آراء حرة

دكتور محمد علي الطوبجي يكتب.. السودان بين الصراع على السلطة و ازدياد اللاجئين والمشردين

.. عندما يقف طابور من آلاف الشاحنات السودانية يصل طوله الي اربعين كيلومترا علي الحدود السودانية المصرية ينتظر السماح له بالدخول الي الاراضي المصرية ، وهي تحمل بالطبع متعلقات اعداد هائلة من الفارين َالهاربين من ديارهم الي حيث يبحثون لانفسهم عن ملاذ آمن ياويهم في دول الجوار بعد ان استحالت حياتهم في بلادهم.. وعندما تصل اعداد النازحين والمشردين واللاجئين داخل السودان وخارجه الي عدة ملايين ، وهم في تزايد مستمر مع استمرار تدهور الاوضاع الامنية والحياتية بهذا الشكل المخيف. وعندما ينعدم الغذاء والدواء وكافة مستلزمات الحياة اليومية وتتوقف كل وسائل الاتصال عن العمل ولتصبح الدولة مشلولة تماما ، وعندما يخيم البؤس الشديد علي كافة ربوع السودان بهذه الصورة الكارثية التي لم يشهدها اطلاقا من قبل. وعندما يحيل القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حياة السودانيين الي جحيم لا يطاق من التدمير المتبادل علي قاعدة غالب ومغلوب وكاننا امام حرب داعس والغبراء من جديد.وعندما تتكوم آلاف الجثث المتعفنة والمتحللة في كل مكان لا تجد من يواريها الثري ، وتبقي حيث هي مصدرا خطيرا للتلوث والعدوي ونقل الاوبئة ولتضيف هما ثقيلا آخر الي جملة هموم السودانيين….

 وعندما تغيب الحكومة المسئولة من المشهد تماما وتصبح بلا دور وبلا حضور لها في كل ما يجري ، فعن اي نظام حكم في السودان نتحدث ؟ 

 وعندما يرتكب الطرفان المتصارعان علي السلطة من. جرائم الحرب وكن الجرائم ضد الانسانية ومن العنف ااوحشي ومن الاعتداء علي ارواح الناس واعراضهم وممتلكاتهم ما يجعلهم يحبسون انفاسهم طول الوقت غير آمنين علي انفسهم…

عندما نكون امام هذا كله واكثر منه ، فعن اي َوساطات خارجية نتحدث ، سواء قامت بها دول الجوار للسودان كتلك التي يدور الحديث عنها الآن او قامت بها كل دول العالم ؟ فكلها وساطات لا جدوي منها ولا مستقبل لها وهي كالحرث في الماء…

 هذا بلد مدمر ومنتهي ولا امل فيه بعد ان ابتلاه الله بهذه النوعية الفاشلة والمستبدة من القادة والحكام… وقياسا علي ما يحدث ، لم اعد اري نقطة ضوء واحدة في نهاية هذا النفق السوداني المظلم الطويل بعد ان خابت كل رهاناتنا علي نداء الحكمة والعقل.. وامام سعار السلطة الي حد الجنون ، فلنا ان نتوقع منهم اي شيئ وكل شيئ…..

دكتور محمد على الطوبجى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى