياة الزوجية. ولكن رفض العلاقة بين الزوجين ليست فقط لهذا التفسير الخاطئ ولكنه نتيجة لرؤية ضبابية بينهما ، فهما الذين يجب عليهما الانتباه باستمرار وبشكل مدروس الأسباب الرئيسية لتفاقم المشكلات بينهما في حياتهما ،كما أنه هناك عوامل أخرى تكون سبباً لحدوث الشك بين الزوجين وهي عوامل نفسية يمكن أن تكون مرتبطة بشخصية الإنسان وهي الشخصية التي يسودها الإحساس بالنقص، لأنها لم تحصل على الحب الكافي منذ الصغر ، فيسود في داخلها اعتقاد أنها غير جديرة بالحب، وأن الآخر من الممكن أن يتخلى عنها لأي سبب ، وهنا تتجه في كثير من الحالات مثل هذه النماذج للشكوك، والقيام بإسقاطات على الطرف الآخر، الذي من الممكن أن يكون بريئا تماما، وليس في نيته أي غدر . أنه عندما ينشأ الطفل في أسرة يتداول داخلها الإحساس بالشك وعدم الأمان، فسوف يقل التواصل والتراحم ويتعلم من خلال ذلك أن يشك في الآخرين، ثم يجد لشكه أحياناً نتائج فتصبح من أنماط شخصيته، حيث يؤسس فيما بعد جيلا مثله، حيث تنتشر القيم الخاطئة في بعض المجتمعات .لذا ينبغي على الأبوين أن يزرعا داخل أطفالهما الثقة بالنفس والثقة بالآخرين حتى يثبت العكس، ولا ينبغي أن تسبب تجربة سلبية في حياة الابن أو الابنة في علاقته مع زميل في المدرسة أو صديق، أو قريب، في انعكاس تلك التجربة على رؤيته لكل الرفاق والأصحاب، بل ينبغي أن يعلّم الآباء أبناءهم القدرة على التميز بين الناس، وهكذا يبدأ الابن في تشكيل وعي اجتماعي لطبيعة علاقته مع الآخرين.الطب النفسي يعود بأسباب الشك بين الطرفين إلى الإهمال في تربية الأبناء منذ الطفولة، حيث يكون الطفل في حالة انطواء ودون أصدقاء ، وكثيرا ماتجذره أسرته من الجميع. وهنا يضطر عقله الداخلي إلى الشك في كل من حوله، ويستمر معه هذا الشعور إلى الزواج.إن حب التملك يفقد الحياة الزوجية متعتها، وكلما نقصت مظاهر الحب شعر الشخص بنقصان الحب، فيبدأ بالشعور بالانهيار والتوتر والشك.حب التملك يفقد الحياة الزوجية متعتها وكلما نقصت مظاهر الحب شعر الشخص بنقصان الحب فيبدأ بالشعور بالانهيار والتوتر والشك.وهنا يجب علي طرفي العلاقة ضرورة و أهمية استيعاب الآخر، ففي حال لاحظ أحد الزوجين أن شريكه يعاني من مشكلة الشك عليه أن يبذل جهده لمساعدته من اجل التخلص من هذه المشكلة ، وأن لا يقوم بأمور تستفزه ، وتثير اضطراباته النفسية، لأنه سيزيد من تعميق المشكلة في داخله.وفي حال لاحظ أحد الزوجين أن شريكه يعاني من مشكلة الشك عليه أن يبذل جهده لمساعدته على التخلص من هذه المشكلة.

   الخلاصة ،،،، 

بتغيير أسلوب التفكير والانفتاح على المجتمع منعاً لوقوع الشخص في حالات الوسواس القهري، والشك في جميع من حوله ،وقد يكون الشك مرض نابع من طريقة التفكير الخاطئ أو الشعور بالنقص بسبب فقدان الاهتمام. تاكد إن أياً من الزوجين إذا كان على قدر بسيط من الجمال، فإن كل طرف يكون مقتنعاً أن الآخر على علاقة بشخص ما أكثر منه جمالاً، وهنا لابد من تجديد الحب بينهما، من خلال السهر خارج المنزل، أو التنزه في الحدائق، لنسيان هذه الوساوس. والأهم من كل هذا منح الآخر الاهتمام والثقة،  الثقة تعتبر شكلا من أشكال المسئولية، أما في حال شعر الآخر أنه رقيب علي تصرفات الاخر وسلوكه فهذا قد يؤدي إلى ردة فعل عكسية تتمثل في مزيد من الحدة والنفور في التعامل، ومن هنا تأتي أهمية الود والحنان، والتآلف، وهذه المشاعر لا تجتمع مع وجود الشك. أن الشك المرضي من أخطر الفيروسات التي تصيب جسد العلاقة الزوجية، وتهدده “بالموت”، وعدوته قد تنتقل إلى الأبناء، فهي أحد أسباب زيادة فرص الخلافات ونسب الطلاق،علما أن إمكانية علاجها نفسيا واكلينيكيا ممكنة إذا توفرت الإرادة. إن علاج الشخصية الشكاكة يكون من خلال بناء علاقة علاجية موثوقة مع تلك الشخصية، عبر إشراكه في الخطة العلاجية، وتفسير الحساسية المفرطة، جنبا إلى جنب مع استخدام الأدوية المضادة للذهان تحت إشراف طبيب متخصص، ومعالجة الأعراض الأخرى المصاحبة مثل القلق أو الاكتئاب لتخفيف معاناة المريض، زيادة على جلسات العلاج النفسي الفردي لتحسين المهارات الاجتماعية وخفض شدة الحساسية للنقد. إن الثقة بين الزوجين هي عمود البناء لحياتهما الزوجية، وننصح بتربية الأبناء من الصغر على القيم والأخلاق لتحصينهم من الإصابة بهذا المرض بعد الزواج، بالإضافة إلى الاعتماد على الصراحة التي يجب أن تتوفر بين أفراد الأسرة.

 

               

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى