عبير حلمي

دكتور عبير حلمي تكتب.. الأسرة دولة صغيرة

 

 

الأسرة هي بمثابة دولة صغيرة لها حدودها و قوانينها ودستورها الخاص . والمجتمع هو مجموعة من الأسر يجب أن يكون بينهم مجموعة من القوانين كالاحترام المتبادل و المعاملات الطيبة و حق كل فرد على الآخر و على المجتمع بصفة عامة . عوامل النجاح في أي مجتمع لا بد أن تبدأ من الأسرة و الدور الرئيسي للأسرة في بناء مجتمع فاضل قائم على احترام الآخر و احترام خصوصية كل فرد بالمجتمع . و لقد تغيرت معالم الأسرة في الآونة الأخيرة مع ازدياد وسائل التواصل الإجتماعي و اجتياح السوشيال الميديا إلى بيوتنا ، ولكن هنا يجب أن نتوقف قليلا قبل البدء في الحديث عن تأثير هذه الوسائل بحياتنا بشكل عام . وعن المبادئ التي يجب أن نتمسك بها في جعل الأسرة متماسكة و مترابطة في ظل التقدم التكنولوجي السريع .يجب تحديد بعض العوامل الهامة عن دور الأم و الأب في بناء الأسرة و دور الأبناء تجاه والديهم . إن التربية الصحيحة للأبناء و الأخذ بأيديهم لبر الأمان منذ الصغر ، ليكونوا قادرين على مواجهة المجتمع بكل إيجابياته و سلبياته . إذا تحدثنا عن دور الأسرة في المجتمع . فهناك بعض النقاط نود ذكرها في هذا السياق :_

أولا : دور الأم و الأب في بناء الأسرة 

الأم و الأب هما مِرآة تعكس العلاقات و العادات و التقاليد التي سينشأ عليها أبناءهم . فإذا كان الأم و الأب بينهما تفاهم و ثقافة بالحوار و حرية رأي قائمة على احترام كل منهما . فإن الأبناء يقتبسون هذه المعاملات في حياتهم تجاه الآخرين . لذلك حسن الاختيار بين الزوجة و الزوج و التفاهم و الرضا التام بينهما عامل أساسي في تكوين أسرة ناجحة بالمجتمع وهذا ما حثت عليه الأديان السماوية لتنمو هذه البذرة و نجني منها أفضل الثمار .

ثانيا: دور الأم و الأب تجاه أبنائهم 

الأم و الأب لهما نفس المسؤولية تجاه أبنائهم من النصح و الإرشاد و التوعية فكل من الأم و الأب يكملان بعضهما البعض في هذه المسؤولية . يجب الاستماع لآراء و مشكلات أبنائهم و الوصول إلى الحل الأنسب دون توجيه أي إهانة أو عنف تجاه أبنائهم و العمل على تكوين شخصية قوية لهم يستطيعون من خلالها مواجهة مشاكل الحياة في مختلف أعمارهم . لكن الإهمال و اللامبالاة و السلبية في الحوار معهم . سيخرجون لنا جيلا ضعيفا غير قادر على اتخاذ القرار . وغالبا ما يلتقي الأبناء مع الأم أكثر من الأب . 

ثالثا : دور الأبناء تجاه والديهم 

للأبناء دورا كبيرا تجاه والديهم بالسمع و الطاعة فيما لا يغضب الله .الاحترام والأدب في الحديث . و مراعاة ظروفهم الإقتصادية ولا يكلفون والديهم أكثر من طاقتهم . و أن يسعون نحو النجاح و التفوق في حياتهم العلمية و العملية . ليخرجوا إلى المجتمع قدوة حسنة لجميع الأفراد ،& دور الأسرة في بناء المجتمع في ظل هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي .بلا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي قدمت لنا العديد من المزايا  و كأن العالم أصبح بين ألكن مع هذا التطور التكنولوجي السريع في حياتنا و هيمنة كل وسائل السوشيال ميديا على حياتنا ، إلا أننا نجد العديد من السلبيات التي تأثرنا بها في حياتنا . لم يعد الترابط الأسري كما كان و تفكك العلاقات العائلية . فأصبح من السهل جدا إرسال رسالة للإطمئنان على شخص بدلا من زيارته . الانشغال اليومي بوسائل التواصل الإجتماعي و كأنها أصبحت بمثابة الشيء الذي لا نستطيع أن نتخلى عنه .أصبح الأبناء معتكفون على أجهزة الموبايل أو التابلت أو الكمبيوتر طوال الوقت للتسلية و الألعاب ، مما له تأثيره الجسدي و النفسي على صحة أبنائنا . ومن هنا لا بد أن يأتي دور الأسرة في مراقبة أبنائهم . والحث على التقليل من استخدامها . و مراقبة الأبناء فيما يشاهدونه بعيدا عن سماع بعض الأفكار والثقافات الضالة التي من الممكن أن يتأثرون بها بدلا من الندم بعد ضياع الوقت و لا نستطيع أن نتصدى لهم بعد ذلك في التوقف عنها . لا نستطيع أن ننكر أن الجيل الحالي لديه القدرة الكاملة على استخدام وسائل التواصل الإجتماعي بمختلف الفئات العمرية و خصوصا صغار السن . و لا بد من مواكبة التطور خصوصا في عصر العولمة و لتحقيق أهداف التنمية المستدامة . لكن الأسرة يجب أن يكون لها دورا فعالا في هذا الشأن و توجيه أولادهم نحو الأفضل ليصبح جيل قادر على مواجهة التحديات العالمية .و قد شاهدنا الفترة الأخيرة تزايد( التعليم عن بعد ) عبر المنصات المحددة لأبنائنا في ظل جائحة فيروس كوروناو دور الأسرة هنا مساعدة أبنائهم في تحصيل كل ما هو مفيد من خلال هذه الأنظمة و العمل على نجاحها و حث أولادهم على أهمية التقدم التكنولوجي للشبكات و تبادل المعرفة بشكل أفضل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى