آراء حرة

د.حمدي عبدالله أبوسنة يكتب..دموع … السعادة ….الألم ……الأمل

 


 لا تتعجب عزيزي القارئ من العنوان فمن منا لم تزل دموعه رغم أنفه و رغم مقاومته لها، و كم منا تتألم و انهرت الدموع كانهار ، و لعل لوقت قريبا لم اعرف دموع السعادة ، فحكي صديق و اثق في صدق حديثه أنه عاش ما يقرب من ربع قرن في ظروف وحياة يصعب وصفة الا بالالم الخالي من الامل ، و لكن شاء المولي سبحانه و تعالي ان يدخل تجربة و حياة جديدة من فرط حلوتها بكي بكاء شديدا و نزلت الدموع السعادة ، تلك الدموع غالية لما عاش هذه الحالة ، هذه الدموع تنزل مع المحب المخلص العاشق الجاد في حبه ، لا يعرف الزيف و الاخلاص عنوانه ،والسعادة هدفه اي اسعاد الطرف الاخر هذه الحالة من الصفاء العاطفية و الوجداني تجعل انسان يمتلك اعلي قدرة و طاقة عطاء ، هنيئا لمن عاش ذلك ، رغم انني كنت لم اعرف دموع السعادة فكانت هذه رؤية صديق محبا مخلصا عاشق ، و لكن ما انا اعرفه حقيقي دموع الالم و الحزن و اسبابها متعددة قد يكون فقد غالي لا قدر ، فالفراق مؤلم و يبكي الانسان حرقه ، و قد يكون قسوة حبيب و هذه في اعتقاد اصعب ، و اجد سؤال يفرض نفسه كيف يسمح الحبيب لحبيبه ان يدمع الما ، و حزنا كيف يكون الحب عندهم بهذا الشكل المؤلم ، و اعود الي الوراء في شبابي حينما كتبت عن الحب أنه أوله الاخلاص وأوسطه المساواة بالنفس واقصاه التضحية بالروح ، كان هذا مفهومي عن الحب في بدايات حياتي ، فكيف حال الحب اليوم شكوك و سوء ظن كيف يكون ذلك حب ؟؟ الحب يجعل الحبيب يشعر بما داخل المحبب دون الحديث ، الحب لا يعرف ظنون ، الحب الحقيقي يقتله تجارب سابقة مؤلمة الحب الحقيقي لا يحتاج سوا التفهم الهادئ ، نصيحتي للشباب اسمي ما في الوجود الحب الصافي السامي ، عزيزي و عزيزتي اذا وجدت من يخاف عليكي يغاير عليك و يتنمني لك افضل دوما تمسك به ، ربما لاتجده بعد ، و لا يمكن تعويضه ، المحب الصادق المسئول نادر حافظوا علي حبكم ، و لا تجعلوا فيه دموع الالم ، ما اصعب ان يعيش بالالم بعد ان ظن انه وجد الامل ، و لا تتعجلوا في الحكم و لا اصدار القرارات الحب ينمو بالتاني و التسامح ليس بالتسلطية و الحكم بالخبرات السابقة السئية ، عيشوا الحب لانه اجمل ما في الوجود تمسكوا به فالعمر قصير ، و اياك وكسرة قلبي المحب المخلص ربما تستقظ يوم لا تجده يكون قد رحل عن عالمنا الملئ يالشكوك و الخبرات المؤلمة ، العمر اجمل ما فيها لحظات انتعش فيها الحب الصافي عيشوها بصدق بدموع السعادة لا دموع الالم ، عليك عزيزي القارئ ان تراجع نفسك قبل اخذ قرار حتي و انك بسيط فالالم يهزم المحب يضعف العزيمة ، و بالعتاب تصفي الاحباب ، نعم انني مؤمن بان الحب يصنع المعجزات عبروا عن حبكم بالايجابيات بعيدا عن خبرات الماضي المؤلم فمها طال العمر فهو قصير ، عيشوا بامل الغد أفضل و هنا يظهر النوع الثالث من الدموع ، احيانا يستشعر الانسان بفقد الامل في الحصول علي هدف له او يحلم يسعي اليه و حينما يحقق ينزل دموع الامل دموع الفرح ، اذا كان لك هدف اياك ان تتنازل عنه اسعي جاهدا لتحقيقه و كلما تعبت تذكر فرحة تحقيق الهدف ، ما أجمل ان يصل الانسان لهدفه بعد معاناه ، ما اجمل ان يعيش و يسعي و يجتهد من أجل تحقيق هدف أو حلم ، و ستبقي حقيقة ان الحياة أمل يصاحبه الم ثم ياتي الاجل ، الحياة قصيرة فما أجمل ان نعيشها بالحب دون شكوك بعيدة عن تأثير الخبرات و التجارب الماضية المؤلمة ، دون تعجل دون اندفاعية ، نعيش الصفاء الحقيقي . 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى