سمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب..لا تغضب

 

 

 تصرفاتنا في الدنيا تختلف من شخص لآخر ، فمنا من هو، يتسم كونه رزين العقل ، حليما في الصفات ، وأخر منهم يتسم كونه حاد الطبع ، سريع في غضبه .  إن الغضب جمرة توقد في القلب ، ألم تروا إلى انتفاخ ألاوداج، وحمرة العين ، فإذا وجد أحدكم شيئاً من ذلك، فان كان قائماً فليجلس ، وإن كان جالساً فلينم”.لا تغضب … فالغضب شعلة من نار مقرها القلب ، إنها تهيج حينما يشعر الإنسان بضر قد يصيبه ، أو خطر من الممكن أن يتربص به، وغضبك ليس كالكبر ، والرياء ، والحسد ، وغيرها من الأمراض، إنما المرض هو سرعة الغضب، فالسرعة فيه هي الداء ،  الغضب انفعال داخلي جعله الله تعالى في نفوس الأحياء، مي تدفع المخاطر عنك ، نعم دفع المخاطر ، وحماية نفسك ، وحفظ مقومات حياتك ، انها من الضروريات … الدين، والبدن، والعقل، والعرض، والمالإن الإنسان لا بد له من حمايتين ، إحداهما داخلية من نفسه ضد نفسه وهواه وهذا يتطلب مقاومة فعل النفس والهوى، بما يضاد هذا الفعل. ،   وخارجية، تحميه من الأضرار ، والخطر الخارجي ، والشرع أجاز للإنسان متى انتهكت إحدى هذه الحرمات أن يغضب ، ولكن بشرط أن يكون الغضب في حدود رد العدوان الواقع عليه ، وان يكون هذا الغضب بغير تجاوز ، فلا ظلم ، ولا اعتداء . أحوال الناس مع الغضب تنقسم الي عدة أقسام منها فهم بين أفراط وبرودة واعتدال ، فهناك من هو مفرط في غضبه ، سريع الاستفزاز شديد الغضب بطيء الاسترضاء . واخر بارد الطبع لا يغضب حتى وإن انتهكت أشد الحرمات . 

اعتدل في غضبك فالاعتدال في الغضب هي الصفة التي ينبغي للإنسان أن يكون عليها … وهذا هو المطلوب فللغضب دواع وأسباب يلزم بيانها ، والاحتراس عنها منها ، إن الحرص على الدنيا، يأتي في مقدمة أسباب الغضب ، فالإنسان إذا فاته شيء ، أو أخذ منه شيء من عرض الدنيا يشتعل الغضب في صدره ، وقد تظهر من آثار ذلك ما لا تحمد عقباه. –اتعلم أن الشيطان يوقع بين الناس ، فالشيطان يوسوس بين الناس بالبغضاء والكره الشديد ، إنه يريد أن يوقع بينهم العداوة، والبغضاء، فيغضبوا ، وعندما يغضبوا ظفر هو بهم. 

فالإنسان الذي لديه زهو ، أوعجب بفكره، أو منصبه، أو ماله، أو نسبه، أو جماله، أو غير ذلك، يحب أن يمدحه الناس، فان لم يجد هذا المديح، أو صادف شيئاً عكس .. ذلك … وما يجد في نفسه، من زهو، وعجب، فانه يجد في ذلك، مدعاة للغضب، فلا تغضب … فليس المطلوب استئصال الغضب، وقطع جذور ، وفروع شجرته ، بل المطلوب توجيهه وترشيده، بحيث يكون متوافقاً مع طبائع الامور ، لا تغضب ، وعلى هذا فقسم أساليب تسكين وترشيد غضبك إلى حسية ، وأخرى نفسية .

 الخلاصة

 فإذا غضب أحدكم غير الوضع أو الحال ، إذا غضب أحدكم وهو قائم، فليجلس، فان ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع.عالج نفسك من داء الحرص على الدنيا ، وذلك بأن تؤمن يقيناً بأن الله تعالى هو مقسم الأرزاق من … جاه ، ومنصب ، ومال ، وبنين … وغيرها ، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما فاتك لم يكن ليصيبك ،

 قال تعالى: “أهم يقسمون رحمة ربك ، نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات” . صدق الله العظيم  

 إخمد رغبتك في الانتقام ، وابعد عن التشفي وهي أخطر ما في الغضب ، فهذه الرغبة متى تمكنت منك حجبت عقلك وفكرك، إخمدها بالتسامح ، والتراحم ، والعفو ، والتعود …. 

  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى