في ظل القفزات الضخمة التي يشهدها الخليج العربي خصوصا في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في المجال الثقافي سواء من حيث عدد الأعمال الفنية وجودتها ومن حيث عدد دور المسرح والسينما وتمتد تلك الصحوة إلي الفعاليات الثقافية والفنية المقامة علي أراضيهم, يشهد القطاع الثقافي والفني المصري تراجعا مستمرا وتذبذا واضحا منذ فترة ليست بالقصيرة. ذلك التراجع والتذبذب له أسبابه والتي أود مناقشة بعضها مع سيادتكم.
في البداية, دور السينما التي تعرض الأفلام شهدت تراجعا في عددها حتي أن بعض المحافظات التي كانت تمتلك دورا للعرض السينمائي قد أغلقت. الأكثر من ذلك, أن المحافظات التي تخلو من تلك الدور وصل عددا إلي 13 محافظة وهي محافظات مهمة ولها باع ثقافي وحضاري مميز, منها علي سبيل المثال لا الحصر: البحر الأحمر , مطروح , جنوب سيناء , كفر الشيخ , الغربية , الدقهلية, البحيرة , بني سويف , سوهاج , شمال سيناء , القليوبية , قنا , المنوفية , والوادي الجديد.
في بعض المحافظات الأخري, شهدت تلك الدور تراجعا في عددها مثل الشرقية والقليوبية والجيزة, أو في عدد المقاعد مثل بورسعيد.
الشئ الإيجابي الذي نستطيع ذكره هنا, هو أن كلا من عدد المقاعد وعدد المشاهدين قد زاد بنسبة 1.2 % و 36.6 % علي التوالي رغم انخفاض عدد الدور من 78 إلي 68 دار.
أما بالنسبة لعدد الأفلام, فقد تذبذب العدد من 40 فيلم عام 2017 صعودا ونزولا حتي وصل لعام 2020 إلي 20 فيلما وإلي 27 فيلما في عام 2021.
أما المسارح والجمعيات الثقافية فسأتركها لمرة قادمة قريبة باذن الله.
