آراء حرة

صباح عاصم تكتب.. المول الطيب والمول الشرير

 

ودائما حنين إلي الماضي والأيام الغوالي…راحة القلب والبال والأنطلاق والحرية وذكريات أكثر من 30عام مضي…أيام الصبا والشباب وصحبة الغوالي وأجمل الذكريات …كورنيش النيل التحريروشارع قصر النيل وشارع الشريف والشواربي ميدان الأوبرا وتجهيزات الخطبة ومستلزمات الزواج…قولا واحدا وسط البلد… المول الطيب …أحن إلي المكان ورائحة البخور الممزوجة بعطركفاح الطيبين البسطاء…مول طيب بلا تصنع بلا عطور فرنسية بلا معطرات الجو بلا نظارات شمسية…بلا ماركات عالمية…بلا أصباغ وألوان تملأ الوجوه… بلا تكلف بلا أيدي ناعمة لا تعرف معني الشقاء والكفاح…بلا بابي ومامي وباربي…وأشباه الرجال… بعيدا عن الزيف … وديكورات وأضاءة كافية لحل أزمة بلدنا في الكهرباء….الأزهر والحسين وخان الخليلي وعبق التاريخ يملأ المكان ليحوطك بفخامة تجبرك علي أحترامه… شهامة ابن البلد ورجولة الصغير أمام عربة الملابس … البساطة والأيادي الخشنة المكافحة …لا تجدهم إلا في المول الطيب أسواق وسط البلد…والتجول في كل ركن وشبر من المول الطيب…العتبة والموسكي درب البرابرة وحمام التلات الرويعي مرورا بالمناصرة…دروب وطرق من الحجارة مر عليها زمن طويل …ولكنها تحتفظ بأثر طيب ليد عامل ماهرصنعها بحب لتعيش مدي الدهر… ترك بصمة ورسالة منه أنني مررت من هنا يوما ما لأبني لكم وأشيد وأعمر الأرض… ولكل منهم قصه أثر وتاريخ يوازي تاريخ دول بأكملها…تعود نشأت أسواق العتبة بشكل عام إلى عام ١٨٦٩ أي لأكثر من 150 عام عندما أمر الخديوي إسماعيل بإنشاء سوق مبنية بالأحجار على مساحة واسعة ومسقوفة بالكامل أما أول مول حديث تم أفتتاحه ديسمبر 2004 يقع في مدينة نصر وهو يعتبر أول مشروع للتنمية المتكاملة من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا ليكون أكبر مركز تجاري في مصر…المول الطيب سوق كبير بوسط القاهرة به كل ما تحتاجه الأسرة والعروس…أدوات منزلية وكهربائية نجف تحف مفروشات ستائر سجاجيد أجهزة كهربائية الموبيليا والملابس وحقائب سفر الديكورومستلزماته تابلوهات انتيكات لعب الأطفال مستلزمات السبوع…كل ما يخطر علي بالك وكل ما تبحث عنه تجده بسهولة…تجده في المول الطيب بأسعار طيبة هينة في متناول الطبقة البسيطة والمتوسطة والغنية تنوع في المنتجات بين صنع في مصر ووارد الخارج…ومع الإعداد للعام الدراسي الجديد جميع مستلزمات المدارس شنط أدوات مدرسية بأسعار مناسبة للجميع…والبعض بدأ بعرض الملابس الشتوية أستعدادا لموسم الشتاء…والدعوة للجميع لزيارة المول الطيب في ظل أزمة أقتصادية نقدرها وخلافات بين دول لا ناقة لنا فيها ولا جمل و السيد دولار نحترم السيد دولار الذي عمل وأجتهد وفرض علينا أحترامه…ليكون أول شيئ نبحث عن سعره يوميا……ليطل علينا المول الطيب أنا هنا أنا مازلت موجود ومازلت طيب تغيرت قليلا مع الظروف ولكنه مازال طيب مقارنة بالمول الشرير وأسعاره المبالغ فيها وكأنه في سباق مع الدولار بأسعار مغالي فيها لندفع ثمن العطور ومعطر الجو والديكوروالكهرباء لزوم الوجاهة للمكان.. لايملكها إلا المقتدر…وخلال أزمتنا الطاحنة أعتب علي المول الشرير لم نجد منك مبادرة بخفض الأسعار بأوكازيون فعلي أو…open day or white Friday..أو اي مبادرة وما أكثرهم…happy day or fifty fifty…أي مبادرة تراعي الظروف الحالية تشعرنا بالمساندة والدعم بوقوفكم بجوار مريديكم بدلا من أرقام فلكية للمنتجات وطبعا السبب السيد دولار…لتصبحوا مول للسعادة بدلا من المول الشرير !!!!

ونعود للمول الطيب الذي يحتوي الجميع …وإليكم بعض النصائح في زيارتك للمول الطيب أختار يوم مناسب في نصف الأسبوع بعيدا عن أيام الأجازات تجنبا للأزدحام الشديد…وأرتداء حذاء مناسب للسير لمسافات طويلة…والأفضل الا تذهب بالسيارة علي الرغم من تواجد عدة جراجات جراج العتبة…جراج الأوبرا… ولكن ولحريتك في التجول والسير لمسافات بعيدة تغطي معظم السوق وعدم العودة لمكان السيارة محملا بكم من المشتريات بل العودة مباشرة بأحدي وسائل المواصلات المتوفرة بكثرة والدولة توفر عدة وسائل للوصول وبسهولة للسوق من مترو أنفاق وأوتوبيسات النقل العام والتاكسي وخلافه…ولا تشتري من أول بائع تسوق وقارن الأسعار والخامات وفي رحلة العودة قم بالشراء…وطبعا توفير المال المناسب لعدم توافر ماكينات الدفع بالكروت حتي في المحلات نفسها…وبالتأكيد الفصال للوصول للسعر المناسب للسلعة…يوجد بالسوق عدة أكشاك للمياه المعدنية والعصائر…ويمكن ويفضل أصطحاب الأبناء للسوق الطيب للتعرف عليه وعلي الخدمات المقدمه وأعتياد الوصول إليه …وأخيرا وطبعا يوجد منافذ لبيع الجبن والعسل والمنتجات الغذائية وبأسعار أيضا مخفضة ولكن أحذر من الشراء منها تخوفا علي الصحة العامة وأتمني من حماية المستهلك ووزارة التموين بمراجعه محلات الأغذية ليس في المول الطيب فقط ولكن في كل محلات الأغذية التي تتعامل مع الجمهور وأصدار نشرة دورية بأسماء منتجات ومحلات تنطبق عليها معايير الصحة وسلامة الغذاء وغلق المخالف مع نشر أسمائهم لعلهم يرتدعوا حفاظا علي الصحة العامة للمواطنين…ودمتم لنا أصحاء سعداء وأدام الله علينا المول الطيب ودائما طيب بكل ما فيه.

بقلم الأستاذة صباح عاصم

رئيس مجلس ادارة جمعية بداية للأعمال الخيرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى