آراء حرةسمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب.. من ليالي عابدين في القاهرة إلى ليالي المنفى في روما

 لقد احست “كاميليا ” بعد اطلاق الرصاص ، أن الدم يغطي وجهها ، وصدرها ، وراحت تمر بيدها على كل جسمها ، لترى إذا كانت فستانها تقطع ، وأصابتها في مقتل ، ولكن الضحكة التي رفعتها عالية ، وصوتها العالي قائلة لها هو أنت فاكرني للدرجة دي ؟ 

 لقد كان المسدس غير حقيقي ، أنه زجاجه عطر سويسرى نادر مصنوعة على شكل مسدس ، يعني برفان طبعا ، ثم شمت رائحته ، أنه لها تستعمله وتقتل به ماتشاء من البشر بعبق رائحتها ، وجمالها ، وانوثتها الطاغية . و قال لها أنا فاروق هل يمكن أن اقتل احدا ؟ 

أنتِ لا تعرفيني جيدا . أنا اختلف تماما علي كل ما تصوره الناس عني ، أنا إنسان عادي جدا أميل الى تاليف الشعر والموسيقى ، و اتزوج كل ما هو جميل . 

 ولكن …. هناك ما يجعلني حزين في أعماقي ،  

 هنا كاميليا … سألته بعد أن شعرت أنه يريد ان يبوح لها بشيء ما في أعماقه مؤكد ، و لكنه قد يقلل منه …. ومكانته ، فتركته يسترسل في كلامه ويستمر في حديثه .

وقال … لقد انجبت ثلاث بنات من الملكه فريدة ولم يتحقق الأمل فقالت له أنت ما زلت شباب ، 

واستمر قائلا يعني لازم اتجوز واحده ثانية غير فريدة واخلف الولد . 

وبعد لحظة فقط، أدركت كاميليا أن هناك شيئا ما سيحدث ، وهي أول من يعلم بهذا الخبر ، أن الملك سيطلق الملكة فريدة بعد ان انجب منها فريال هدية و فوزية . 

وبعد سماع هذا الخبر المفرد اتخذت أخطر قرار في حياتها وهو قطع العلاقات الرسمية تماما مع الملك فاروق. و بدات بعدها الفترة الثانية وهي مليئة بالكره لهذه الشخصيه ومواصفاتها ، بل وصفته بالثعبان . لقد كان سبب هذا الوصف الذي لم يعرفه احد في حينه ، ما أصبحت تراه في اسلوبه ، وطريقة حياته . وسبب اخر أفصح عنه المؤرخ السينمائي “حسن إمام عمر ” الذي ملأ الدنيا بمذكرات بعنوان” ليال سلطة الشخصية “. 

أما السر الغريب الذي جعلها تكرهه كان رغبه فاروق في إعداد فيلم سينمائي خاص لها ، يتولى هو تصويره في مكان مظلم لها فقط … ” إعلان هام في السهرة الاخيرة “،،،

  ولكنها سمحت بذلك ولم تمانع في ذلك ، و طلب تأجيل التصوير لوقت آخر لأن القصر مليء بالناس ، فلا يصح لملك مصر أن يحمل كاميرا ويصور فنان ليلا في الظلام ، و بالإضافة إلى حالة الكراهية التي عمت كاميليا تجاه الملك تلك الليلة ، كان هناك سبب آخر بعد ذلك هو اصابتها بانفلونزا من جراء وقوفها معه في شرفة القصر في الجو البارد ، ما جعلها تحتاج للراحة لمدة أحد عشر يوما كنصيحة الأطباء لها واحدا بعد الاخر .. وبعد أن عمل لها كونسلتو للاطمئنان عليها . كانت نوبة ثقيلة كما قالت إنها لعنه ليلى مراد في فيلم ليلى المأخوذ عن قصة غاده الكاميليا ، وهي تؤكد انها العدو الأول ، انها العدوة السينمائية لها. ولقد أصيبت بتجمع الماء في الرئة ، وهو أكثر حالة من حالات مرض السكر . بعد ذلك اختفى الجمال ” كاميليا ” ، وصار فراق للأبد وكبر الغضب في رأس فاروق ، وقرر الانتقام منها على طريقته .اللعنة التي اصابت كاميليا منذ ولادتها حتى لقيت مصرعها في حادث الطائره الشهير .جاء بسبب بيانات اليهودية التي كانت تخفي عن أقرب الناس وتؤكد للعامة أنها مسيحية كاثوليكيه ، هكذا قالت هويتها وبطاقتها الشخصية .و لكن كاميليا كانت يهودية الاب و تقول أنها شهدت في طفولتها وهي مازالت في المهد خناقات وصراعات أمها وأبيها ، وقد ظل والدها على ديانته اليهودية وكذلك اسمه منذ ولادته حتى وفاته ، 

        

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى