آراء حرةسمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب..     من ليالي عابدين في القاهرة إلى ليالي المنفى في روما 

قمر ١٤

         

جنازة النجمة كاميليا شهدت مظاهرة و هتافات عدائية،” ازي تمشوا ورا اليهودية ، دول اليهود اللي قتلوا ولادنا في فلسطين “

 يومها تمالك صحفي كبير شجاعته ، وخاطب اولئك الشباب الغاضب قائلا ” كيف تكون كاميليا يهودية والصلاة اقيمت في كنيسه مسيحية ” ولكن هدأت الجماهير بعد ذلك ،أثناء تصوير فيلم ” قمر 14 ” بدات خيوط أزمة قوية بين كاميليا ، وأحد الصحفيين الذي ركز كل تعليقاته في آراء محددة طوال مدة التصوير على شيء مادي وحيد ، وهو بالطو من الفرو الابيض كانت ترتديه طوال الفيلم .طلب منها الصحفي أن ياخذ لها صورة وهي ترتدي هذا البالطو بعد أن علم الجميع أنه هدية من الملك فاروق ، وأراد إعداد موضوع مصور ليكون حديث العالم كله ، و لكنها رفضت هذا العرض بشيء من العجرفة والغطرسة.

  تلقى الصحفي الشهير العبارات القاسية بشيء من الغضب الشديد ، وقرر الانتقام لنفسه منها بأم يقود حملة تجعل الناس يرجمون كاميليا باليهودية. و بدأت الحملة التي تؤكد أن ” كاميليا ” يهودية ، ولم تتعمد ، وأنها بنت كوهين الاسرائيلي ، بل وصل الأمر إلى ذروته عندما ظهرت كاميليا في صورة كاريكاتيريه رسمت لتظهر وعلى صدرها النجمة الاسرائيلية السداسية . 

 وقد بدات لعنه هذه النجمة تطاردها في كل بلد عربي ، وكذا أعمالها ، ولذلك فقد مني فيلم “صاحبة الملاليم ” بخسارة كبيرة نتيجة مقاطعة شركات الانتاج لها بعد أن انطلقت الشائعات أن الأفلام التي تقوم ببطولاتها كاميليا سوف تمنع من العرض في البلاد العربية لأنها يهودية ، 

لقد كان العرب وقتها يحاربون اليهود ، ولكن الأفلام لم تكتف بذلك ، خاصة بعد هزيمه الجيوش العربية في حرب فلسطين سنة 48 ، وقد بلغت الشائعات إلى درجة خطيرة وجاء فيها أنك تعمل لحساب شبكة استخبارات لصالح المخابرات الإسرائيلية ، وأنها تخصص عائدا كبيرا لها وريع لأسرتها في اسرائيل ، بل وانها كانت تمد المخابرات الاسرائيلية بكل المعلومات المتداولة داخل الوسط الفني ، وكذلك ما تحصل عليه من معلومات من خلال علاقتها بالملك فاروق .

 

المعروف ان أجهزة المخابرات تتعامل دائما مع الجميلات لكي تقوم بتوظيف جمالهن لصالحها في مقابلة الشخصيات والأهداف المحددة لها وجذبهم وراء الجمال أولا ثم يأتي الباقي بعد ذلك . 

وقد ردت كاميليا على هذه الشائعات أنها اعترفت أن والدها اسرائيلي بالفعل ولكنها اكدت .أن التهمة بالتجسس لاسرائيل لم تسندها اي أدله مادية في أي وقت و أن ما بني كان على تصورات عامة . فما هي هذه التصورات ؟ 

             

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى