آراء حرةسمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب .. الصراع

 

إن هناك قصص عديدة يتجلى في الصراع ما بين الخير والشر ، إلى أن هناك قصص تتضمن حوار قصير بين الخير والشر .

ومن أفضل القصص هي قصص فيما ورد في كتبه السماوية التي تعلمنا وننهل منها الفوائد الكثيرة نذكر منها الصراع بين الخير والشر بين هابيل وقابيل .

عاش آدم وحواء عليهما السلام في الأرض بعد أن كانا في الجنة ، ونزل معهما الشيطان وهو حاقد عليهما، وعلى أتم استعداد على تنفيذ فسمه لله سبحانه وتعالى على أنه سيعمل جاهداً على إغواء آدم عليه السلام وحواء .،

ولكن آدم وحواء قد تعلما الدرس ، لقد ولدت أمنا حواء البطن الأولي قابيل وأخته وكانت جميلة وحسناء، بينما البطن الثانية ولدت هابيل وكانت أخته غير جميلة.

هذه العائلة هي أول عائلة بدأت العيش والتكون على الأرض، وكان سيدنا آدم يحذر أولاده دائماً من إبليس ويقص عليهم ماذا فعل إبليس ، ومرت السنوات وكبرا ،

كان قابيل يمثل الشر فكان عنيفاً قاسياً ، أما هابيل فكان تقياً وخيراً وصالحاً، وكان قوي الجسم ، وفي يوم من الأيام أراد هابيل أن يتزوج فطلب أن يتزوج أخت قابيل ، ولكن الشيطان وسوس لقابيل بأن لا يرضى أن يزوج أخته لهابيل بل أن يتزوجها هو فهي أجمل وهو أحق بها.

هنا رد قابيل على هابيل بشكل قاسي وقال له …
” هي أختي ولدت معي ، وهي أحسن من أختك ، وأنا أحق أن أتزوج بها ”
بدأ الصراع من هذه النقطة ، ذهبا إلى والدهما وأخبر هابيل أبيه سيدنا آدم بالقصة ، فأمر أن يزوج قابيل أخته لهابيل، ولكنه استمر في الرفض والعناد ، وحاول سيدنا آدم أن يحل هذه المشكلة وأمر كلاً منهما أن يقدما قرباناً لله سبحانه وتعالى ، فالذي يُقبل قربانه هو من سيتزوج الأخت الجميلة.

صعد قابيل وهابيل للجبل وقد وضعا قربانهما وانتظرا، فقد نزلت النار من السماء وأكلت الشاة وتركت الزرع ، وهذا معناه أن قربان هابيل قد قُبل من الله عز وجل ، أما قابيل فلم يُقبل قربانه.

غضب قابيل وبقي مُصِر على رأيه ولم يقبل بأن يزوج أخته لهابيل وقد تصاعد الصراع بينهما بين الخير وهو هابيل وبين الشر وهو قابيل حتى قتل قابيل أخيه هابيل ،
هابيل كان أكثر قوة ولكنه كان مثالاً للخير ولم يعتدِ على أخيه، وقد أصبح ينصحه ويذكره برابط الأخوة الذي يجمعهما، وبدأ يخوفه بالله سبحانه وتعالى وبسوء عاقبة النار، فالشر نهايته إلى الضلال.

للأسف لم يقتنع أبداً وانساق قابيل وراء الشيطان وقد زينت له قتل أخيه، وقد قتله بصخرة كبيرة على رأسه وهو نائم،

وهنا نجد قصة الصراع بين الشر والخير ، فكانت عاقبة الشر هي النار والخطيئة والعذاب، بينما عاقبة الخير هي الجنة والرضا من الله سبحانه وتعالى.

الخلاصة

لقد ذكر الخير والشر في مواضع عديدة منه، وقد كان ذكر الخير هو الذي يسبق ذكر الشر، مثل الحسنات التي سبقت السيئات أو الثواب الذي يسبق العقاب ، فإذا نظرنا نرى أن حكمته وعظمة مشيئته قد تجلت في ذلك ودائماً ما كان يقدم الخير على الشر

أن الخير الذي يتجلى بالأخلاق الحسنة والصدق والأمانة والكثير من الصفات والأمور التي تندرج تحت مسمى الخير قد تقدم دائماً على الشر الذي يتجلى بالبخل والصفات السيئة والربا والكذب غيرها،

إن هذا كله منهج ثابت يكون متفقاً مع الطبيعة ،، وإن صورة الإنسان خيِّرة ، والإنسان طباعه تميل للخير وما خُلق عليه.
أما الشر فهو العنصر الذي يدخل على حياة الإنسان ولكنه لم يُخلق به ، والدليل قوله تعالى : “ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ”، أن الإنسان قد خُلق صالحاً وهو خيّر، وعندما يقع في المعصية فيكمن السبب أنه لم يستطع أن يقاوم الغواية التي كان مصدرها خارج نفسه وخارج ذاته،
لهذا فقد أمرا واجبا أن يتحصن الإنسان بالإيمان والتقوى.

معرفة الخير والشر تسعى إلى تحديد صورة شاملة ومتكاملة لسلوك الإنسان الذي ينهج نهجه وفق طبيعة نفس الإنسان ،
ووفق مفهومي الخير والشر ، وإن نفس الإنسان الفطرية تساعده على فعل الخير وأن يبتعد عن الشر ، فقد كان ابن سينا يعتقد أن الخير هو مذهب التفاؤل، فهو الذي يغلب في الكون، ولا معنى للخير بدون شر ، وإن جان جاك روسو كان يعتقد بالفلسفة المثالية حيث أنه يرى أن الحياة هي رغداً وطيب عيش وسعادة، ويتجلى فيها خيرية الإنسان الطبيعية،

“إن الحياة الاجتماعية والمدنية هي التي قامت فاصل الإنسان الخيّر بطبعه ”، وإن الواقعية تنظر إلى الحياة من منظار أسود حيث أنها ترى أن جوهر الحياة هو الشر، وإن هذا الشر هو السبب الذي ينتج الظلم والفساد والقسوة والعذاب،

إن الصراع بين الخير والشر يعتبر من الأمور المشاعة ، وإن هناك اختلافات في الصراع من الممكن أن يكون هو المعركة التي تكون ما بين الأفراد أو بين الأيديولوجيات .

ويعتبر أحد الأطراف منهما جيداً أما الطرف الآخر فيُصوّر على أنه الشر ، وإن هناك الصراع الداخلي بين الخير والشر، وإنه هناك نظرية يشكل الصراع بين الجوانب الجيدة والجوانب الغير جيدة جزءاً مهماً من التنفيس المأساوي

إن هناك شكل للمأساة ولكن قد تكون نهايتها سعيدة على الرغم من أن صورتها قد شُوهت من قبل ،

دمتم في سعادة بعيدا عن معارك الخير والشر ….

غدا صباح مصري جديد بمشيئة آلله تعالى ،،،،

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى