آراء حرة

أحمد حسن أبو إلياس يكتب.. أرضنا الداخلية

 

خلقت أجسادُنا من الأرضِ؛ فأجسادُنا أراضٍ هي الأخرى، تحمل نفس الطباع تقريبًا مع قدرات إضافية على ما يمكن أن نسميه (اللامباشرة) التي تناسب الفارق بين الأرض بطبيعته الأرضية التي نعرفها، وبين الأرض بعد تطورها في سياق الجسد البشري ترابًا من لحم وعظم أو لحمًا وعظامًا من تراب..

على كلٍّ… إن الأرض معتادة على إنبات أي بذور، أو جذور جديدة أو قديمة منسية، ولكن في مواسمها الطبيعية…

إنها مدمنة على الإنبات، ولا مجال لإيقاف ذلك إلا بإماتة الأرض نفسها وإبعادها عن البذور والماء..

وأما إبعادُها عن البذور فلن يمكنك إطلاقًا، فهناك مليون طريقة تصل بها بذور الطاقات المختلفة المحيطة إليك، ولو كان بالريح، مع فارق الريح العادية في التنفس والتواصل الجسدي القريب مع الآخرين، والريح -التي مثلها تحول التراب دمًا ولحمًا وعظمًا- من تلك الريح التي أصبحت مشبعة بموجات إلكترونية توصل الإنترنت وشبكات الهاتف وغيره..

يبدو أنه لا بد أن تكون فلاحًا ماهرًا بإرادتك أو غصبًا عنك، وتنتقي البذور السيئة أو الفسائل الغريبة باستمرار لكي تستطيع أن تحصل على محصولٍ مُرْضٍ في النهاية..

والمرحلة الأولى أن يكون لديك علم أو خبرة في التفريق بين النباتات التي تخرج من أرض جسدك باستمرار؛ فقد أصبحت هذه كارثة كبيرة، صار بعضنا يباهي بالفسائل الدخيلة والغريبة ويظنها هي محصوله، صار يأتي على شجرات الشوك ويعتبرها زهوره الجميلة، وعلى حشائش سامة ويصنع منها وجباته النفسية المفضلة…

للأديب الكبير الشاعر أحمد حسن أبو إلياس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى