آراء حرةسمير المصري

د.سمير المصري يكتب.. سيدتي …… طلاق صامت … وحياة زوجية حميمية تعيسة



الأسرة هي النواة الأساسية داخل المجتمع كما يطلق عليها علماء الاجتماع .

 هي أول اجتماع تدعو له الطبيعة، فمع تطور الأسرة تتكون عائلة، ثم قرية، ثم مدينة، ثم الدولة .

 وتمارس الأسرة العديد من الوظائف على الصعيد النفسي، والتعليم، وتعتبر وظيفة التنشئة الاجتماعية أحد أهم الوظائف التي من خلالها يقوم الأب والأم بتحويل الكائن البيولوجي إلى كائن اجتماعي .


قبل الدخول في صلب الموضوع، يجب التأكيد على أن هذه الظاهرة يصعب على دارسي علم الاجتماع التوصل إلى أرقام حقيقة حولها، وفي هذا الصدد نقول ان الانفصال الصامت أو الانفصال العاطفي بين الأزواج واقع موجود في مجتمعنا، وعلى الرغم من درجة خطورته على الحياة الأسرية إلاّ أنه ظل ضمن المواضيع المسكوت عنها، انها ظواهر نعيشها نتألم منها، ولكن لا نبوح بها


إذاّ يمكن تعريف الطلاق الصامت على أنه حالة نفسية يشعر فيها أحد الزوجين أو كليهما بمشاعر سلبية تجاه الطرف الآخر، بما يؤدي إلى عدم إمكانية التواصل العقلي والنفسي والجسدي بينهما، وينفرد كل منهما بحياة عقلية ونفسية واجتماعية خاصة، فيستمر الزواج شكلا، وينتهي مضمونا، وذلك يعني انعدام التواصل والتفاعل الاجتماعي بين الزوجين داخل الأسرة بسبب فتور الحب، وسوء التوافق الجنسي، وغياب لغة الحوار بين الزوجين .



 أنَّ الانفصال الصامت أو الانفصال العاطفي بين الأزواج واقع موجود على مسرح الحياة. صور ومشاهد كثيرة لحياة زوجيَّة يغيب عنها التفاهم ولغة الحبِّ وتتسع دائرة التنافر الروحي والنفسي بين الزوجين متوجين الصمت سيداً للمكان.


أن تظل حبيس علاقة منتهية الصلاحيَّة ولا تعرف كيف الخروج منها أو إنهاؤها بأي طريقة أمر قاتل ، لتظل مرتبطاً اجتماعياً ومن أجل البروتكولات والمظاهر الخداعة. 


عادة تبدأ أزمة العلاقة الزوجيَّة من الخلافات والتوترات والمشاجرات بين الزوجين التي تتراكم وتنافر بينهما إلى حدِّ الذروة؛ لكنَّهما لا يصلان إلى الطلاق المباشر، بسبب مستقبل الأولاد، وكلام الناس، والخشية من واقع المطلق والمطلقة، فتكون النتيجة حالة من الطلاق التي تستمر فيها العلاقة الزوجيَّة أمام الناس فقط . 

 نعم تبقي العلاقة مستمرة … لكنَّها منقطعة الخيوط بصورة شبه كاملة في الحياة الخاصة للزوجين .


 طلاق صامت بين الأزواج ، في حياة زوجية رتيبة ، مشاكل عائلية أسرية تعيشها الأسرة دون الاعتراف بأنها علي وشك الانهيار العاطفي …ولم يبقي شيئًا لإثبات الانفصال سوي الأمور الرسمية… مجرد اوراق ..  


 علم النفس وضح لنا أسباب الطلاق الصامت ، والنتائج السلبيَّة المترتبة عليه، وأهم النصائح للتغلب عليه.


 الأزواج يكونون تحت سقف واحد سنوات طويلة ، لكن المسافات بينهما بعيدة ، تلاشت ملامح الشراكة في علاقتهما الزوجيَّة وحلَّ عنها جمود في العواطف والمشاعر ليصبحا كموظفين في الحياة الزوجيَّة تجمعهما لقاءات عابرة والتزامات ماديَّة للحفاظ على شكلهما الاجتماعي والأسري أمام الآخرين .


من أسباب الطلاق الصامت انكارك للطلاق . وحرصك على الأبناء … وهو ما يسبب جراحاً عميقة مؤلمة ستصيب الأبناء لوجود رجل آخر في حياتك .

 وتزداد سلبيات الطلاق الصامت وزيادة الضغوط على الزوجين وهو ما يزيد من المشاعر السلبيَّة لكل منهما تجاه الآخر مما يؤدي الي فقدان كل من الزوجين الفرصة لبدء حياة جديدة وتصدير صورة سلبيَّة مشوهة للأبناء عن الزواج .


 الطلاق الصامت له دوره الكبير … والسلبي في زيادة المشكلات وتطورها ربما لشجار متواصل أمام الأبناء فيعقد الاطفال مقارنات مستمرة بين أسرتهم المتفككة والحياة الأسريَّة التي يعيشها باقي الأطفال ما يولد لديه الشعور بالإحباط ، أو قد يكسبهم اتجاها عدوانياً تجاه الجميع وبالأخص أطفال الأسر السليمة.


 أن الأوان كي تتغلبين على الطلاق الصامت ، عليك أن تعترفي بهذه المشكلة وأن تكون هناك مكاشفة ومصارحة بينكما ، يجب ان تلجئي للمختصين من خبراء العلاقات الزوجيَّة لطلب النصائح والمشورة.


 نعم لا يوجد إنسان كامل فالكمال لله وحده فعليك أن تكوني أكثر صبراً وتحملا لعيوب زوجك لتستمر الحياة الزوجيَّة حتى حلِّ المشكلة ، حاولي تطبيق النصائح المقدَّمة إليك والإصرار على انجاح الحياة الزوجيَّة.


  مع شدة الاسف … للأسف إن لم ينجح الأمر فالطلاق الفعلي هو الحلُّ ، وهو أنسب القرارات للزوجين والأبناء، وأن يكون التعامل بينكما حضارياً إكراماً للفترة السابقة لكما من حياتكما الزوجيَّة وحرصاً على مصلحة ومشاعر الأبناء.


   الخلاصة 


نحن نتناول قضية أساسية تضرب اليوم البنية الأساسية للأسرة العربية ، وهي الحالة السيكولوجية بين الزوجين داخل الأسرة ، حيث تصبح العلاقة بين الزوجين متصدعة، ومتباعدة بشكل خطير ، ويطلق عليها علماء الاجتماع اسم ” الطلاق الصامت”، أو “الطلاق النفسي”،


  عن أسباب هذا الطلاق النفسي ؟ وما دور وسائل التواصل الاجتماعي في ازدياد هذه الظاهرة ؟ وما مدى تأثير هذه الظاهرة على الابناء ؟


       نتابع غدا في صباح مصري جديد ،،،، 

           بمشيئة آلله تعالى وحفظه ورعايته ،،، 


                                        

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى