آراء حرة

فى السياسة ؛ ( الكلاب ) . تلعب . وتكسب أيضا !

الدكتور / محمود يحيي سالم . . يكتب عن : أهل السياسة وأهل الفن.. فى دول العالم الأول (ج. 1)

_________________________

تقريبا ينتهى يوم عملى عند الخامسه قبل المغرب …. ثم اتوجه الى منزلى لتناول الغداء ثم الاستعداد الى مغادرة المنزل والتوجه الى ممارسة عملى السياسى  او الاجتماعى او الفنى …

بالامس وقبل مغادرة منزلى عند المغرب .. اتجهت الى شرفة منزلى .. وشد انتباهى غروب الشمس … ولاول مرة فى حياتى اشعر مع هذا الغروب .. انه مصاحب لغروب شمس العمر ….  وكنت قد ( عزمت النيه ) على الانتهاء من كتابة الفصل الاخير من كتابى الجديد الذى يحمل عنوان ( فى السياسه .. الكلاب تلعب .. وتكسب ايضا ) .. اتناول من خلاله ( سفالة كلاب السياسه فى التاريخ المعاصر  )   بداية من نابليون وحتى هزيمة ترامب … مرورا بتاريخ هتلر .. وموسولينى  وكاسترو ……..  الخ 

ولكن للاسف ( تغيرت النيه) لاننى فجأة شعرت بالحنين الى الماضى القريب …  فسبحت فى بحار الذكريات .. ذكريات الفن والادب والسياسه …. الفن لاننى اميل الى الموسيقى … والادب لكونى باحث واديب .. والسياسه لكونها ادمان ( بالفعل قد ادمنت السياسه )

ومن غرفة مكتبى القريبه من شرفة منزلى .. حيث صوت جهاز ( السى دى ) .. جاء الى سمعى صوت المطرب الكندى الشاب البديع الصوت الرائع ( شاون مندس  Shawn Mendes ) واغنيته الرائعه (Stitches) وعادت بى الذكريات عندما قمت بزيارة سريعه الى مونتريال عام 2013 وهناك فوجئت بشعبية وجماهيريه ذلك الشاب الصغير جدا جدا جدا الذى لايتعدى عمره 20 عاما ولكن استطاع من خلال دعم الدوله له ان يحقق النجاح من خلال تنمية موهبته واتاحت الفرصة له ولجيله بالكامل … وشاون مندس رغم صغر سنه الا انه كاتب وشاعر رقيق المشاعر وعازف جيتار مبدع .. وله مواقف رائعه مع اهل السياسه فى كندا .. ودائما مايعزف على جيتاره امام كبار السياسين والمشاهير ويشارك فى الحملات الانتخابيه بفنه رغم صغر سنه … لعلنى اتذكر الان من التاريخ جزء بسيط عن حملة الرئيس الامريكى ( هارى ترومان ) الذى كان رئيسا لامريكا فى الفترة من ابريل 1945 الى مارس 1953 وفى حملته الانتخابيه لولايه ثانيه فوجيئ بدخول صديقه (البين باركلى) وهو سياسي ومحامي من ولاية كنتاكي شغل مناصب في مجلس النواب والكونغرس واصبح نائبا للرئيس ترومان رئيس الولايات المتحدة الخامس والثلاثون وكما ذكرت فى الفترة في العام 1949 حتى 1953. فوجيئ به يدخل ومعه شاب صغير يحمل جيتارا وقال مبتسما للرئيس ترومان ( جئت اليك بشيئ اهم من السياسه .. جئت اليك بهذا الشاب الصغير الذى لابد وان ندعمه لانه موهبه عظيمة ( عازف الجيتار ) لكى تسمع منه ماقد يجعلك تهتم بالفن الذى اهملته فى فترتك الاولى … وسمع ترومان الشاب الذى اصبح فيما بعد صديقا للنجم العالمى ملك الروك اند رول الفيس بريسلى .. وبالفعل شهدت الموسيقى والفن بشكل عام فى عهد ترومان اهتماما كبيرا من الدوله .. والفضل يرجع الى نائب الرئيس العجوز ( البين باركلى ) الذى عندما تولى المنصب كان قد تجاوز الحادية والسبعين من عمره، وهو بذلك أكبر نائب رئيس يتولى هذا المنصب…. اين امريكا الان ؟ بعد فوز ( بايدن  ) …. للاسف الشديد … ذادت الشكوى .. واصبحت هوليوود تعانى مشاكل عظمى فى صناعة السينما .. كذلك الفن الغنائى

ويتكرر ماحدث خلال الفترة من نوفمبر 1963 الى يناير 1969 حيث تولى ليندون جونسون رئاسة امريكا وكان شخصية مثيرة للجدل مثل ترامب الان … وليندون جونسون تم انتخابه كرئيس عام 1964 ولكن تدهورت شعبيته بعد عام 1966 .. وقد كانت سلبيات فترته شيئ غير متوقع للامريكان سواء هو او نائبه ( هيوبرت همفري ) وفقد فرصته في الانتخابات نتيجة وقوع كوارث وخلافات في حزبه واضطر للانسحاب من سباق الانتخابات وذلك عام 1968. . وكان معروفاً بشخصيته الاستبدادية واستفزاز .. بل وابتزاز الشخصيات السياسية القوية …. وكان عدوا للفن والفنانين بشكل عام … والمعروف ان الفن والسياسه ( صديقان ) يصعب تفرقتهما ..

وانا سابح فى بحار الذكريات السياسيه .. وبعد انتهاء اغنية شون مندس الرائعه ..

الان اسمع صوت المطرب الامريكى الجميل الهادئ الرومانسى الشاب المبدع ذو الجماهيريه الطاغيه ( Charlie Puth ) تشارلى بوث واغنيته الحالمه ، التى هزت مشاعر الشباب الامريكى ( نحن لانتحدث مرة اخرى ) We Don’t Talk Anymore … انا شخصيا عاشق لكلمات هذه الاغنيه ولحنها المميز …

تشارلى بوث رغم انه لايتعدى 32 عاما الا انه مغني وكاتب أغاني ومنتج تسجيلات أميركي. يميل الى الاعمال الانسانيه والخيريه وهو من ( نيو جيرسى ) وبمناسبة ذكر هذه الولايه .. تذكرت الان من كتب التاريخ .. حاكم ولايه نيو جيرسى الذى اصبح رئيسا لامريكا .. وكانت حملته الانتخابيه شرسه جدا وهو [ وودرو ويلسون ] الذى حكم فى الفترة مابين 4 مارس 1913 الى 4 مارس 1921 له تاريخ رائع عندما كان (حاكم ولاية نيو جيرسي) (1911–1913) التى ولد فيها المطرب الجميل الذى اسمعه الان ( تشارلى بوث ) الذى اعاد لى جزء من ذاكرة التاريخ السياسى الامريكى وبمناسبه ذكر الرئيس وودرو ويلسون .. لابد وان اتذكر نائبه العظيم ( توماس مارشال ) الذى تولى منصب نائب رئيس الولايات المتحدة (4 مارس 1913 حتى 4 مارس 1921) وهو عاشق الفن والموسيقى رغم كونه كان سياسيا مخضرما ، ومحامي وايضا كان حاكم ولاية إنديانا (11 يناير 1909 حتى 13 يناير 1913) الا ان عشقه للفن وخاصة العزف على البيانو امرا كان واضحا جدا عليه ويمارسه بشكل دائم ….

___________________________

فجأة وانا فى بحر ذكرياتى …. اقتحم الهدوء والرومانسيه صوت موسيقى صاخب ..

اه … ياالهى !!!! .. لا … هذا ليس توقيت مناسب ابدا . . لا .. .. لا … كيف يأتى الى اذنى صوت الفنان المطرب المشاغب ، الامريكى الجنسيه الكندى الاصل Justin Bieber ( جاستن بيبر ) ؟!!! اننى اعيش لحظات هادئه ..و اسمع لمطربين اشعر انهم اكثر هدوءا من (جاستن بيبر) ذلك الشاب النشيط الطموح خفيف الظل الذى تسيطر على ملامح وجهه ملائكيه وبراءة الاطفال رغم اقترابه من سن 32 عاما وافراطه فى تناول الخمر وعشقه للنساء … الا انه لايزال يهتم بوجهه الطفولى وصوته الشجى .( وان كان صاخبا ) الا انه صوت رائع … ان جاستن بيبر رمز وتأكيد على ان مواهب الشباب لاتضيع ابدا فى اوروبا وامريكا …ورغم الحياه العسيرة التى عاشها (جاستين بيبر ) الا انه نجح وتفوق واصبح مليونيرا من فنه وموهبته التى تبنتها الاجهزة المعنيه بالفن ومواهب الشباب فى امريكا … ونجح ذلك الذى ولد وعاش حياه ( بسيطه جدا ) مع أمه وحيداً في إسكان لذوي الدخل المنخفض. فلقد انفصل الوالدين وظل (جاستين بيبر) على اتصال مع والده. ثم اِلْتحق جاستن بيبر بمدرسة ابتدائية باللغة الفرنسية في( ستراتفورد) ، وهي مدرسة (جان سافي) الشهيره .. وبالمناسبه هذه المدرسه تخرج فيها عباقر وعمالقة فى الاقتصاد والفن والسياسه ( !!!!) ..

تعلم العزف على البيانو، والجيتار، والبوق. ولقد اجاد العزف على الة [الساكسفون ] وهو يذكرنى بالرئيس الامريكى ( بيل كلينتون ) عاشق الة (( الساكسفون )) .. يالها من ذكريات تأتى الى ذهنى دائما .. فها انا اتذكر الحملة الانتخابيه للرئيس الامريكى بيل كلينتون والصراع الشرس بينه وبين خصمه … وفاز كلينتون الذى تولى رئاسة امريكا فى الفترة مابين يناير 1993 حتى 20 يناير 2001

هو زوج المرشحه الامريكيه السابقه – المحاميه الشهيره (هيلاري كلينتون ) والتى خسرت فى الانتخابات .. بيل كلينتون وهيلارى لهما بنت وحيدة هي تشيلسي كلينتون.. .. هذا الرئيس الامريكى العملاق الرائع .. كان عاشقا للفن وعازف على الة ( السكسفون ) وهو الرئيس الوحيد الذى نال استحسان كل اهل الفن فى امريكا .. بخلاف ميوله للعمل الخيرى .. حيث اسس بعد نهايه ولايته مؤسسة ويليام  . ج .  كلينتون لتعزيز الوقاية ضد الأمراض مثل العلاج والوقاية من مرض الأيدز.. و في عام 2004، أصدر سيرته بعنوان (( ماي لايف )) وهو الكتاب الذى مازلت احتفظ به فى مكتبتى الخاصة واعيد الاطلاع عليه بشكل دائم .. وساهم في الحملة الرئاسية لزوجته هيلاري في عام 2008، كما ساهم في دعم باراك أوباما. في عام 2009

انه [ ويليام جيفرسون كلينتون ] المعروف باسم بيل كلينتون البالغ من العمر 73 عاما – اى – اكبر من هيلارى بعام واحد فقط … وبمناسبة ذكر هيلارى كلينتون .. نعود الى الذين (تفذلكوا ) ايام الانتخابات الامريكيه ( بين هيلارى وترامب ) واعتقدوا انهم اهل خبرة سياسيه وتوقعوا فوز هذا وهزيمة ذاك ..( وكله بالبركه ) !!!!

مليون مرة اقول .. ارجوكم .. ارجوكم .. اتركوا السياسه لاهلها .. واتركوا التاريخ لمن كان ولايزال يعيش التاريخ من خلال مصادره الموثوقه … استمعوا وتعلموا من اهل السياسه وخبراء السياسه ( فقط ) اعرفوا التاريخ من الذين درسوا التاريخ …

والسياسه ليست كما يتوهم البعض … .. السياسه  تشبه الفن … كل يوم يأتى بموهبه جديده او نجم جديد لم يكن فى الحسبان نجاحه او تفوقه .. ووقت انتخابات امريكا لم يكن هناك احد يعلم من سيفوز فى الانتخابات الامريكيه الاصعب على مدار تاريخ امريكا .. لان ترامب وكلينتون كل منهما له تاريخ ( اسود ) .. وكل منهما له سقطات و( شطحات )  .. هيلارى فشلت فى ملفات كثيرة جدا .. وترامب رجل اعمال سليط اللسان عنصرى متهور غير جدير باحترام كثير من الناس خاصة النساء لاهانته لهن اكثر من مرة … ولكن .. للاسف هو رجل اعمال ناجح ونجاحه هذا اعطى مؤشر لدى البعض انه قد يستغل الذكاء الذى من خلاله اصبح مليارديرا ناجحا وسينجح فى عمله كرئيس لدوله امبرياليه رأس ماليه تمارس ديمقراطيتها بالشكل الذى ظهرت فيه الفكرة الفيدراليه على نحو لم يكن ولن يكون فى دوله اخرى غير الولايات المتحده الامريكيه ( رئيس مجلس ادارة الكون ) .. ونجح الرجل واصبح رئيسا لامريكا .. وبعد ذلك فشل وخسر بعد 4 سنوات  مارس فيها الفشل فى كل شيئ .. ثم خسر امام ( بايدن ) ….

اما هيلارى كلينتون وخلفيتها السياسيه ومكانتها السابقه كسيده اولى للبلاد فى فترة حكم زوجها بيل كلينتون 8 سنوات .. وهى ايضا خبيرة فى مجال الحملات الانتخابيه والتى خاضتها من قبل .. ثم خبرتها كوزيرة للخارجيه وهو منصب رفيع المستوى بل اهم منصب سياسى فى امريكا .. لذلك ظن البعض ان هذا قد يدعم فرصة فوزها .. ولعل ( هنرى كيسنجر ) وزير الخارجية الامريكيه الاسبق كان صادقا عندما قال عن منصب وزير الخارجيه ان هذا المنصب هو منصب خصص لمن اراد ان يخلده التاريخ .. وانا شخصيا ارى انه منصب خصص لمكر الثعالب .. ورغم ذلك صدمنا الواقع .. والدليل خسارة هيلارى كلينتون كرئيسه الولايات المتحدة  رغم ما تتميز به من مكر هو اعظم من مكر الثعالب ….. والذى فاز هو ترامب الذى لاعلاقة له نهائيا بالسياسة…. ثم جاء ( بايدن ) ليحول  مفهوم السياسه ومعنى السياسه من فن ادارة الشعوب او فن الممكن او فن تطويع الشعوب .. الى فن (  ام ترتر ..  )

فلقد اعتمد ( بايدن ) على بعض من ( كلاب ) السياسه للدعم والمساندة .. لان الحق يقال ( ترامب .. قوى جدا جدا ) رغم انه ايضا من كلاب السياسه .. ولكن ( الكلاب تلعب .. وتكسب ايضا )  لانهم محترفى سفاله … وما اكثر اهل السفاله فى عالم اصبح ( مضحك )  …

مع احترامى الشديد لكلبى ( جانرى ) شديد الوفاء وهو من اعز الاصدقاء .. نعم … نعم ( كلبى ) من اعز الاصدقاء 

______________________________

الدكتور / محمود يحيي سالم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى