آراء حرة

دكتور محمد علي الطوبجي يكتب..على ماذا تفاوض حماس الاسرائيليين ؟

على ماذا تفاوض حماس الاسرائيليين ؟ وهل كل هذا الخراب والدمار بلا حدود الذي لم يترك شيئا واحدا في غزة على حاله ، وهذه الشلالات من دماء الفلسطينيين المدنيين الابرياء من الأطغال والنساء والشيوخ والشباب مع حملات الحصار والتجويع وما يجري في مدن ومخيمات الضفة الغربية من عنف جامح على أيدي المستوطنين ومن مداهمات واعتقالات وتدمير ممتلكات

ومن إرهاب وترويع ومن إحالة الحياة في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة .إلى جحيم لا يحتمل من المعاناة التي لا يقدر عليها بشر. هل تضع حماس هذا كله جانبا لتفاوض الاسرائيليين على إعادة المحتجزين لديها منهم مقابل إطلاق سراح بعض الأسري الفلسطينيين من الأطفال والنساء الذين لن يتجاوز عددهم في أحسن الأحوال بضع مئات بينما يبقي في السجون والمعتقلات الاسرائيلية أكثر من عشرة ألاف معتقل فلسطيني بلا محاكمات ولا يعرف لهم مصير ، وسوف تتضاعف أعدادهم مع الوقت وكل المؤشرات تقطع بذلك وتؤكده ؟  

 ومهما كانت شروطكم لاطلاق سراح المحتجزين الاسرائيليين لديكم ، فإن الاسرائيليين لن يوقفوا حرب الإبادة الجماعية والتدمير الشامل والتهجير القسري علر غزة وربما بوحشية أكبر ولا إنسانية أشد من كل ما سبق علي همجيته وبربريته ودمويته ، ومتي استردت اسرائيل رهائنها فلن يقف في طريقها أحد وستواصل حربها تحت زعم اجتثاثها لكم وازالة كل أثر لتواجدكم في غزة ، وهي مهمة مفتوحة وغير مشروطة بحدود زمنية معينة.

 هذه هي المشكلة الحقيقية التي يطرحها الموقف الراهن ، فهي ليست مشكلة تبادل أسري ومحتجزين ، وإنما هي مشكلة وقف شلال الدم الفلسطيني وهذه الموجة الكاسحة من التدمير الشامل لكل معالم الحياة الإنسانية الطبيعية في غزة وفي مدن الضفة الغربية،أما عن الطريق إلى ذلك فهو مسئولية القيادات الفلسطينية نغسها في مواجهة العالم….هذا هو ما يجب ان تتوحد من أجله جهودكم وتتوافقون عليه برؤية جديدة تخرجون بها على المجتمع الدولي لتنسفوا بها حجج وذرائع اسرائيل الكاذبة من خلال ما سوف تقدمونه من مبادرات وطروحات وحلول…لا أقول أن إسرائيل سوف تتجاوب معكم ، لكن نظرة العالم إليكم سوف تتبدل وجتتغير..ولن يعود ينظر اليكم كإرهابيين وإنما كدعاة سلام…وهذا هو ما تفرضه عليكم ظروف اللحظة الراهنة على مأساويتها وفظاعة اوجاعها وآلامها ليس لكم وحدكم ولكن لنا جميعا.

دكتور / محمد علي الطوبجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى