سمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب..عين الحسود

 

 دع الحسود وما يلقاه من كمدٍ ، يكفيك منه لهيب النار في جسده ، فإن لمت ذا حسد نفّست كربته، وإن سـكـتّ فـقـد عـذبـتـه بـيـده ،  أن الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.أعلم أن أمراض القلوب من حقد وحسد قد تودي بصاحبها للتهلكة ، وعلي على الرغم من أنه قد عمل طيلة حياته عمل أهل الجنة، لكن ما جعله يختم حياته بعمل أهل النار هو أن قلبه لم يكن صافيا ، بل كان مليئاً بأمراض القلوب من حقد وحسد.

 قد تكون مشكلتك هي أننك مستاء للغاية من نفسك ؛ لأنك قد تحمل هذه الصفة ، قد يكون لديك أقارب تحسدهم إذا وجدت لديهم خيراً ولم يكن لديك مثله ، و قد تفرح إذا حصل لهم مكروه ، ربما غيرهم من الأقارب لا تهتم كثيراً بما يحصل معهم ، لكن لأن هؤلاء دائماً ما تتعرض للأذية منهم 

أعرف بالطبع أن هذا ليس مبرراً للحسد لا من قريب ولا من بعيد، وتريد حلاً يجعلك لا تتمنى السوء لأحد حتى لو كنت تكرهمو، وخوفك أن تختتم حياتك بأعمال أهل النار ، لما يحمله قلبك من حقد وحسد

 احرص على ترك هذه الصفات ، وتعقب أمراض النفس، وابحث عن العلاج، وابشر بالخير العاجل، فإن ذلك قد ذكره أهل العلم أن الاعتراف بالخطأ نصف الطريق إلي العافية ، اسأل الله أن يمن عليك بالعافية الكاملة

لا تتمنى زوال النعمة عن المنعم عليه، ولو لم تنتقل للحاسد ، كما لا تمني زوال النعمة عن المنعم عليه وحصوله عليها ، بل تمني حصوله على مثل النعمة التي عند المنعم عليه حتى لا يحصل التفاوت بينهما، فإذا لم يستطع حصوله عليها لاتتمنى زوالها عن المنعم عليه.

 بل تتمني لنفسك حسد الغبطة وهو يسمى حسداً مجازاً؛ وهو تمني حصولك على مثل النعمة التي عند المنعم عليه من غير أن تزول عنه.

ان علاج الحاسد لنفسه أمر ميسور، لكنه يحتاج إلى جهد وصبر، وخاتمته إلى خير بأمر الله، وعليه أن يكثر الدعاء إلى الله عز وجل، والتوكل عليه والدعاء، هو أول الطريق ، والرضى بالقضاء والقدر، والنظر إلى من هو أقل منك حالا، 

 أن الإيمان بأن الإمساك عن الشر صدقة، مما يساعدك كثيرا على التخلص من الحسد ، وأن الإيمان بأن الكف عنه صدقة، و من الوسائل العلاجية كذلك الاعتقاد الجازم بأن الحسد لا يضر المحسود، لذلك سماها بعض أهل العلم بالمعصية المستهجنة فيقول بعض أهل العلم انه أي معصية تزيد على كراهتك لراحة شخص آخر من غير أن يكون لك منه مضرة ، وهذا يبين غباء الحاسد وقبح فعله ، ثم إن الحاسد لا يغير من قضاء الله – سبحانه وتعالى – شيئاً، ولا ينفع، ولا يضر، 

الخلاصة 

احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف

أن الحسد يضر صاحبه ، لأنه ساخط على قدر الله بقصد أو بدون قصد، فلا تسخط على قضاء الله وقدره، انه صدقا عمى في بصر الإيمان ، ويكفيك جرما أنك شاركت إبليس في الحسد ، ان الحاسد عدو نفسه، وصديق عدوه؛ لأن إبليس يحب زوال النعم عن العباد، ويحب وقوع البلايا فيهم، 

     اللهم إني أعوذ بك من شر حاسد إذا حسد ،،،، 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى