منوعات

معلومة تهمك.. النقل والمواصلات

يُعد النقل نشاطاً اقتصاديا لازماً للإنسان منذ الوهلة الأولى لوجوده على البسيطة ،فعندما نضبت دائرة معيشة الإنسان حول مقر إقامته من المواد والمزروعات، انتقل إلى مسافة أبعد، باحثاً عن مصدر لقوته من زرع أو قنص.

وسائل النقل لها أهميتها القصوى في ربط الأمكنة والمواقع بعضها البعض، و من ثم تتلاشى المسافات، وتسقط الحدود الفاصلة بين الأمم.

تعريف النقل

يمكن تعريف النقل بأنه حركة و انتقال الإنسان و الأشياء من موقع إلى آخر. فمنذ العصور الأولى حتى وقتنا الحاضر طوّع الإنسان ذكاءه وخبرته العلمية في تطوير النقل سعياً وراء نشاط اقتصادي أوفر وإدخال أنظمة تصنيع وتجارة أحدث ورفاهية أفضل لذاته ومجتمعه الذي يعيش فيه، ولذلك سعى دائماً للحصول على وسيلة نقل مريحة وسريعة واقتصادية في وقت واحد.

وتعتبر الطرق البرية والسكك الحديدية والقنوات الملاحية والأنهار والممرات الهوائية للنقل الجوي والخطوط الملاحية البحرية  بمنزلة الطرق التي يسلكها الإنسان و مواده المنقولة، وكل طريق تناسبها وسيلة خاصة للنقل، و كل وسيلة لها خصائصها و مراحل تطورها.

ولنبدأ بالنقل البري Land transportation

بدأ الإنسان حياته متنقلاً على قدميه من مكانٍ لآخَر، وكانت انتقالاته محدودةً للغاية، و عندما استأنس الحيوان امتطاه كوسيلة لنقله وأشياءه وأغراضه؛ فاتسعت حدوده وزادت انتقالاته. وقد استخدم الفراعنة زحافات خشبية يجرها الرجال أو الدواب لنقل الحجارة والصخور.

وأدى اختراع العَجَلة الخشبية إلى اختراع العربة ذات العَجَلات carts & wagons  التي تُجَر باليد أو بواسطة الحيوانات الأليفة والخيول و الأفيال والجراء والإبل وطوعها في تحميل أغراضه ذات الأوزان الصغيرة.

تمثلت التحسينات فيما بعد في تطوير أداء العربات ذات العجلات وزاد عليها اللُجُم الخاصة بالخيول horse collar وعمل غطاء للعربة و تحميلها على يايات مع العَجَل لزيادة راحة الركاب ومن ثَمّ سرعة العربة.

و استدعى ذلك الاهتمام بشق و تمهيد طُرُقاً جديدة، فقد كانت الأولوية للرومان في شق و إنشاء شبكة طرق ضخمة تمركزت في روما و ربطت بين تلك الإمبراطورية مترامية الأطراف.

واستُخدمَت الآلة البخارية في تسيير السيارات، لكنها لم تصمد طويلاً أمام السيارات التي تتحرك بطاقتها البترولية gasoline automobile.

ويرجع الفضل في اختراعها إلى دايملر Daimler و بنز Benz حيث اخترع دايملر أول محرك احتراق داخلي في العام ١٨٨٥ و قد اختبره أولاً على دَرّاجة ثم عَرَبة، أما بنز فقد طوّر المحرِّك على العربة حتى بلغ حداً عالياً من الدقة و الفاعلية مخترعاً أول عربة تتحرك بالاحتراق الداخلي عام ١٨٨٦.

ورغم أن الاختراع ألماني فقد عرفت السيارات تجارياً في فرنسا أولاً منذ العام ١٨٩٠ .إذ ازدهرت صناعة السيارات بأوروبا قبل بداية الحرب العالمية الأولى على يد “وليم موريس” بإنجلترا عام ١٨٧٧ و “أندرية ستروين” بفرنسا عام ١٨٧٨ ودخلت أميركا سوق المنافسة فظهرت أول عربة لاتجرها الخيول في العام ١٨٩٠.

وقدم “هنري فورد” سيارة موديل T عام ١٩١٤ و تُعد أول سيارة تُنتَج بشكل كمي و استمر إنتاجها حتى العام ١٩٢٧ . حتى وصل عدد السيارات المنتجة في أميركا حتى عام ١٩٣٠ إلى ٣٢ مليون سيارة . كما أنتجت المصانع كذلك الحافلات و الناقلات بمختلف أنواعها.

النقل والمواصلات
النقل والمواصلات

في القرن السابع عشر في إنجلترا، داخل مناجم الفحم، كانت بداية ظهور السكك الحديدية باستخدام العربات ذات العجلات الخشبية و تسييرها على القضبان، و فيما بين أعوام ١٧٩٧ و ١٨١٣ تم تزويد تلك العربات بآلات بخارية.

في العام ١٨١٤ بدأت تجربة النقل على الخطوط الحديدية بمقاطعة ويلز الجنوبية وجرها بالقاطرة البخارية بسرعة خمسة أميال في الساعة. ومنذ ذلك الوقت شاع استخدام السكك الحديدية داخل إنجلترا و خارجها.

وفي العام ١٨٢٥ نجح جورج ستيفنسون في استصدار مرسوم بإنشاء أول خط سكة حديد في العالم بين ستوكتون Stokton و دارلنجتون Darlington بإنجلترا لتسير عليه قاطرته البخارية الجديدة التي أطلق عليها مسمى Locomotive.

و كان الخط آنذاك مفرداً بطول ٣٨ ميلاً و بلغ وزن القطار ٨٠ طُناً، وكان النجاح الذي صادف ذلك المشروع حافزاً لإنشاء خط آخر لنقل الركاب بين ليفربول ومانشستر والذي افتتح في العام ١٨٣٠ و سار عليه قطار تجره قاطرة ستيفنسون المتطورة التي أطلق عليها لقب Rocket.

ثم شاع النقل بالسكك الحديدية بسرعة مذهلة، إذ لم يكد يبدأ عام ١٨٣٦ حتى بلغت أطوال الخطوط الحديدية بإنجلترا وحدها ١٠٠٠ ميل.

و في أنحاء العالم بلغت ١١٥٠٠ ميل. فقد شهدت أميركا الازدهار الفعلي لها؛ ففي العام ١٨٢٦ أنشيء أول خط سكة حديد تجاري بولاية ماساتشوسيش و أطلق عليه لقب Quincy. حتى بلغ طول خطوط السكك الحديدية في الشرق الأميركي فقط ٤٨٠٠ كيلومتر في العام ١٨٤٠، و في أمريكا كلها ٢٦٢٠٠٠ كيلومتر في العام ١٨٩٠، و في العام ١٩١٦ وصل إجمالي الخطوط إلى ٤٠٩٠٠٠ كيلومتر.

وفي السنوات الأخيرة زادت سرعة القطارات في اليابان و أغلب الدول الأوروبية وأميركا حتى وصلت إلى أكثر من ٣٥٠ كيلومتر/ ساعة ، ومنذ الحرب العالمية الأولى تراجعت السكك الحديدية قليلاً بظهور السيارات الخاصة و الحافلات و الطائرات.

وقبل ظهور قضايا البيئة، ظهرت في الربع الثاني من القرن العشرين مركبات متطورة من ناحية النقل تعمل بالطاقة الكهربائية وأطلق عليها مسمى التروللي ، حيث كانت وسيلة لنقل ما يوازي ٣٠٠ – ٤٠٠ راكب بالرحلة الواحدة بهدوء تام.

و مع ازدحام الشوارع بالمارة و المركبات اختفى التروللي، و مع بداية ظهور مشاكل البيئة في الربع الأخير من القرن العشرين أعيد التفكير في عودة مركبات التروللي إلى منظومة النقل داخل المدن الأميركية كمدينة نيو أورليانز.

و بالمثل زاد الطلب على استخدام باقي وسائل الجر الكهربائي الأخرى، التقليدية منها كالترام الخفيف أو الحديثة كالمترو و المونوريل، و بالعودة لقضايا البيئة واستهلاك البنية التحتية لمدينة ما، فإن وسائل الجر الكهربائي سوف تكون أقل تكلفة و صديقة للبيئة مقارنةً بتلك التي تعمل بالاحتراق الداخلي.

أما السيارات فباتت مستخدمةً بصفة عامة للنقل إلى مسافات قصيرة نسبياً إذ تتميز بمرونة الحركة داخل و خارج المدن، بينما تُستخدَم السكك الحديدية للنقل الجماهيري  بمسافات بعيدة تزيد عن المعدل الاقتصادي للنقل بالسيارات، مع توفير عنصري الراحة و السرعة للركاب، كما تُعد دعامة أساس لنقل العتاد العسكرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى