آراء حرة

دكتور تامر ممتاز يكتب..سيدنا يوسف وتغيير الواقع من القحط للرخاء

اعتمد سيدنا / يوسف عليه السلام في تغيير واقع مصر من واقع القحط إلى خلق الرخاء وانقاذ البلاد بنفس الموارد الاقتصادية لها ولكن الاختلاف الذي حقق أعظم النتائج كان تركيزه على الاستغلال الكامل لطاقات الموارد البشرية . قام سيدنا يوسف عليه السلام بتحفيز الناس وخلق قنوات جديدة للاتصال الموثوق فيه بين الشعب والدولة وتنسيق ذلك عبر مؤسسات الدولة اى انه لم يعتمد اعتمادا كليا على دفع الاعانات بقدر ما خلق وتنظيم العملية الإنتاجية. ولضمان جدية المعاملات بنيت الثقة بين الجانبين عبر الالتزام الكامل بما تم الاتفاق عليه من شراء المحاصيل من المزارعين والالتزام بدفع مستحقاتهم فى نفس مواعيد الاستحقاق وبما تم الاتفاق عليه.

كان أهم أسباب النجاح هو وعى وإدراك الشعب للمخاطر القادمة عليهم فكان توجههم نحو وحدة الرأى والتأكيد على الأمن والاستقرار أولا هو هدفهم الذى لا يحيدون عنه ابداً وما حدث ابان الشدة المستنصرية والتى كانت هى أسوأ العصور على حياة المصريين شاهدا حين غاب الأمن عن المجتمع ( لاحظوا ما يقوم به أعداؤنا الآن للإيقاع بين الشعوب وجيوشها .. لتنفيذ مآربهم فى خلق الفتن دون عناء ).

مر على مصر فى عهود سابقه ازمات كثيرة كان وعى الشعب المصرى هو الذى حفظ هذه الأرض آمنة لتسلمها الاجيال لبعضها جيلا بعد جيل .. ونظراً لانهم اجتمعوا على هدف واحد ؛ منع اختلافهم ودفع لتبادل ارائهم بكل الموضوعية وتبنوا مفهوم العمل أولاً

 

ومع ان مصر كان لديها اكبر وأقوى جيش وقد حقق انتصارات عدة مما كان يمكنه انذاك من مهاجمة الدول المجاورة والاستيلاء على مواردها كما كان السلوك المعتاد للدول الاستعمارية للاستيلاء على الموارد الطبيعية للدول الضعيفه وحل المشكلة الاقتصاديه لديهم ولكن لم تكن ابدا هذه توجهات الجيش المصري ولن تكون والتاريخ على مر العصور يشهد له بذلك .

 

 أساس التنمية التي قام بتنفيذها سيدنا / يوسف عليه السلام هو التركيز على الطاقات الهائله التى يمكن استغلالها افضل استغلال من قدرات الموارد البشرية الخلاقة والمبدعة لخلق الإنتاجية الكافية للاستهلاك على كافة الانحاء ودون استثناء 

 

ولا شك ان التنمية الحقيقية هى التى تضمن وصول الدماء عبر الشرايين بالغذاء الى جميع خلايا الجسم لتضمن بقاءها على قيد الحياه آمنة يأتيها هذا الغذاء فى وقته دون لا قدر الله أى خلل أو انقطاع 

التنمية الحقيقية والتى غيرت الواقع من القحط الى الرخاء اعتمدت على نتاج المجهود البشري حين استشعر الشعب الخطر وآمن حق الايمان ان كل انسان هو عنصر فاعل فى تحقيق الخير لنفسه وللمجتمع ككل بالتبعية

غدا سنراه أفضل على قدر إيمانا باننا مؤثرون في مجتمعاتنا وبالدافعية نحو تحقيق تنمية حقيقيه لنا وللأجيال القادمة .. باذن الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى