آراء حرة

يوكسل مصطفى كمال ترزى باشى تكتب.. ظاهرة عزوف الشباب عن القراءة

 

 

 أول كلمة نزلت من القران الكريم كلمة “اقرأ” ، ظهر الاهتمام بالقراءة منذ زمن بعيد فالدول العظمى جعلت القراءة في قمة اولوياتها حيث تشتهر هذه الدول بمكتباتها الكثيرة ويجعلون القراءة عادة يومية، وقد أقام السلاطين والحكماء المكتبات العامة التي تجمع فيها الكتب المشهورة . فالقراءة من أهم الركائز لبناء شخصية الإنسان، لأنها تدفعه لتغيير شخصيته نحو الأحسن، وبالقراءة يصبح الإنسان على دراية واسعة بتاريخ حضارات الأمم، وفائدتها تملأ وقت القارئ بما هو مفيد ويبعده عن مسببات الحياة السلبية وترشده الى الايجابية والاعتدال إضافة الى تثقيفه وتعليمه، وتعلمه كيف يحارب الجهل والتخلف. المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الأهل في نشر ثقافة القراءة أولاً عليهم أن يزرعوا في نفوسهم حب تصفح الكتب لمعرفة المزيد من المعلومات، ومن ثم يأتي دور المدرسة، فليس كل الكتب تستحق القراءة فبعضها غير مفيد يجب التمييز بين ما يجب قراءته وما يجب الابتعاد عنه. القراءة باتت عادة مهجورة عند الشباب، وعلاقته بالكتاب صارت فاترة، حيث أكد الباحثين من خلال استطلاعاتهم بان هناك أسباب عديدة لعزوف الشباب عن القراءة فالأسرة تأتي في المقدمة حيث ان الوالدين عادة لا يوفرون كتب لأبنائهم، ولا يغرسون عادة القراءة في نفوس الأبناء منذ الصغر، وللمدارس أيضاً لهم حصة كبيرة في تلك العزوف وذلك لعدم وجود مكتبة مناسبة ولا يوجد تشجيع من إدارة المدرسة والهيئة التدريسية لذلك يتوجهون الى البدائل إلا وهي الإنترنت بالرغم من أنها تكلف الأسر الكثير من المال، ولرفاق السوء دور مهم أيضاً حيث يستغلون كل أوقاتهم في المقاهي والطرقات واستخدام التقنيات الحديثة أي استخدام بدائل غير مفيدة بدلاً من قراءة الكتب.القراءة خير وسيلة لغرس القيم الايجابية والأخلاق إلا انه في ظل التطورات التقنية وعالم الانترنت يصبح من الصعب أن يفضل القراءة على تلك التقنيات، لكن هناك أساليب بسيطة تحببه لها : –

1- توجيه الأبناء من الصغر لقراءة وحفظ السور القصيرة من القران الكريم.

2- تعليم الطفل بقراءة الحروف وتركيب الكلمات وجعلها عادة محببة عنده.

3- حث على قراءة الكتب المفيدة.

4- تحديد أوقات خاصة للقراءة والبحث عن مكان هادئ ومناسب للقراءة

5- توفير مكتبة مناسبة يبدأ من الروضة لتعليمهم وحثهم على القراءة منذ نعومة أظافرهم، ثم إنشاء مكتبات مدرسية مناسبة في كل مدرسة وأخيراً إنشاء مكتبات عامة في كل محافظة، قضاء وناحية.

6- توفير كتب تعالج قضايا الشباب ومشكلاتهم وبأسعار زهيدة.

7- تشجيع الشباب الجامعيين على كتابة تقارير وبحوث باستخدام الكتب والمجلات.

8- تشجيع الطلبة على القراءة من خلال مجموعة من المسابقات الثقافية والتي تهدف الى تنشيط القراءة وتشجيع الكتابة.

9- زيارة المكتبات والتي تشجع الشباب على القراءة مع السماح لهم بأخذ الكتب معهم الى المنزل.

10- الإكثار من الدورات والندوات والمحاضرات من قبل المؤسسات أوالمنظمات الثقافية والتي تشجع الشباب وترشدهم للقراءة.

11- استغلال الوالد أو الوالد وقت قيادة السيارة في تحفيز الرغبة في القراءة عند الأطفال من خلال قراءة الإعلانات في الشوارع ومكافئتهم على ذلك.

12- خصص أوقاتاً لقراءتك الخاصة وهذا سيدفعه لتقليدك وتكون قدوة له.

13- أن يكون الكتاب صديق المسافر دائماً.

14- إطلاق مشاريع تهدف الى نشر الثقافة والمعرفة.

وأخيراً القراءة شيء ثمين ويملئ النفس بالفائدة وهي من الأشياء التي يصعب تخطيها لأنه من يتخطاها يخسر كثيرا من المعرفة ولهذا علينا جميعاً ان نقرأ ولو صفحة واحدة كل يوم، والكتاب سيظل مصدر المعرفة الأول وقراءته من مظاهر الأمم الحضارية فمستوى القراءة يعكس وعي المجتمع.

يوكسل مصطفى كمال ترزى باشى

رئيسة مؤسسة خاتون الثقافية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى