سمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب..العقل زينة

 

 

 

من الممكن أن نشعر في بعض الأحيان ، باننا مجبرين أن نرسل على علي هاتفنا المحمول ، رسالة ندافع بها عن انفسنا ، ندعم بها موقفنا ، دون صبر اوتاني في بريد إلكتروني ، او الواتس … اوغيره من وسائل التواصل الاجتماعي المعروفة .لكن هل تعلم أنّ الرسائل المشحونة عاطفياً لن تعطي ابدا النَّتيجة التي ترجوها عندما ترسلها ؛ بل أن كل ما تقوم به عبارة عن صب الزيت على النار .ممكن تكتب نفس الرسالة بنفس الطريقة والأسلوب ، وتحوي نف المعاني ، مشحونة للشَخص اللي انت عاوز توصلها له و المعني بالأمر، لكن لا تقم بإرسالها. من فضلك انتظر … انتظر حتى تهدأ أعصابك قبل أن يصدر عنك أيُّ ردة ؛ هذا في حال إن قرَّرت أن تردَّ في الأصل . لماذا لاتسأل فعلا نفسك “هل يعنيني لهذه الدرجة أن أثبت أنَّني على حق؟ هل أنا أرغب حقا في اثبات ذلك كرد فعل فوري كي اشعر بالهدو ء ؟ “

فقد يكون ردُّ فعلنا في كثير من الأوقات نابعاً من رغبة قوية من داخلنا أن ندافع عن موقفنا الذي قد اتخذناه بالفعل ، فإن وجدت نفسك تجادل بشدة من أجل أثبات أنَّك على حق ، فاسأل نفسك “هل يهم فعلاً إن كنت على حق ؟”

 إذا كانت الإجابة بنعم ، اسأل نفسك وقتها ها “لماذا عليَّ أن أكون كذلك ؟ وما الذي سأجنيه من هذا الأمر ؟ “.

في كثير من الاوقات عندما يقول أحدهم كلامٍ سلبي أو يسلك سلوكاً حادَّاً تجاهك ؛ فإنَّه وبكل بساطة يحاول أن يحثك على القيام بردَّة فعل . فلو قمت بذلك، تكون انت قد أعطيته بالفعل ما يريده منك ، لذا ابتعد عن فعل تلك ردود الافعال المتصاعدة من السلبية، ولا تعطي احدا هذه الفرصة ابدا ، ولا تكترث بالرَّد عليه مطلقا  

 توقف عن الكلام حول هذا الموضوع عندما تواجه مشكلةً أو تخاصم أحدهم ، انت مش واخد بالك أنَّ الناس تعشق الحديث عن كدة ؟ 

 مش فاهم أنَّ الأمر ينتهي إلى تكرار نفس القصة لأيِّ شخص يرغب بسماعها ؟. 

احنا في بعض الأحيان قد نكثر ونبدع في التَّعبير عن مدى كرهنا لموقفٍ ما ؛ إلا أنَّ ما نفشل في إدراكه حينئذٍ هو أنَّه كلما تحدثنا عن ذلك أكثر، كلما ازدادت حدَّة كرهنا وشعورنا تجاهه أكثر.

الخلاصة 

 كلما تحدثنا أكثر عن مدى كرهنا لأحدهم، كلما ازداد شعورنا بالكراهية ناحيته ، بل وكلما لاحظنا فيه أموراً نكرهها ، من أجل ذلك توقفوا تمااما عن إذكاء نار شعوركم هذا، وتوقفوا عن التفكير في هذه الموقف، وتوقفوا عن الحديث عنه.

 ضع نفسك مكانهم ، فعلى قدر ما قد يبدو ذلك مبتذلاً، إلا أنَّنا بالفعل علينا أن نقوم به ، نحن غالباً ما نصدمُ من تلك المواقف ، ليتنا نحاول أن تضع أنفسنا مكانهم ، وفكر كيف جرحت شعورهم. 

فقد يمنحك هذا الفهم منظوراً جديداً في أن تصبح عقلانياً مجدداً، وقد يساعدك على إذكاء روح التَّعاطف مع الآخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى