آراء حرة

ندى فنري تكتب..الكذب لا يخفي الحقيقة إنما يؤجل انكشافها

 

 

هل أنت من الأشخاص الذين لا يقولون الحقيقة للحفاظ على العلاقة الشخصية .حين يتعلق الأمر بالعلاقات، نتجنب ايذاء مشاعر الآخرين، كأن نقول في نهاية دعوة عشاء ، أننا استمتعنا كثيراً حتى لو كرهنا الأمسية من أولها لأخرها .الكذب ضد الصدق 

قال استاذ علم النفس بحامعة تورنتو 

” في الأونة الأخيرة تأخرت عن حضور الاجتماعات، و تعللت بأن السبب كان قطار الأنفاق، بينما لم يكن هذا هو السبب الحقيقي،إذ أنني تأخرت بسبب تقصير مني.

الصدق يعني المكاشفة والمصارحة ،وأن تسمع رأياً صادماً ، إزاء أدائك في العمل و ملابسك ، و علاقتك بالمقربين منك تذكر أن :

المكاشفة تتيح لك الفرصة لتحسين الأداء و التعلم .لم يرخص النبي صل الله عليه و سلم الكذب في شيء مما يقول الناس .

إلا في ثلاث : 

• الحرب .

• و الإصلاح بين الناس .

• و حديث الرجل امرأته .

• و حديث المرأة زوجها .

فالكذب حرام إذا كان بقصد به تحصيل منفعة دنيوية .البعض يعتقد أن لا سبيل للحياة دون كذب،و أننا سنواصل خداع الآخرين بشكل أو بآخر، و إن اختلفت الطريقة .لكن ذلك لا يمكننا من معرفة الفوائد و الأضرار التي ستعود علينا .الإنسان مرن بطبعه و أحيانا يستحدث سبل لخداع الآخرين ،سواء بالتكنولوجيا أو عبر أشكال سلوكية و ذهنية جديدة .لذلك علينا أن ننتبه لذلك .أفلاطون أقر بميزة الكذب باعتبار بعض الأكاذيب نبيلة .و أيضاً وُجد من خلال تجارب و أبحاث أن طلبة الجامعة يكذبون بمعدل مرة كل ثلاثة تفاعلات اجتماعية .بينما يكذب من هم أكبر سناً بمعدل مرة كل خمسة مواقف اجتماعية. وقد يحمي الكذب الشخص لكن تخيل معي أسلوب حياته .رغم شيوع الكذب في حياتنا و أننا لا نجيد تمييز الحقيقة من الكذب،إلا أننا ملتزمون بالصدق .الكذبة البيضاء هي الحيلة التي تستخدم لأجل مصالح عامة ،و ليست شخصية .و قد تكون مهارة لتمرير المواقف الخلافية أو إطفاء فتنة أو مشكلة ممكنة، فيصار إلى التكتم عليها في ميدان العمل بغرض إنهاء نزاع. لكن على المستوى الشخصي ، علينا أن نشعر من يكذب، بعدم التقبل و الاحترام و مقاطعته ،و بالتالي سيتجنب هذه السلوكية الغير مريحة، لأنها مرض اجتماعي،و قبولها يعني أنها ستصبح ثقافة مجتمعية جميلة .في النهاية أجرح شخصاً بالصدق ، لكن لا تسعده بالكذب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى