آراء حرة

وائل مقلد يكتب.. مظلوم فى الدنيا منتصر فى الآخرة فوعد الله حق

 

ما أحواجنا لحسنة تضاف إلى ميزان حسناتنا يوم الحساب أو لسيئة تطرح من ميزان سيئاتنا .

نتعجل فى أخد حقوقنا فى الدنيا وهذا حق مشروع إلا أن ما كان عند الله خير وأبقى.

وعدنا الله برد المظالم لأصحابها فالظلم ظلمات على الظلمة وقد يمد لهم الله فى ظلمهم فتعمى القلوب والأبصار ويتجبرون فى الأرض ويتعالون فإذا أخذهم الله أخذهم أخذ عزيز مقتدر سبحانه وتعالى

عز جاهه وتقدست أسماؤه .

كثيرا ما تتعرض للظلم فى حياتنا وللظلم أشكال مختلفة ومتنوعة تظلم فى الميزان عند البائع أو تظلم فى ميراث من أقاربك أو تظلم فيما يقال فى حقك زورا وبهتانا أو تظلم فى حق يسلب منك كوظيفة تستحقها وفضل غيرك لواسطة أو ترقية حجبت عنك رغم أستحقاقك لها أو تتهم عدوانا أوتقهر من صاحب سلطان أو خذلان صاحب الحق ممن بيده دفع الظلم لوظيفته أو مكانته وهذه بعض صور الظلم التى قد نراها فى حياتنا يظلم البشر وما ربك بظلام للعبيد فلا تظن أن الله تركهم يتمادون فى ظلمهم إلا لقصاص عادل وعقاب شديد ، أتظن أن يترك الله العدل من أفسدوا حياة الناس بظلمهم وبخثهم حقوقهم وقهرهم وما ألحقوا بهم من أذى مادى ومعنوى أن يمر هذا مر الكرام بل فالحق سبحانه وتعالى قال عن نفسه فى كتابة العزيز و ما ربك بظلام للعبيد .

وجاء بالحديث القدسي عن رب العزة أنه قال

يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وهذا يدل على استحالة وقوعه و امتناع وقوعه من الله جل جلاله، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، حرمه على نفسه، وحرمه بإطلاق وفى النص الكامل للحديث عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: «يا عبادي، إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا فلا تَظَالموا، يا عبادي، كلكم ضالٌّ إلا من هديتُه فاستهدوني أَهْدَكِم، يا عبادي، كلكم جائِعٌ إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي، كلكم عارٍ إلا من كسوتُه فاسْتَكْسُوني أَكْسُكُم، يا عبادي، إنكم تُخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوبَ جميعًا فاستغفروني أغفرْ لكم، ياعبادي، إنكم لن تَبلغوا ضَرِّي فتَضُرُّونِي ولن تَبْلُغوا نَفْعِي فتَنْفَعُوني، يا عبادي، لو أن أولَكم وآخِرَكم وإنسَكم وجِنَّكم كانوا على أتْقَى قلبِ رجلٍ واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أوَّلَكم وآخِرَكم وإنسَكم وجِنَّكم كانوا على أفْجَرِ قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صَعِيدٍ واحد فسألوني فأعطيت كلَّ واحدٍ مسألتَه ما نقص ذلك مما عندي إلا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذا أُدخل البحر، يا عبادي، إنما هي أعمالكم أُحْصِيها لكم ثم أُوَفِّيكُم إياها فمن وجد خيرًا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه». 

فلترتاح القلوب والعقول وما علينا إلا نحاول دفع الظلم إن أستطعنا ولنصبر ونحتسب عند الله مظالمنا وتنتظر النصر من عند الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى