عربي ودولي

عاجل : قراءة ما وراء أحداث المشهد الروسي بعد تمرد منظمة فاغنر المرتزقة ضد موسكو …

درس قاس لبوتين : من يبيع سلاحه مرة، يبيعه مرات لمن يدفع أكثر..

عمرو عبدالرحمن – يكتب من : مصر القاهرة

فوجئ العالم، بالدعوة الصاعقة التي أطلقها يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة فاغنر العسكرية المرتزقة، السبت، لـ”العصيان المسلح” ضد القيادة الروسية والرئيس فلاديمير بوتن، زاعما سيطرة قواته علي المواقع العسكرية الروسية في مدينة روستوف.

No description available.

ونشر بريغوجين فيديو شككت مصادر في صحته، بشأن تعرض قوات “فاغنر” لـ”ضربة عسكرية من القوات الروسية وسقوط عدد من القتلى”.

No description available.

جاء الرد سريعا من وزارة الدفاع الروسية، نافية ما وصفته بالمسرحية المبتذلة، مؤكدة عدم صحة ما تردد عن تعرض قوات فاغنر، للقصف من الجيش الروسي.

محذرة، في الوقت نفسه من أن نظام كييف وفور دعوة “فاغنر” للعصيان المسلح ضد روسيا، بدأ تحريك وحداته الهجومية التكتيكية لمحاولة الهجوم علي مدينة باخموت الروسية.

وعززت السلطات الروسية الإجراءات الأمنية في العاصمة موسكو ومناطق أخرى للتعامل مع الموقف المفاجئ.

No description available.

وأكد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أن تصريحات وسلوك مؤسس شركة “فاغنر” العسكرية يفغيني بريغوجين، تمثل دعوة لنزاع أهلي مسلح وطعنة في ظهر الجنود الروس الذين يقاتلون القوات الموالية للفاشية.

 

  • خطاب ودعوة من بوتِّن

 

وبدأت القيادتين السياسية والعسكرية في موسكو، سلسلة عاجلة من التحركات علي كافة الأصعدة والمستويات.

No description available.

حيث ألقى الرئيس فلاديمير بوتين كلمة طارئة وصف فيها دعوة مؤسس “فاغنر” للعصيان المسلح بالخيانة لروسيا وشعبها، مؤكدا أن منظميها لن يفلتوا من العقاب.

وقال بوتين، أنه في هذه اللحظات يتم تقرير مصير الشعب الروسي ونحن بحاجة لوحدة الصف وحشد جميع القوى في البلاد، ولا بد من نبذ أي خلافات داخلية.

معلنا؛ أن محاولة التمرد العسكري طعنة في الظهر، وأن السلطات الروسية لن تسمح بانقسام روسيا وستحرص على حماية الشعب.

موضحا؛ أن مقاتلي “فاغنر” سطروا البطولات في العملية العسكرية في أوكرانيا، والخيانة جاءت ممن نظموا التمرد.

مشددا؛ أن الانخراط في التمرد خيانة، ولا مفر من العقاب، وأن أية اضطرابات داخلية تمثل تهديدا مصيريا، وإجراءات القيادة الروسية ستكون قاسية.

محذرا؛ أن سلاح الجو الروسي تلقى الأوامر اللازمة للقضاء على من نظموا التمرد المسلح.

 

  • بيان وزارة الدفاع الروسية

 

من جانبها، أهابت وزارة الدفاع الروسية بمقاتلي مجموعة “فاغنر”، عدم الانخراط في مغامرة مؤسس “فاغنر” الإجرامية والاتصال بالأجهزة الأمنية فورا، متعهدة بضمان سلامتهم.

 موضحة في بيان لها أن السلطات الروسية تتعامل مع دعوة للعصيان المسلح أطلقها مؤسس مجموعة “فاغنر”.

ووجهت رسالة لمقاتلي “فاغنر” جاء فيها: تم خداعكم في مغامرة بريغوجين الإجرامية لجرّكم إلى تمرد مسلح.

وأضافت ؛ “قدمنا المساعدة لعدد من رفاقكم لضمان عودتهم إلى نقاط تمركزهم بسلام، نهيب بكم التعقل والاتصال بأجهزة الأمن ووزارة الدفاع في أقرب وقت ممكن “.

وتعهدت بضمان أمن وسلامة كل من يتصل بها من مقاتلي المجموعة ويرفض الانخراط في هذه المغامرة الإجرامية.

وفي وقت لاحق أفادت وسائل الإعلام نقلا عن شهود عيان، بعودة عدد من مقاتلي “فاغنر” إلى مواقعهم استجابة لدعوة وزارة الدفاع الروسية.

وجاء في بيان وزارة الدفاع الروسية أن “جميع الرسائل ومشاهد الفيديو التي انتشرت على الشبكات الاجتماعية والمنسوبة ليفغيني بريغوجين مؤسس مجموعة “فاغنر” حول “ضربة وجهتها وزارة الدفاع الروسية” للمعسكرات الخلفية لـ”فاغنر” لا تتوافق مع الواقع وهي استفزاز إعلامي.

وأضافت الوزارة في بيانها: “مستغلا استفزاز بريغوجين لتعكير الوضع، فإن نظام كييف في اتجاه باخموت التكتيكي يركز وحدات من اللواءين البحريين 35 و36 لمشاة بحرية القوات الأوكرانية في خطوط الطليعة للعمليات الهجومية”.

وأكدت الوزارة أن العسكريين من مجموعة القوات الجنوبية، يلحقون الهزيمة بالعدو بضربات جوية ومدفعية.

.

  • مستجدات الأحداث

.

أما حاكم ليبيتسك، فقد أكد إن الطريق السريع “إم 4” أغلق على الحدود بين منطقتي ليبيتسك وفورونيج.

.

وجاء في بيان مركز العلاقات العامة لهيئة الأمن الفيدرالية الروسية اليوم السبت أن: “كافة المعلومات التي تم نشرها عبر شبكات التواصل الاجتماعي باسم بريغوجين حول حصول هجمات صاروخية من قبل وزارة الدفاع الروسية على الوحدات الخلفية لقوات فاغنر ليست واقعية وهي استفزاز إعلامي”.

.

وحث قائد قوات العملية العسكرية الخاصة الجنرال سيرغي سوروفكين قيادة شركة “فاغنر” على التوقف عن الاتهامات التي أطلقها، وقال “لا يمكنكم أن تخدموا مصالح العدو في هذا الوقت الصعب على البلاد..” داعيا إياه إلى “إطاعة إرادة وأمر رئيس روسيا الاتحادية”.

.

في الوقت ذاته، حذر نائب رئيس هيئة الأركان الروسية، الفريق فلاديمير أليكسييف، مجموعة “فاغنر”، من توجيه ضربة لسمعة روسيا والقوات المسلحة الروسية.

.

من جانبها؛ أفادت صحيفة “فونتانكا” بمداهمة الأمن الروسي مقر مجموعة “فاغنر” العسكرية الخاصة في مدينة بطرسبورغ، على خلفية دعوة مؤسس المجموعة يفغيني بريغوجين للعصيان المسلح.

.

وحرّك الأمن الفيدرالي الروسي قضية جنائية ضد بريغوجين، بتهمة “الدعوة للتمرد على السلطة”، فيما اتخذت إجراءات أمنية في موسكو وبعض المناطق جنوبي البلاد.

.

  • تعقيب المحرر:

.

هذا درس من هذه الأحداث الساخنة والمفاجئة، لمن يلجأ لجماعات المرتزقة، في تنفيذ سياسات بلاده وقراراتها الاستراتيجية، بما فيها إشراكها في تحركات عسكرية مع الجيوش النظامية للدولة، فمن يبيع سلاحه مرة، يبيعه مرات لمن يدفع أكثر..

.                                                                                                                                               

وهو ما قد ينطبق عاجلا أو آجلا علي مجموعة المرتزقة الأخري التي يتعاون معها الجيش الروسي، والتي يقودها رمضان قديروف – رئيس جمهورية الشيشان الروسية – والذي كان والده أحد قادة الجماعات الإرهابية المقاتلة ضد روسيا في الشيشان.. كذلك كان قديروف مرتزقا سابقا قبل أن تقوم الإدارة الروسية باحتوائه وتحويله لحليف لموسكو.

.

والمرجح أن انقلاب مجموعة فاغنر المرتزقة علي القيادة العسكرية الروسية، يأتي نتيجة اختراق غربي للجبهة الروسية، ما يعني تلقي مؤسس فاغنر رشوة مقابل هكذا ضربة مباغتة وغادرة للجيش الروسي الذي يحارب لاستعادة حدود بلاده التاريخية التي انتزعت من روسيا، ضمن نتائج الحرب العالمية الأولي، بالتزامن مع ظهور اتفاقية سايكس بيكو ، لتقسيم الخرائط العالمية لمصلحة قوي الاستعمار وتقاسم بلاد الأرض فيم بينها.

.

مصادر: وكالات أنباء عالمية

.

حفظ الله مصر والعرب

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى