أشرف تادرس

الأستاذ الدكتور أشرف تادرس يكتب..المخلوقات الفضائية والأطباق الطائرة

لو حصرنا ما نشاهده من أجرام سماوية في السماء ليلا نجد ألمعها على الإطلاق هو القمر ثم الكواكب اللامعة الزهرة والمشتري والمريخ ، وبالنسبة للنجوم نجد ألمعها في السماء هو “سيرس” أو الشعرى اليمانية ثم سهيل والسماك الرامح ثم باقي النجوم .. ومن الأشياء التي يمكن ملاحظتها أيضا في السماء ليلا الشهب التي تبدوا لنا كما لو كانت نجوما قد سقطت من السماء ويطلق عليها عامة الناس “النجمة أم ذيل” ، علما بأن الشهب تظهر لبضع ثوان فقط .. 

وأحيانا يمكن ملاحظة بعض الاقمار الصناعية وكذلك المحطة الفضاء المدارية ISS وهي تتحرك ببطء في السماء .. واذا كنا من سكان البلدان القريبة من القطب الشمالي لأمكنا مشاهدة الشفق القطبي هناك وهي تبدوا كما لو كانت ستائر تتدلى من السماء بألوان رائعة خضراء وزرقاء وبنفسجية أو خليط منها ، وهذه كلها يمكن مشاهدتها بالعين المجردة السليمة ليلا .. وفي حالات نادرة جدا يمكن مشاهدة إنفجار النجوم في وضح النهار ، وهو ما نطلق عليه “السوبرنوفا” وهي حالة من حالات موت النجوم ، ولعل انفجار السوبرنوفا الذي شوهد في سديم السرطان عام 1054 م هو أشهر سوبرنوفا حدثت في التاريخ حتى الآن حيث ظل يشع في السماء لمدة سنتين ، وكان يرى بالعين المجردة كنجمة لامعة نهارا في وجود الشمس ! ..  

أما ما يراه البعض من أجسام أخرى غير معروفة لها أشكال مختلفة أو سلوك مختلف فهو ما نطلق عليه “الأجسام الطائرة الغير معلومة” وتسمى “يوفو” UFO اي 

 Unidentified Flying Objects  

وهناك مئات المشاهدات حول العالم لم نجد لها تفسيرا ، منها ما يرى مضيئا في السماء ليلا ومنها ما يرى في النهار أيضا .. منها ما يرى من الأرض ومنها ما يراه الطيارون في السماء أثناء رحلاتهم الجوية .. ويندرج تحت هذه المشاهدات كل ما يتعلق بالأطباق الطائرة والمخلوقات الفضائية وخلافه .. يفسر البعض هذه المشاهدات على انها دليلا على وجود مخلوقات عاقلة أخرى غيرنا في الكون ، والبعض يفسرها على أنها تطور لتكنولوجيا جديدة لدول كبرى لا تريد أن تعلن عن نفسها وتتعمد إحاطتها بالغموض والسرية ، والبعض الآخر يضع هذه المشاهدات تحت مسميات روحانية من العالم الأخر أو ما نطلق عليه مصطلح “ما وراء الطبيعة” أو Metaphysics !  

ومع هذا نجد دول كبرى مثل فرنسا وإنجلترا وغيرها قد كشفت عن مستندات سرية للغاية تتعلق بمئات المشاهدات لأطباق طائرة تعود إلى فترة الخمسينيات ، كما أعلن مؤخرا علماء من ناسا بأنهم على وشك إكتشاف أدلة دامغة على وجود حياة أخرى خارج الكرة الأرضية وأنهم سوف يعلنون عنها بحلول عام 2030 .. والجدير بالذكر أن هناك الكثير من المشاهدات الغريبة التي يراها البعض داخل الغلاف الجوي أي قريبة جدا من الأرض ويعتبرونها خارقة للطبيعة ، ولكنها في الحقيقة قد تكون لأجسام معروفة لدينا كالطائرات النفاثة ومحركاتها الملتهبة اللامعة وعوادم الدخان الكثيفة ، أو قد تكون تجارب إختبار لأحدى الصواريخ الحربية ، أو احتراق لأحد الاقمار الصناعية ودخوله الغلاف الجوي ، وفي بعض الاحيان تكون شكلا من أشكال السحب الدوامية التى تشكلها الرياح ، أو قد تكون احتراق غير كامل لبعض الشهب الكبيرة نوعا والتي يصل أجزاء منها إلى الأرض في صورة نيازك صغيرة .. وأتذكر منذ فترة حدث اضطراب في السوشيال ميديا بسبب ظهور أشكال غريبة مضيئة في سماء القاهرة ليلا ، ثم أدركنا فيما بعد أنها نوع من الطائرات الورقية المضيئة التي يلهو بها الشباب في ليالي الصيف ! … وفي هذا الصدد لابد أن نعلم شيئا هاما وهو أن العين لا تستطيع إدراك ماهيه كل ما تراه عن بعد ، فعلى الرغم من أن البحار محدودة وليست كالسماء بلا حدود ، إلا أننا لا ندرك يقينا كل ما نراه عائما على وجة المياة !!

ا.د/ أشرف تادرس

المعهد القومي للبحـوث الفلكية والجيـوفيـزيقية

عضو لجان الفلك للتعليم والتوعية والتواصل

عضو اللجـنة الوطنـية لعلوم الفلك والفضاء

عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء 

عضو الاتحاد الدولي الفلكي IAU

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى