آراء حرة

كريستين عادل يني تكتب.. ملامحك

ملامحك

 

“يخلق من الشبه أربعين” هو مثلُ مصري اعتاد البعض تكراره حينما يجدون تشابه كبير جدًا بين أشخاص يعرفونها وأشخاص أخرى يرونها لأول مرة.

نحب ان نأخذ الصور لأنفسنا ولبعضنا البعض وأن تكن لنا ذكرى جميلة في كل مرحلة من مراحل عمرنا. ونسرح بخيالنا حينما نعود نرى هذه الصور التي أخذناها: كيف كانت ملامحنا؟!

تتشكل ملامح كل واحد فينا منذ ولادتهِ وتكبر معه، بل وتختلف على مر الزمان في أسابيع وشهور وأعوام. فملامحك منذ الولادة ليست نفس ملامح الطفولة، وليست نفس ملامح سن المراهقة. وكذلك حينما تنضج، وكذلك حينما تشيخ. تبدو جميلًا جدا في مرحلةٍ عمرية معينة. وتبدو قبيحًا غير مهتمًا بمظهرك في مرحلٍة أخرى، هي ملامحك.

تتشبه بإحدى والديك في ملامحك وطباعك وتصرفاتك، فتجد البعض يبتسم ويتعجب بمدى هذا الشبه. وقد لا تتشبه بأحدهم، وتكون مثل أحد أقاربك في الملامح. وقد تتشبه أيضًا بإحدى أصدقائِك حينما ترتبط جيدًا به، فيظنون أنكم إخوة. وأحيانًا أيضًا تتشابه ملامح الأزواج والزوجات، ظانين أنهم أقارب ولكن من شدة ارتباطهم ببعضهم ومحبتهم لبعضهم البعض، تشابهت ملامحهم.

تحب بأن ترى ملامحك جدا في المرآه في بعض الأوقات مثل المناسبات أو الأعياد لأنك تبدو بمظهرٍ أنيق وجذاب، ولأنك أخذت وقتًا لتجهيز نفسك قبل هذه المناسبة. ولا تحب أن ترى ملامحك في أوقات الحزن والبكاء أو المرض أو التعب أو عدم الاستعداد، لأنها أصعب أوقاتِك.

قد تبدو نحيفًا في بعض الملامح لصورك، وقد تبدو سمينا في أوقاتٍ أخرى. فلابد أن تختلف ملامحك في كل فترة.  

ملامحك تختلف حينما تكون حنونًا أو طيبًا مع الآخرين، عن ملامحك وانت غاضبًا أو متوترًا. ملامحك مضيئة حينما تكونُ ناجحًا أو منتصرًا، ومَطفية حينما يُغدر بك من أحد الأفراد أو حينما تيأس من أمرٍ ما. 

ننتظر بلهفة لنرى ملامحنا في صورٍ ما، ولا نحب أن نرى ملامحنا في صورٍ أخرى مثل البطاقات الحكومية. تستيقظ في الصباح بملامح مختلفة عن ملامحك بعد ساعتان، عن ملامحك بعد يوم طويل من العمل أو الدراسة. تهتم بتصغير سن ملامحك حينما تشعر أنك تكبر في العمر أو لا تهتم، يعتمد على طبيعة شخصيتك وتفكيرك. 

ملامح الانسان الشقي تختلف عن الانسان الذي يقضي معظم وقته مرتاحًا غير باذلًا لكثير من المجهود. وملامح الرياضي تختلف عن الذي لا يقوم بأي نشاطٍ حركي تمامًا. 

أيًا كان عمرك، فيعتمد على ملامح نفسيتك من الداخل. إذا كنت تشعر في داخلك أنك مسرورًا أو راضيًا أو ساعيًا لهدفٍ ما، فسوف يظهر ذلك على ملامحك بالإشراق والتفاؤل بل وستبدو صغيرا في العمر حتى لو كنت شيخًا. وإذا كنت تعيش غير محددًا لأهداف أو كما لقومٍ عادة، فستجد ملامحك قديمة بالية حتى وانت كنت في عمرٍ صغير. فنفس الإنسان هي المحرك الأول لملامحه.  

لنصنع ملامحنا بأنفسنا غير منتظرين أو معتمدين على أحد كي ما يجملنا أو يقبحنا. فهناك مَن يساعدونا على تجميل ملامحنا بلذة العشرة معهم، كما أن هناك البعض يعيشون لهدم ملامحنا الجميلة التي خُلقت فينا بسوء التعامل معنا، فيفقدونا سلامنا الداخلي. فقط علينا أن ننتبه لذلك كي لا تتشوه ملامحنا. 

في كل الأحوال أيًا كانت ملامحك، فتذكر أن الخالق خلقنا في أجمل ملامحنا. وبأيدينا الحفاظ على هذه الملامح بأعمالنا وتوجهنا وسعينا ورضانا، كما بأيدينا إهمالها وعدم الإحساس بقيمتها. فلتكن ملامحنا بسيطة هادئة لا بكثرة التزين، ولكن بملامح أرواحنا النشيطة.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى