آراء حرة

أمجد المصري يكتب.. سُم وعسل

 

مازال الوعي هو رهان هذه الأمة ، بين أخبار وأفكار كثيرة ومتلاحقه تنتشر بسرعة البرق فى جنبات العالم الإفتراضي لابد وأن يكون للمتلقى نصيبٌ كافٍ من الوعي ، حتي يستطيع أن يميز بين الغث والسمين ، بين من يخبره عن حقيقة الأشياء بصدق وتجرد ، وبين من يزيف وعيه ليأخذه فى إتجاه مخالف بعيدًا عن الصواب .مازالت المعركه بين الخير والشر ، بين الصادقين والمغرضين ، تدور بشكل شرس فى فضاء مواقع التواصل وبرامج ومنصات الانترنت ، لا يستطيع أحد أن ينكر اليوم هذا الدور المرعب الذى تلعبه تلك المنصات فى توجية الناس ، والتلاعب بعقولهم ، وتحويل إدراكهم فى شتي القضايا التى تمس حياتهم اليوميه وإهتمامات أغلب المواطنين ، على كل مستويات القضايا ستجد مثل هذا التاثير القوى ، فكيف يقى المتلقى نفسه من السقوط فى براثن الوهم وخداع العقول ؟

فى أجواء مثل تلك التى نعيشها ، ومع تزايد نشاط هؤلاء ، لا سبيل للنجاه سوى الوعي ، وأن يكون لدى كل إنسان منا مُرشحات وفلاتر يطبقها على كل خبر أو قضيه مُثاره على مواقع التواصل وغيرها حتى يتبين حقيقة القصه ، نسقط جميعًا أحيانًا فى فوضى النشر وإعادة تداول كثير من الأخبار دون مصدر ثابت موثوق فى مصداقيته ، أصبحت حمى إعادة النشر أكثر خطوره ممن يقدمون الخبر أو الشائعه أنفسهم ، نحن من نروج وننشر ونزيد من سرعة وصول المعلومه المغرضه إلى جموع الناس حين نغفل عن التحقق والتوثيق لكل خبر نُعيد نشره بضغطة زر ثم يتضح بعد قليل أنه خبر كاذب . لم يعد الأمر ترفًا أو تسليه ، وإنما يشهد العالم اليوم ما لمواقع التواصل من قوة تأثير على مقدرات ووجدان الشعوب ، إنهم بارعون فى دس السم فى العسل من أجل تجميل القبح ، أو تزييف الحقيقه ، ونشر الأباطيل فى شكل جذاب مكتوب بحرفيه ، لا شىء يحدث صدفه وإنما هناك من يحترفون ذلك ، وهو ما يضع على عاتق كل منا واجب التحقق من كل خبر يعيد نشره ، أو كل قضيه يدلو بدلوه فيها قبل أن يفعل ذلك ، حتى لا يشارك في ما نراه اليوم من فوضي عارمه تملأ جنبات الواقع الإفتراضي ، وتُسقط الناس فى حاله من التشتت وعدم الإستقرار .

كثيرًا من الهدوء ، وترشيد إستخدام تلك المنصات ، والتحقق من أصل كل خبر نعيد نشره ، وإعادة الأمر دائما للعقل والمنطق ومصادره الموثوقه قد يجعلنا أكثر امنًا ، بل قد يجعلنا أكثر إستقرارًا وثقه في أنفسنا ، حتي نعبر للمستقبل في ثبات ودون تشويش نفسي تسببه تلك التفسيرات المغلوطة والأخبار الكاذبه ، لا تمنحوا التافهين والمُغرضين وزنًا بإعادة نشر ما يقولون وما يكتبون ، فما أسهل الكتابه ، وما أصعب الوصول للحقيقة . حفظ الله بلادنا الطيبه .. حفظ الله الوطن الأبي الغالي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى