آراء حرة

د.باسم أيوب يكتب.. أروع دايت

 



‎تكتوكاية حكاية x كفاية بقى = أكل ربنا 


‎غادرت منزل أبي وأمي لأذهب إلى جامعة القاهرة لألتحق بكلية طب قصر العيني، وبعد سنين من دفيء الأكل الصحي الحقيقي “المفعم بالحياة” من سلطات، وملوخية وبامية وكوسة بالفراخ البلدي والحمام البلدي المحشي فريك أخضر والبط البلدي بسمنة بلدي وبيض بلدي “العضوي الأن ما فيهوش نصف قيمته الغذائية” بزبدة بلدي زيه! وعيش بلدي سخن من قمح كامل الحبة ” The proverbial Unicorn of our current age” وقليل جدا من الرز الأبيض والكثير من البقول كالفول والعدس والفاصوليا البيضاء وشاي عالمساء ونادر أي حاجة قبل النوم! إلى حياة الجامعة المليئة بأكل بره مم سندويتشات لحوم وشاورما وفراخ مقلية بأسوأ أنواع الزيوت المهدرجة، وبعدها أيس كريم ومعجنات و حلويات وفي غضون سنين قليلة تراكمت الكيلوجرامات وصرت مريضا بمرض العصر الذي قارب أن يصيب ٥٠٪؜ من الناس (أحدث إحصائية ٤٢٪؜ من الشعب الأمريكي مصاب بمرض أم كل الأمراض السمنة)، وإرتفع وزني من ٦٧ كج إلي ٨٥ كج في خلال أعوام قليلة رغم النشاط الزائد والرياضة المضنية (كمال أجسام وجري وخلافة)، ولكن سوء نوع الأكل المليء السموم البيضاء الثلاثة السكر الأبيض والدقيق الأبيض والرز الأبيض، في هيئة أكل هزيل سريع مريع ميت فاقد الحياة وفاقد الشيء لا يعطيه! 


‎وتشمل هذه الوصفة من الأكل التي هي محققا وصفة لكارثة Recipe For Disaster والكارثة هي مرض السمنة الذي يسميه العلماء الأن “أم كل الأمراض” حيث تم التحقق من ارتباطه بصفه مباشرة وغير مباشرة ل ٢٣٦ مرض أخر يدمرون جسم الإنسان ويحطمون سعادته ويهرولون بقطار عمره إلى المحطة الأخيرة قبل ميعادها بحوالي ١٢ سنة! المرض الذي لطالما نظر إليه الناس كمشكلة شكلية لا أكثر ولا أقل وأن الدهون مجرد صورة تخزين للطاقة فقط! هذه التي نعرف عنها الآن كخلية دهون أنها من أعقد المايكرو Micro غدد صماء -إن جاز التعبير- فتفرز العديد من الهورمونات ومنها هرمون الليبتين Leptin وهو من أهم هورمونات الشبع والمواد التي تسبح في بحر من الدم عبر الشرايين إلى كل عضو في الجسم على رأسها المخ والكبد والأمعاء والقلب والعين محملة بالعديد من الرسائل المفهومة وغير المفهومة علميا! 


‎وجاء وقت دراستي بخارج مصر بلدي الحبيب (وحشتيني يا مصر) باحثا عن كل ما هو جديد في عالم الطب بأمريكا بواحدة من أكبر مستشفيا كليفلاند كلينك Cleveland Clinic التي كنت فيها طبيب باطنة نائب ورئيسا للنواب بالعام الأخير من نيابتي! وفي غضون سنوات أخري قليلة قفز وزني من ٨٥كجم إلى حوالي ١٠٠كجم وكسرت رقم ال ١٠٠ على الرغم من قصر قامتي ١٦٦سم، وفي خلال سنين من هذا الأسلوب كحياة رغم كوني طبيب باطني “أنصح” مرضاي ب “الأكل الصحي” الذي لم أكن أعرف ماهيته ولا أفقه شيئا جديرا بالذكر في الطب الوظيفي والتغذية العلاجية، وبدأ مشوار الأمراض مبتدئًا بآلام الظهر واللجوء الي العلاج الطبيعي والحقن، ثم ارتفاع في ضغط الدم والام الصدر التي أدت إلى غرضي على طبيب قلب (صديقي)؟واحتياجي لرسم قلب والتراساوند Echo عاملو القلب بالمجهود والتشخيص بمرحلة ثانية من إرتفاع ضغط الدم ومقاومة الإنسولين و الدهون على الكبد وارتفاع مؤشرات الالتهابات الCRP في أوائل ثلاثينات دون تدخين على الاطلاق! ثم صداع مزمن من وقت لأخر وارتفاع كوليسترول LDL إلى حوالي ٢٠٠ وأعراض بدايات أمراض مناعة ذاتية وخمول وفيبروميالجيا Fibromyalgia ! وبدأت رحلة الوصمة والعار الإجتماعي حيث أصبحت هدفا لبعض الأطباء في نيابتي الذين من شأنهم أن يساعدونني للشفاء من هذا المرض ولكنهم إكتفوا بتعييري بأكلي غير الصحي وشراهتي مهملين أهم حقيقة أن أكثر من ٩٩٪؜ من مرضى السمنة هم أولًا وأخيرًا ضحايا للأكل الصناعي اكل الإدمان الهزيل السريع المريع الميت فاقد الحياة! ولكننا أصبحنا للأسف ضحايا الإضطهاد الإجتماعي والتعيير والوصمة التي تثقل على قلوب الملايين من من ابتلوا بهذا المرض القاتل الصامت بدنيا ونفسيا وأنا كنت واحدا منهم (طبيب بس مجرّب)!


‎وجاءت صرخة من الأعماق “كفاية بقى” رغم عدم معرفتي “كفاية بقى” لإيه بالضبط حينذاك!! ولكن هنالك ابتدت رحلتي مع مكافحة مرض السمنة حيث لم أترك كتابا يتحدث عنها ولم أقرأه، أو مقالة في الموضوع ولم أعاينها شخصيا، وتضاربت الآراء واختلفت الطرق وأصبح الهدف للملايين وبأي ثمن “التخسيس السريع” غافلين عن أن الأهم كثيرا هو الصحة الجيدة وعدم الإعتماد على الأدوية والأقراص في منظومة مريضة Pill for an ill paradigm منظومة القرص والكبسولات لكل مرض كان (العادي عندي مريض السبعينات إنه يكون على ١٠-٢٠ دواء)!!! وغفل الإنسان عن الطبيب الداخلي والاستشفاء الذاتي Autophagy الذي كرسه الخالق لشفاء معظم الأمراض ومنعها أولا وأخيرا ولكن بشرط واحد واضح للقليلين من الأطباء قبل مرضاهم! وهو أن يكون قسم الصيانة المسئول عنه حوالي ٥٠٠ من جينات الأدمية من حوالي ٢٣٠٠٠ المتخصصة عن علاجه وتنظيفه وشفائه من هذه الأمراض عاملا على أكمل وجه، ولقد تعلمت في دراساتي على مدار السنين مبدأ الMicronutrients أو ال Phytonutrients أو ما أسميه الأن المغذيات الصغيرة النونو النمنم التي محال دونها عدم الإصابة بكثير من أمراض العصر ويترأسها ويتزعم هذه العصابة “أم كل الأمراض” السمنة!


‎وقررت أن أدرس السمنة عن كثب أكثر بصفة رسمية وبالفعل عملت جاهدا حتي حصلت على البورد الامريكية ABOM في تخصص علاج السمنة وهذا بعد سنين من قراءة المئات من كتب التغذية العلاجية Therapeutic Nutrition والطب البديل Alternative Medicine و الطب الوظيفي Functional Medicine والطب الهندي طب الحياة Ayurvedic Medicine وهي بمثابة طرق تتعارض مع فكر القرص والكبسولة ولا الحقنة لكل مرض كان! وصارت لي صولات وجولات في كل هذه المجالات وجاء وقت التطبيق فعالجت أول مريض سمنة عرفته في حياتي بناء عن طلب شخصي منه! وهو أنا يا حضرات! وجربت الكثير من الطرق والأدوية والعديد من الأشياء مثل الرياضة والصيام المتقطع والكيتو عملاق الدايت والوجبة الواحدة OMAD وجميع أنواع الدايت تخصص الحرمان من سعرات وخلافه, وتعددت الطرق والهدف واحدٌ التخسيس التنحيف Weight Loss, ولكن ندر الذين يعرفون سر أسرار التخسيس الصحي الدائم الذي يتعامل مع الجسم البشري بالطريقة التي أراد الخالق مخلوقه بني أدم أن يعيشها طول العمر محميا تقريبا من معظم الأمراض وخصوصا ال ١٥ الأوائل على القائمة السوداء في حصد حياة الملايين من الناس على رأسها امراض القلب والسرطان والزهايمر والكلي والكبد والسكر، والعجيب أننا نعرف الآن بعد عقود من الأبحاث المضنية في مجال التغذية والسمنة وعلاجها! أننا يمكننا أن نفقد كل الوزن الزائد في خلال شهور رغم تراكم الكيلوجرامات على مدى سنين طويلة، فليس بكثير على الإطلاق فقدانها في غضون شهور! لو! فقط لو تحولت كل قطمة الي رسالة هادفة وكل فتحة فم ترحب ب “أكل ربنا” لتبدأ رحلة الشفاء من أشهر وباء في العالم “السمنة”!


‎وساحت الدهون من على كبدي في خلال شهور وإختفى “كرش العز” و هو لا عز ولا حاجة وان دل فيدل على فقر الأكل وخلوه من أهم مؤهلات الأكل أن يطلق عليه “غذاء” وهذه المغذيات لا أقصد بها فقط الكاربوهيدرات والبروتينات والدهون،،،، بل المغذيات النباتية الصغيرة جدا ال Micronutrients ال Phytonutrients النباتية منها على الأخص التي هي الإنزيمات والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والألياف، وكل هذه تعمل معا على صيانة الجسم البشري على مستوى چيني Nutrigenomics وهذا يشمل علم Metabolomics فنعرف الأن أن هذه المغذيات بمثابة رسالة مكتوبة وفحواها معجزة علمية بجميع المقاييس وتقرأها الچينات الأدمية باعجاز إلهي لم نفهم القليل منه إلا قريبا جدا في خلال العقدين السابقين! وأن الأكل الصناعي مجرد سعرات فاضية Empty Calories وأنه بغض النظر عن الإدعاءات الكثيرة من شركات الأكل الصناعي بإضافة العشرات أو حتى المئات من هذه المغذيات الصغيرة في الاكل الصناعي! القصة مش مجرد سعرات يا حضراااات لأنها ممكن تبقى سعرات فاضية ليس لها ولا بها رسالة وهو وصفة أكل لكارثة صحية محققة وعلى رأس هذه الكوارث السمنة أم ل ٢٣٦ مرض! القصة مش مجرد إضافات لمغذيات صغيرة للأكل الصناعي الفاضي! لأن الأبحاث أثبتت أن فيتامين E و C والكثير من باقي الفيتامينات والانزيمات والمعادن و حتى الالياف لا تعمل بنفس الصورة التي هي بالأكل الطبيعي الحقيقي شغل إيديه! الأكل الذي يتكلم نفس لغة البكتيريا وجدار الأمعاء والدم وجينات كل خلية بالجسم من حوالي ١٠-٣٠ تريليون خلية أدمية!! فيحثه على شفاء نفسه، وعدم تخزين الدهون دون داعي ومقاومة الالتهابات ومنع السرطانات والحيلولة دون تراكم براكين من تصلب الشرايين على وشك الانفجار في ثلاثينات وأربعينات شبابنا!وتراكم مواد Amyloid Plaques B تسبب الزهايمر في المخ! وهذا إن لم تكن هذه المغذيات خارج سياق أكل ربنا ضارة ومسرطنة أصلا كالأبحاث التي أجريت من أكثر من عقدين من الزمان تقريبا على تأثير فيتامين A على منع السرطان بره سياق الاكل (محمد صلاح بيلعب لوحده بره الفريق يا حضرات) ووجد أنه ليس فقط لا يمنع بل قد يزيد نسبة الإصابة بسرطان الرئتين ٢٣٪؜ زيادة عن “الطبيعي”، وهو عكس ما يفعله حين نأكله في الجزر! 


‎القصة أعقد كثيرا من أن تلخص في مقالة ولا جريدة ولا كتاب واحد! فيكفي أن نعرف أن التوت الأزرق مثلا به الالاف من المواد الغذائية النباتيه Phytonutrients التي هي صحيه (نعم الالاف)، كل منها له هدف في الجسم الأدمي ورسالة للوحة تحكم الجينات Switchboard (مجازيا) لمنع الامراض والمساعدة على الصيانة لهذا الجهاز العظيم المدعو جسم الإنسان الذي هو بمثابة أعظم إختراع وجهاز خلقه الله الحي الذي خلق أيضا له الأكل المفعم بالحياة Food Menu Of Living Food الذي يصونه طول العمر من جميع الأمراض التي تأتي في مراحل مبكرة جدا من عمر الأنسان دون أي داعي! ولكن عندما يكون اختلط علينا الحابل بالنابل في سيرك وهرج ومرج Pandemonium الأكل “الصناعي” سببه الاكل الذي أدعوه الأن “فرانكنشتاين” الأكل لأنه أكل صناعي ميت وغير جدير أن يدعى “غذاء” لأنه هذا الأخير من شأنه أن “يغذي” ولكن هذا أبعد ما يكون عما يفعله Wreaking Havoc بالمصري والعامية (بينَيِل الدنيا) الاكل الصناعي فاضي السعرات في أجسامنا وأيضا ما لا يفعله والمفترض أن يفعله ولكن غير قادر على المهمة أساسا لفقره الشديد في قسم المغذيات النباتية الصغيرة النونو الهادفة!


‎الاكل الصناعي اكل أخرس Mute لا يعرف أن يتحدث لغة الرسالة المحمولة في طيات “اكل ربنا” الحقيقي المعجزي الذي يتحدث لغة جينات كل خلية في اجسامنا!


‎وبعد فهم و “هضم” كل هذا وعلاج مرض السمنة لي شخصيا والتخلص من شبح الأمراض الذي لطالما تربص بي في كل ركن من سنين حياتي التي كانت ترزح تحت عبيء هذا المرض “الثقيل” الدم قبل الوزن (Pun intended)! فقررت أن أصيح صارخا من أسطح “منازل” السوشيال ميديا Social Media من يوتيوب YouTube في برنامج “كفاية بقى” لأناشد الملايين عن الاكل الصناعي الفاضي السعرات والسمنة وبعدها بقليل برنامج “تكتوكاية حكاية” على عملاق السوشيال الميديا للشباب الآن التيكتوك TikTok وبعدها الفيسبوك Facebook والانستجرام Instagram وفي كل هذا لي هدف واحد وهو التبشير برسالة علاج مرض السمنة للأبد For Good بأبسط وأرخص وأسهل و أسرع ولكن في ذات الوقت أصح طريقة وهي الرجوع إلى أساسيات التغذية Nutrition وأسلوب الحياة الذي خلق الله خليقته يتربع على عرش مملكتها الإنسان العاقل ليعيشها في أبهج وأصح طريقة وطبعا أكيد ربنا ما خلقش أكل عايزنا ناكله يسببلنا إدمان وسمنة وباقي الأمراض اللي الاكل الصناعي متخصص فيها! 


‎في عام ١٨٧٠ كان يعاني واحد من كل ٧٠ مواطن أمريكي من مرض السمنة يعني مرض شبه نادر ومن المحزن جدا أنها الآن تقريبا واحد من كل إثنين وهو ليس فقط وباء العصر بل الطبيعي الجديد The New Norm ؟! يا ريت لأ؟! المرض الذي يعاني منه المليارات بسبب المشروبات الغازية والأيس كريم والبيتزا والحلويات والشوكولاته والمئات من “المأكولات” الصناعية التي لاتحتوي إلا على القليل جدا من المغذيات الكبيرة والصغيرة وفي ذات الوقت تحتوي على العشرات بل المئات من المواد الملهبة المسرطنة الغير مشبعة وطبعا بقصد غير سامي وهو أن الزبون يرجع تاني وبسرعة مخيفة مريبة وعن شغف إدماني لكنه للاسف أصبح مقبولا إجتماعيا، أكلًا هدفه الوحيد! كسب أكثر كمية ممكنة من الدولارات (By design) المأكولات المصنوعة بهندسة Food Engineering لتصنيع اكل للإدمان In Mind تحت إشراف Food Chemist متخصص في الالتهاب بكيمياء ومكونات الأكل ليصبح سلعة إدمانية للأسف دمرت صحتنا وجعلت مرض السمنة وباءا متفشيا في العالم كله!


‎الاكل الحقيقي وفي رأيي ورأي الكثير من أخصائيين التغذية العلاجية بالترتيب حسب القيمة الغذائية من ١٠٠ إلى صفر هو الخضروات (١٠٠) والبقول (٤٠-٦٠) والفاكهة (٣٠) ثم البذور مثل الكتان والشيا والشوفان والحبوب الكاملة الغير ملعوب في جيناتها Non GMO والمكسرات والزيوت الصحية!؟ وأخيرا وقصدا أخرا اللحوم بجميع أنواعها وأجود أنواعها من أسماك وفراخ وضأن وماعز وبقر ولا حتى أغلى أنواع اللحوم ال Grass Fed في العالم من الواجيو Wagyu الياباني الأصل الذي تصل منه القطعة من الستيك ١٥٠-٣٠٠ دولار ولكن تظل قيمتها الغذائية على ميزان قيمة الأكل ٢٪؜ فقط وبها حوالي ٣٠-٥٠٪؜ دهون مشبعة تعيث في الشرايين فسادا! وهذا باعتبار اللحوم خالية من المضادات الحيوية والهورمونات والمسرطنات وهو ما أصبح كالبحث عن إبرة في كوم قش Needle in a hay stack في أيام الأكل الصناعي واللحوم المصنعة يا حضرات ما تدوروش على الميه في صحراء السوبر ماركت للاكل الصناعي الهزيل السريع المريع الميت فاقد الحياة فلن يعطيها!


‎أخيرا وليس أخرا قد يكون من المهم والبديهي جدا أن نضع الحصان أمام العربة وليس وراءها ليجرها بسهولة وسلاسة! لو بتدور على التخسيس دون اكل صحي بتجر العربة والحصان وراء العربة!! ولكن حينما نريد أن نفقد الوزن دون حساب الدور الأخير في بناء العمارة على أساسيات ضعيفة من اكل السعرات القليلة في الكل الصناعي ولا حتى الكيتو بغض النظر عن فشله في أكثر من ٨٠-٩٠٪؜ بعد سنين قليلة بسبب الحرمان من الفاكهة والبقول والكثير من “اكل ربنا” المفعم بالحياة! وما تتعبوش نفسكم في حرمان الدهون القليلة متناسين تماما أن الأكل الحي الحقيقي لطالما تعاملت معه أجسامنا لأنه يتحدث نفس اللغة الراقية التي تتحدثها أمعاء وجينات أجسامنا وليس أكلا ميتا مليئا بالسعرات الفاضية الخالية من كل ما كان يؤهل الأكل أن يدعى “غذاء” وهذا الأكل ما دعوته “أكل قليل الذوق والأدب” لأنه لا يتحدث أي لغة ولا يجري حديثا أصلا في شقة أمعائك (مساحة ١٨٠م٢) مع البكتيريا النافعة التي هي المستأجر الوحيد للشقة المجازية وجدار الأمعاء والدم والجينات ليفهم من خلال هذا الحديث احتياجات الجسم من المعادن والفيتامينات ومضادات الاكسدة والالياف ولكنه في الواقع المرير لا يفرق معه أساسا لأنه أكل مالهوش “أصل” فيعطينا منه مالم نطلب ومن سعراته مالن نحتاج ومن سمومه ما نحن في غنى عنه ومن ملهباته ومسرطناته مالم يعرفه جسم الإنسان في أي عهد من العهود منذ بدء الخليقة!


‎القصة بسيطة جدا ومش مجرد سعرات يا حضرات فقد تأكل ٢٥٠٠ سعرا يوميا وتفقد الوزن الزائد من الخضروات والبقول و المكسرات والزيوت الصحية والفواكه حتى البلح (الذي أصبح محرمات في زمن الإشاعات والبلبلة السعرية والكذب والخداع والضحك على الذقون في زمن الاكل الصناعي وشركات مليارات الدولارات) وقد تأكل ٢٠٠٠ سعرا من أكل خالى تماما من كل مؤهلات الغذاء الحقيقي الشافي العافي من كل الأمراض وعلى رأسها السمنة، ورغم قلة سعراته تكسبنا وزنا لأنه بكل بساطة القصة مش مجرد سعرات يا حضرات! أكل الحرمان والحرمان نفسه وان كان وسيلة تبدو منطقية للتخسيس السريع والكسب المادي الأسرع ولكنه من أفشل طرق الحفاظ على الوزن بعد خسران الدهون والأبحاث أثبتت هذا مرارا وتكرارا! الحرمان لم ولن يدوم ونسبة الحفاظ على الوزن مع جميع أنواع الدايت المبنية على الحرمان تبوء بالفشل بحوالي نسبة ٩٥٪؜+ في خلال الأعوام الأولى القليلة مما ينتج عنه إحباط فشل الدايت! إن كان في صورة كيتو أو لو كارب أو دهون قليلة جدا أو حرمان السعرات! ربنا خلقنا علشان ناكل أكله ونشبع ونمشي ونشتغل وناكل وننام ونتجوز ونخلف ونفرح طول العمر دون سمنة ولا أمراض! هذه هي الخطة الإلهية وخارطة الطريق للإنسان لو أكل من القائمة ال Menu بتاعة اكل ربنا! ما تخلوش حد يضحك عليكم ويقولكم الحل هو الدايت Diet وصدقوني لا أحب هذه الكلمة لمًا تحمله في طياتها من تنويه عن حرمان لأن معناه أصلا “Diet دايت” Dieta أو Diaita باللاتيني والجريجي عن شغل اليوم وارهاقه أو أسلوب الحياة والتزامه Discipline ولكن على أي حال من الممكن أن ننظر إلي إختيار أكل ربنا كأسلوب عيشة وحياة وأصبح نوعا من أنواع الدايت Diet الأن أن تختار أن تأكل طبيعي ١٠٠٪؜ دون تصنيع أو اضافات وهورمونات ومواد حافظة ومسرطنات ومذيبات ومتستحلبات ومكسبات طعم التي أدعوها مخسرات صحة!


‎يا رب أكون قدرت أحببكم وأشوقكم لأجمل أكل في الدنيا “أكل ربنا” المفعم بالحياة الذي دائما أتكلم عنه وأبشر بيه من أسطح منازل السوشيال ميديا! ولكل من له أذن للسمع فليسمع الحكاية في تكتوكاية ويقول للاكل الصناعي معايا “كفاية بقى” فنخسر الأمراض ومعاها الدهون بسهولة ونكسب أغلى شيء في الدنيا صحتنا التي لا تقدر بثمن!


‎د. باسم أيوب

‎المحامي الموكل عن أكل ربنا، المتهم وتهمته “عالى السعرات” والحكم Verdict في القضية يترك للقاضي وهيئة المحلفين وهم حضراتكم في هذه القضية!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى