آراء حرة

أمجد المصري يكتب.. إسكندريه تانى (3)

وما زلنا مع حكايات عروس البحر التى لا تنتهى . بين مد وجزر . بين النوارس والأصداف . يا مدينتي التي تعيش فينا ونعيش فيها . إلى أين المصير ؟

فى الرياضه وخاصة كرة القدم معشوقة الجماهير فى كل مكان كان لدينا تاريخ طويل مع أندية الأسكندريه الشعبية وعلى رأسها بالطبع الأتحاد (سيد البلد ) ومعه النادى الأولمبي الذى كان يومًا أحد أهم علامات الكره المصرية فى زمن سابق بإعتباره أول فريق من خارج القاهرة يفوز بالدوري المصري الممتاز ، وأول نادي مصري يلعب في بطولة دوري أبطال أفريقيا بصفته بطل الدوري عام ١٩٦٦ ، حيث وصل في هذه البطولة للمربع الذهبي ولكنه أنسحب منها بسبب حرب عام ١٩٦٧، كما فاز بكأس مصر مرتين متتاليتين فى موسم ١٩٣٣ عندما فاز على (الأهلي) بالقاهرة، وموسم ١٩٣٤ عندما فاز على (الزمالك)

 

اليوم تغير الحال كثيرًا مثل كل شىء فى مدينتي الجميله ، لم يحافظ الأولمبي على تاريخه الكبير ، ولم يفلح في مواجهة الأزمات المالية ، حتى هبط للدرجة الثانية، منذ ١٤ عام وتحديدا فى موسم ٢٠٠٩ ولم يصعد بعدها مرة أخرى ، بل إنه كان وما زال يصارع على النجاة من الهبوط إلى القسم الأدنى بعد أن كان بطلًا للدورى الممتاز وممثلًا للكره المصرية في إفريقيا كلها يومًا ما . لماذا وصل الحال بأحد أهم وأعرق الأنديه الشعبيه فى مصر إلى تلك الدرجه من الإنهيار؟ هل هى الماديات وحدها أم أن ابناء النادى العريق الذى تاسس عام ١٩٠٥ لم يبذلوا الجهد المطلوب من أجل العوده مره اخرى للتألق و الأضواء ؟

 

هل هى أزمة الأنديه الشعبية فى منافستها الغير متكافئه مع أندية الشركات والهيئات والأندية الإستثمارية التى غزت عالم الرياضه فى مصر موخرًا ، أم أن حالة الاوليمبي تبدو مختلفه قليلًا لطول المده التي قضاها بعيدًا عن الأضواء والتى وصلت الى ١٤ عام ؟ هل هناك من يهتم ببقاء تلك الأنديه ذات الشعبيه فيتدخل المسئولون ورجال الأعمال وعشاق الثغر لإنقاذها؟ أم أن كتاب التاريخ قد أغلق أبوابه أمام هذا النادى الذى خرَج لمنتخبات مصر لاعبين عظماء على مر العصور وفى مختلف الألعاب ؟

 

من ينقذ الأولمبي من كبوته ؟ ليس مجرد حزن على ناد سكندرى عريق ولكنه جزء من تاريخ الإسكندرية يمتد لاكثر من ١٠٠ عام لابد أن نحافظ عليه ضد عوامل التغيير وسطوة رأس المال على كل مجالات حياتنا فى مواجهة القيمه والتراث ورائحة التاريخ . إنقذوا هذا الكيان المحبب إلى قلوب أهل الثغر حتي لا تدور الدائره من بعده على أندية اخرى ذات شعبيه وتاريخ وتصبح القاعده هى البقاء للأغني والأكثر إنفاقا فتندثر من حياتنا قيمة الأصالة وتتغير كثير من الثوابت التي عشنا عليها طوال عقود …. ويظل لنا مع عروس البحر حديث آخر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى