عبير سليمان

عبير سليمان تكتب..كم عانى الورد

تخيل

كم عانى الورد 

من البرد

ولم يزل……

تخيل كم عانى الجفاف

والماء يخدق 

في الجدول…..

تخيل كم خاف الذبول

وكان ولا يدري

منذ أمد طويل طويل

يذبل……

تخيل…

تخيل أن المزن كانت 

حبلى بالغيث

ومرت من فوقه 

ولم تهطل…..

راهن على الصبر

وإذ بذاك الصبر معول…..

قصقص به جذوره

حتى فارقه الشباب

وترهل…..

تخيل لو أن الأقدار 

ساندته

لو أن الأيام

لم تكن عاندته

لما تساقطت وريقاته

وتوحل….

لما عشعش اليباس 

في جذوعه

وتوغل…..

تخيل كم عانى ذاك الورد

وتجمل…

حتى لا يرى من أحبه

دموعه

حتى لايستغرب من شمه

خضوعه

 وكم  بأحزانه

تكحل…..

سقى بعبيره جفاف الليالي

حتى استحى سوادها

وتبدل…..

وجاهد 

كي يبقى مرفوع الرأس شامخا 

ولا اشتكى يوما

وتوسل…..

ولا ذلته ضروب النائبات ولا

طأطأ لها يوما 

وتبدل….

يا لائم الورد

عيون السماء عنه

لم تغفل…..

فمن انت كي تذم خطاه

كي تحاسبه قبل الله

أيعقل…..

إن في أنفاسه طيب لأيامك

لحياتك… وأفراحك

فتمهل…..

ولا تستلذ بعذب عبراته

قد يذرف الندى

وليس بسائل

وانت من يشقى

ويتذلل…….

 

شاعرة سورية 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى