صباح عاصم

صباح عاصم تكتب.. فن الإتيكيت

 

إتيكيت …كلمة إتيكيت هي كلمة منحدرة من أصول فرنسية تعطي مدلول الالتزام والتقيد بالمتطلبات السلوكية التي تفرضها أعراف المجتمع وتقاليده، ويتضمن هذا الشيء الحفاظ على السلوك المتزن الذي تتطلبه تلك الأعراف المجتمعية بحسب المناسبة والطقوس التي تكون متزامنة مثل الأعياد والمهرجانات والأحداث المهمة بالنسبة لذلك المجتمع…معني مبسط لكلمة في غاية الأهمية في حياتنا اليومية…لو اتبعه كل فرد في المجتمع…الطفل والشاب… الصغير والكبير لتحول المجتمع الي واحة جميلة من الراحة والهدوء والسلام النفسي والأجتماعي الذي نفتقده وبشدة…لو تعلم كل منا متي يسأل ومتي وكيف يزورويحتفل… وبأي أسلوب يتحدث مع معلمه مع والده مع صديقه …لو أتبع كل منا إتيكيت التعامل مع الآخر…المختلف عني في اللون والجنس والدين والمعتقد…إتيكيت التعامل مع المرأه والفتاة…كيف يساعدها ويرعاها ويساندها…إنه الإتيكيت يا سادة الذي نفتقده وبشده من الجميع وفي جميع نواحي الحياة اليومية…المواصلات العامة السوق في الحفلات وحتي المعازي التي لها أصول وقواعد نري بها العجب من ملابس غيرمناسبة أو حلي مبالغ فيها أو حتي أحاديث جانبية يندي لها الجبين في موقف يميل الصمت فيه ليكون سيد الموقف…إتيكيت العمل كيف أتعامل مع من هم تحت قيادتي وكيف أتعامل مع قياداتي…وإتيكيت للطفل الصغير !!!نعم إتيكيت للطفل من الصغر…كيف يتعامل مع البيئة من حوله…مع من يلعب معهم…مع الجد والجده…مع الجيران في النادي وفي الشارع وفي زيارة ما…وحتي إتيكيت التعامل مع الموبايل متي أتصل وكم عدد مرات الأتصال وكم مدة المكالمة…وهل أستخدم برنامج أتصال آخر عبر الأنترنت إذا لم يتم الرد أم لا… إتيكيت السؤال الذي غاب عنا في كل تفاصيل حياتنا…وحولها إلي جحيم…نتيجة سؤال جارح هل تزوجتي هل أنجبتي هل عملتي هل سافرت هل ترقيت…مع تدخل سافر في خصوصيات الآخرين وحريتهم الشخصية…فلم يكن أبدا الزواج أو الخطبة أوالعمل أو الأنجاب يوما ما سبب في دخول الجنة بل علي العكس ربما إن لم تتق الله فيما ملكت بين يديك لكان سببا في دخولك جهنم وبئس المصير…وإتيكيت الصراحة والكلمة السيئة والنقد الجاف التي يلقيها البعض بكل هدوء لأنه صريح وما كانت صراحة بأي حال من الأحوال…إنها الجهل بقواعد وأصول الإتيكيت…لم يعجبني مصطلح يطلقه البعض علي الساحل بالساحل الطيب أو الشرير…يا سادة لا يوجد طيب وشرير الأخلاق والسلوك لا تتجزأ يوجد شخص تعلم الأصول والإتيكيت وشخص آخر تعلم الكبر والغلظة وسوء الخلق …فكم من ليال حزينة وقطع علاقات وخلافات مرت علينا جميعا بسبب موقف أو كلمة أو أسلوب لم يتبع فيه أصول الإتيكيت…والدعوة لنا جميعا الكبير والصغير فرفقا ببعضنا البعض فنحن نلتقي لنرتقي فلنجعل لقائنا أرتقاء بالأسلوب المهذب الراقي و بالكلمة الطيبة ويكفي كفاح وتعب الحياة المضني… فماذا سيحدث إذا التحق كل منا بمراكز تدريب عن أصول وفن الإتيكيت…ماذا سيحدث إذا الحقنا أطفالنا في الأجازة الصيفية بأحد المكتبات العامة التي تدرس قواعد وأصول الإتيكيت…ونشر ثقافة فن التعامل بأصول وإتيكيت ليتحول المجتمع من حولنا للأحسن والأفضل سيعم سلام مجتمعي نفسي بين الجميع نحتاجه جميعا بدلا من ضغينه وكره سببها الجهل بأصول الإتيكيت…وفي ذلك السياق تجد الدين الحنيف منهاج كامل للأمه في كل زمان ومكان يحث علي مكارم الأخلاق وحسن السلوك والمعاملة الطيبة ليخص رسولنا الكريم حسن الخلق بحديثه الكريم (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون) قالوا: يا رسول الله قد علمنا «الثرثارون والمتشدقون»، فما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون …وفي معاملة المرأة والطفل والوالدين أحاديث كثر…وفي أحاديث الأستئذان بالدخول للمنازل ومعاملة الجار …ومعاملة الكافر نزلت فيه الآيات وصريحة ( لكم دينكم ولي دين)…و إتيكيت الطعام لم يهمله الدين الحنيف (بِحَسْبِ ابنِ آدمَ لقيمات يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فإِنْ كَانَ لا مَحالَةَ فَثلُثٌ لطَعَامِهِ، وثُلُثٌ لِشرابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ )رواه الترمذي في نموذج لنظام غذائي مثالي ليؤكد لنا في السيرة العطرة للرسول الكريم إنه ما هو إلا وحي يوحي من الله عز وجل لنبي أمي …فكلنا مبتلي بشيء ناقص وهي طبيعة الحياة وإلا كانت جنة…وهي دنيا وليست جنة وليست دار بقاء…سيذهب منها الجميع السعيد والتعيس المتزوج والأعزب والعاطل والباطل والمنجب والعاقر والمدير والغفير إلي دار حق بعد كد وتعب الحياة فلنجعلها هينة لينة سهلة وبسيطة علينا جميعا ببعض قواعد وأصول لفن الإتيكيت.

بقلم الأستاذة صباح عاصم – رئيس مجلس ادارة جمعية بداية للأعمال الخيرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى