سمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب..لا تدعها تزعجك

 

 افتكرت آخر مرة اتعاملت فيها مع شخصٍ سلبيّ ، أواتعاملت فيها مع شخص صعبِ المراس وصعب التفاهم معه …يعني ” عندي ” ؟..افتكرت آخر مرة قال لك فيها شخص كلمة عاوز اذيتك ؟ 

تقدر تقول ازاي اتعاملت مع هذا الموقف ؟ 

تقدر تقول ليه … وماذا كانت النَّتيجة؟ 

عاوز تعرف تقدر تعمل ايه مستقبلاً لتجاوز مثل تلك المواقف بسلام؟

 أينما ذهبت ، سنجد هناك أشخاص سلبيين يعارضون أفكارك ، بل ويكونون سببا …. ويتسبّبون لك بأن تغضب ، أو ربما قد تجد أشخاصا لا يُحبُّونك بكل بساطة. هل تعلم ان هناك أكثر من 6.4 مليار شخص يفعلون ذلك ، إن الصِّراعات والنِّزاعات هي إحدى ثوابت هذه الحياة وفي حين أنَّ هذا العدد من النَّاس ليسَ هو السَّبب الفعلي لحالات الخلاف والشقاق إلَّا أنَّهم هم ما قد يغذون انفعالاتنا. إن انفعالاتك هي التي تقودك إلى غريزة البقاء الأساسية وهي القيام بردِّ فعلٍ وشنِّ هجوم معاكس بهدف الدِّفاعِ عن نفسك وهنا قد تفقد في تلك اللحظات الغريزية زمام نفسك وتصبح أشبه بحيوانٍ بشري مدفوعٍ بغريزة حماية النفس وقت تعرضك للهجوم. وهو ما يعتبر في الواقع؛ أمراً طبيعياً … عادي .من ناحيةٍ أحنا المخلوقات الوحيدة التي أنعم الله عليها بنعمة الذكاء والقدرة على التَّحكم بردود أفعالها ، 

  فكيف يمكنك أن تقوم بذلك ؟ 

 كيف تتعامل مع التَّعليقات السلبية حول منشورٍ قد نشرته على حسابك … مثلا ؟

 الإجابة عن ذلك السؤال أبسط مما تعتقد: 

         “لا تدعها تزعجك”

 نعم الأمر ليس سهلاً فإن كان الأمر كذلك ، فلن يكون هناك أشخاصٌ سلبيين أو صعبي المراس … حادين الطباع ، لابد ان نتكبّد عناء السَّيطرة على ردود أفعالنا حتي لا نؤذي أنفسنا “إنَّ حمل ضغينة تجاه شخصٍ ما يشبه تجرُّعَ السُّمِّ وانتظار أن يموت ذلك الشخص”. إلا أنّ الشخص الوحيد الذي سيتألم هو أنت . عندما تتفاعل مع السَّلبية، فإنك تقلِق سلامك الداخلي وتوجد الألم فيه وتخليه بين طيات نفسك وأحشائك .الأمر لا يتعلق بك، بل بهم هم لكن تعلم أنَّه عندما شروع النَّاس بالتَّصرف بسلبية، يكون ده انعكاس لحالتهم الداخلية التي يتم التَّعبير عنها خارجياً ، ويصادف أن تكون أنت في الزَّمن والمكان الخاطئ ،فياسيدي إن الأمر ليس شخصياً، فَلا تتعامل معه بشكلٍ شخصي ؟ 

باختصار ….. 

 لأنَّ ” الأنا ” لدينا صفة “الكبرياء” إن أحببت ذلك- تحبّ المشاكل والصِّراعات الدائمة ، وغالباً ما يشعر النَّاس بالملل وعدم الرضا عن حياتهم ، بحيث يرغبون في جرِّ الآخرين لذلك. مواقع التَّواصل الاجتماعي مثلاً قد تجدُ أنَّ أحدهم قد كتب تعليقاً مؤذياً بشكلٍ مقصود، ليقوم بمتابعته بانتظام لكي يرى إن كان قد تلقى رداً على تعليقه ، وتجده يتحرق شوقاً للرِّد بمزيدٍ من السَّلبية.عندما نرد باندفاع وتهور، تكون ردةُ فعلنا هي استجابة طبيعية وصادقة ، فهل ذلك حقَّاً هو الشيء الذكي الذي يجب علينا القيام به؟ 

ما الذي يمكننا حلُّه عبر القيام بذلك؟ 

لا شيء. ومع ذلك، فإنَّه يغذي حاجة “الأنا” لدينا للصّراع.

هل لاحظت كيف أنَّنا عندما نرد بتحد، نشعرُ بالارتياح في عقولنا؟ لكننَّا في مقابل ذلك لا نشعر بالرضا عن النفس نحن نشعر بانكماشٍ في معدتنا وضيقٍ في أنفاسنا ، ونبدأ في التَّفكير بأفكارٍ عنيفة. فعندما نستجيب بطريقة لا عقلانية، فإنَّ ذلك ينقل الحديث من تعبير سلبي صدرَ عن الطرف الآخر إلى معركة تدور رحاها بين اثنين يملؤهما الغرور. … معركة لا لزوم لها وغير مثمرة من أجل إثبات من هو الذي كان على حق.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى