آراء حرة

ندى فنري.... تكتب في اليوم العالمي للتسامح

التسامح قوة و ليس ضعف ، و عندما تسامح فإنك تتنازل عن غضبك عن الآخرين لتربح صحتك النفسية .

يتعرض الإنسان يوميا لبعض المواقف المحرجة و المشكلات التي تحدث بينه ،و بين أشخاص آخرين قد يكونوا أقرباء أو زملاء
و حتى أصدقاء و هذا ما يدفعه إلى الغضب و الزعل و في كثير من الأحيان ، قد يضطر إلى مقاطعتهم
مما ينتج عن ذلك عدد كبير من المشكلات ، و الخلافات التي تفقده التركيز في مستقبله ،و تزيد من عصبيته ،و انفعاله ، حتى قد يسبب له ذلك الكثير من الأمراض ،و قد تنقطع الكثير من العلاقات الطيبة التي تجمع بينه ،
و بين أفراد آخرين ،
و بالإضافة لذلك قد تجعله يجني الكثير من السيئات ،و من هنا تأتي أهمية العفو و التسامح ..

فالعفو يعني تجاوز الفرد عن الإساءة أو الذنب .. ، و ترك العقاب .

و التسامح يقصد به السماح ،و قبول أعذار الآخرين ،فليس هناك شخص كامل ،كلنا بشر
و معرضون أن نخطئ في حق بعض .

في اليوم العالمي للتسامح استغل هذا اليوم في التسامح والعفو عن من تسببوا في حزنك يوما ما .

و تعتبر الدعوة للتسامح هي دعوة إلى مكارم الأخلاق ، فهناك التسامح على مستوى علاقة الزوجين مع بعضهما البعض و هناك تسامح بين الأبوين و الأبناء و تسامح بين الأخوة و أيضاً يوجد تسامح بين الجيران و من ثم الأصدقاء و الزملاء .

التسامح لا يعنى التساهل أو عدم الاكتراث؛ بل هو احترام وتقدير التنوع الثقافى والإنساني .

فاليوم يحتفي العالم باليوم الدولي للتسامح الذي يصادف (16 نوفمبر/تشرين الثاني) من كل عام .

حثت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1996 الدول الأعضاء إلى الاحتفال بها كل عام، تأكيدا على أهمية قيم التسامح ونبذ العنف والتطرف.

يوم لاحترام ثقافات ومعتقدات وتقاليد الآخرين وفهم المخاطر التى يشكلها التعصب.

فالكراهية وباء ومرض يؤثر على من يحملها ويجعله قلقا لا يجد سلاماَ لا فى علاقته بالله ولا مع الغير ويحيا فى صراع داخلي .

وليس معنى هذا أن لا نعاتب أو نتغاضى عن حقوقنا …لكن أن نتعاطف و نتفهم غلط الآخر و الذى يصفح ويسامح، له مكانة عظيمة عند الله
قال الله سبحانه و تعالى ( وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).

التسامح هو التماس العذر للمخطئ، والبحث عن أسباب هذا الخطأ وإعانته على تصحيح المسار والنهوض من كبوته لما فيه خير له ولمجتمعه وأمته

قال الله سبحانه و تعالى-: (فَأُولَـئِكَ عَسَى اللَّـهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّـهُ عَفُوًّا غَفُورًا).

و قال سبحانه وتعالى -: (ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).

والعفو عند المقدرة هو من شيم الأقوياء .

التسامح صفة العظماء والأقوياء الذين يتملكون مشاعرهم ويضبطون أنفسهم في المواقف الصعبة التي تستوجب التحلي بالصبر والحكمة والتسامح، لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وفي الاتجاه المناسب .

و في النهاية التسامح هو الصفح والغفران مع ترك ونسيان الاساءة للمخطئين ومغفرة زلاتهم نحونا، من أجل ربح النفس ومن أجل سلام الإنسان الداخلي.

 

 

 

 

ندى فنري.… تكتب في اليوم العالمي للتسامح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى