فن وثقافة

د /محمد عبد اللطيف: مصر دولة عظمى أثرياً وأطمح لرقم أكبر بقائمة التراث العالمي

د.محمد عبد اللطيف: 

  • مصر بما فيها من مقومات آثرية ومواقع تحتاج فقط إلى ضبط الملفات ….. مصر لديها كم أكبر وموروث أكبر  والمواقع كثيرة وجاهزة

  • وزارة السياحة هي المنوط بها هذا الموضوع لكن في الحقيقة هذا الموضوع موضوع دولة او موضوع عديد من الوزارات

مصر- مريان نعيم 

“مصر مكنون الحضارة  لم تفصح عن كل ما في داخلها ومافي باطن الأرض فيجب الكشف عن الآثار بخطط منظمة وليست عشوائية من خلال مختصين كما تفعل وزارة الآثار والمجلس الأعلى للأثار أومن خلال بعثات أجنبيةمعتمدة بموافقات رسمية لأن التعامل مع الآثار مسئلة أمن قومي وتاريخ وحاجة بنحبها، فقد وصلت لنا من آلاف السنين ودورنا أن نحافظ عليها ونميها وتوصل كما وصلت لنا للأجيال القادمة” بهذه الكلمات بدأ  ا.د.محمد احمد عبد اللطيف استاذ الآثار وعميد كلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة ببرنامج مصر جميلة مع الإعلامي طارق النبوي ، 

وتابع قائلاً “أن مصر دولة عظمى أثرياً وإن كنا فقدنا الريادة في بعض المجالات ، احنا لازلنا على القمة في هذا المجال كما ونوعا ، كما أن أكبر عدد في الأثار- ولا أحب مقولة تلت أثار العالم لأننا لم نصل إلى العدد الإجمالي  لأثار العالم سواء فوق الأرض أو تحت الأرض لكننا أكبر عدد  في الآثارفي العالم سواء المعروض في المتاحف، او الموجود في مخازن الآثار أو المعروض في المتاحف العالمية لانه في النهاية مرتبط بالحضارات المصرية المتعاقبة

وأوضح “أن مصر هي البلد الوحيد في العالم  التي لم تنقطع فيها حلقات التاريخ منذ فترة ماقبل التاريخ مروروا بكل العصور التي مررنا بها ،من ماقبل التاريخ او ما قبل الاسرات، وفترة الحضارة المصرية القديمة التي يطلق عليها مجازاً الفرعونية ثم اليوناني الروماني ثم البيزانطي وظهور المسيحية ثم الحضارة الإسلامية حتى أسرة محمد علي وحتى ثورة 52 ، لاتوجد فترة من كل هذه الفترات  إلا ويوجد مايمثلها على الارض من الآثار الثابتة كمباني أو لقى او تماثيل وتحف اثرية تم نقلها ومعروضة حاليا في المتاحف.” 

وأضاف د. عبد اللطيف أن مصر لديها 7 مواقع مصرية تم إدراجها على قائمة التراث العالمي وهم منطقة مارمينا في غرب الاسكندرية ، دير سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء، والقاهرة التاريخية التي تشمل معظم الاثار الاسلامية والمسيحية واليهودية أيضاً، بالاضافة إلى هضة الأهرام حتى منطقة دهشور وتسمى منطقة منف العظمى ، وهي مواقع أثرية الخامس هو موقع وادي الحيتان وهو موقع تراث طبيعي، السادسة منطقة الأقصر وجبانة الأقصر التي نتحدث عنها والمنطقة السابعة وهي  تمتد من منطقة معابد ابو سمبل حتى منطقة معابد فيلة في جزيرة فيلة بأسوان

وعقب عند سؤاله عن منطقة وادي الملوك أو جبانة وادي الملوك قال

“وادي الملوك هو جزء من موقع من أهم مواقع التراث العالمي السبعة اللي مصر مسجلاهم إلا أنني أطمح إلى أن مصر تصل إلى رقم أكبر من 7 لأن مصر بما فيها من مقومات آثرية ومواقع تحتاج فقط إلى ضبط الملفات الخاصة بذلك لأن هذا ينتج عنه زيادة الإقبال السياحي ، المواقع المسجلة في منظمة السياحة العالمية – يبحث عنه السائح ويبحث عنه الشركان، على سبيل المثال تركيا لديها 18 موقع ، ومع احترامي لكافة الدول لكن مصر لديها كم أكبر وموروث أكبر ـ والمواقع كثيرة وجاهزة”

وأشاد بشباب مصر في هذه الفترة التي نحن بها وأن هناك العديد من الشباب المصريين الذين أصبحوا يتمتعوا بكل المقومات اللازمة سواء العلمية أو التكنولوجية أو حتى الشغف حيث قال

“أنه بحكم عملي السابق في وزارة الآثار أعلم أن لدينا مجموعة كبيرة جدا من الشباب اصبحوا مؤهلين علميا ودراسيا ولديهم النهم والتشوق ليكلفوا بمثل هذا ، درسوا بأرقى الجامعات فالمستوى العلمي رائع وعلى درجة عالية من اجادة اللغات الأجنبية أتمنى ان نعطي لهم الفرصة خاصة وأنهم يتمتعون بالمهارة اللازمة في التعامل مع التكنولوجية”

استخدامات التكنولوجيا ف تسويق أهم آثار العالم

كما أشار إلى أهمية التكنولوجية في رده على سؤال عن استخدامات التكنولوجيا ف تسويق أهم آثار العالم أن التكنولوجية أصبحت أحد موارد الدخل لشركات عالمية كبرى، وأصبحت حالياً أحد الروافد الرئيسية لإقتصاديات دول، وبالتالي الإتجاه في الترويج السياحي والدعاية السياحية في التكنولوجية الحديثة والتسويق السياحي هذا ماينقصنا ، “احنا مثل التاجر الذي يملك منتجات جيدة جداً لكنه لا يعلم كيفية تسويقها” 

وأوضح أن استخدام التكنولوجيا الحديثة يقصر -بشكل كبير جداً- مجهودات كبيرة في هذا الإتجاه، يقلل من تكلفة كان يمكن دفعها فيما قبل لمؤسسات إعلامية في نفس الوقت الأجيال الجديدة من سن 25 سنة وماقبله ستجدهم متميزين في إستخدام التكنولوجية

لذا فالتكنولوجية شىء مهم جداً في الإعتماد عليها حالاً ولها باع كبير في الترويج والتسويق السياحي لابد ألا نتغافل عنه وهذا هو المطلوب ، وهناك بعض دول الجوار كالشقيقة الإمارات العربية المتحدة أو المملكة العربية السعودية بدأت تخطو خطوات جادة في هذا الإتجاه، دبي جميلة لكن بالنهاية مصنوعة بينما نحن نمتلك الأصول لكن إستخدام التكنولوجية والترويج لها هام جداً أما عن دور وزارة السياحة فقال أن في الظاهر هي الوزارة المنوط بها هذا الموضوع، لكن في الحقيقة هذا الموضوع موضوع دولة او موضوع عديد من الوزارات يجب أن تشترك فيه، وزارة السياحة هي المنسق  أو دورها قد يكون أقل في بعض الإتجاهات لكن هي صحيح المسئولة مسؤلية مباشرة لكن  هناك وزارات أخرى دورها مكمل ومهم وإذا لم يتم هذا الدور مع وزارة السياحة المردود لن يصل إلى النسبة المرجوة منه

السياحة في الفترة الأخيرة؟

أما عن تأثير التطور الحادث في الفترة الأخيرة في مجال السياحة سواء تطور المتاحف وما إلى ذلك  من التطوارات قال 

“أنه تأثير مهم جداً ، فالسائح وكالة أنباء منقلة، للدائرة الصغيرة الخاصة بأصدقائه ، في المجتمع الذي يعمل به في بلده بالنهاية يصبح رأي عام بالنسبة للدولة الذي جاء منها وهذا في منتهى الأهميةوفي فترة من الفترات حين تم إقامة مشروع متحف النوبة في تسعينيات القرن الماضي وقد كنت أحد أعضاء اللجنة التي اشتركت في اختيار القطع الآثارية والمعروضات من المخازن  جاب الله علي جاب اللة -رحمه الله- كنا مبهورين جدا بوجود متحف بهذه المقاييس العالمية على أرض مصر لأنه كان تحت اشراف منظمة اليونسكو وكان على احدث مايمكن

 و الحقيقة الآن أننا وصلنا إلى أن لدينا خبراء مصريين في العرض المتحفي ولدينا نماذج كثيرة جدا من هذا المتحف الحمدلله في أماكن كثيرة جدا، لو نظرنا ورغم أن متحف الحضارة لم يكتمل حتى الأن لكن ستجده قد أنشا على أسس علمية ممتازة جدا، حتى المتاحف  التي أفتتحت في بعض محافظات الأقاليم التي زرتها في الفترة الأخيرة، مثل متحف شرم الشيخ ، متحف الغردقة ، متحف سوهاج، المشروع الضخم الذي سيبهر العالم (المتحف المصري الكبير) والذي سيكون أكبر متحف في العالم يضم بين جناباته أثار تعود للعصور المصرية القديمة

تطور المتاحف

وأكد د. محمد على أهمية أن تكون المتاحف على قدر عالي من التطور ومبنية على أسس ومعايير المتاحف العالمية،  إذ أن السائح القادم إلى مصر حين يأتي ويري طريقة العرض المتحفي الحديثة، لأنه لايزال هناك أجانب تفكيرهم بمصر لايزال يعتمد على بعض الاعلانات المصرية القديمة الصحراء والجمل وإلى ماهناك، فنحن محتاجين إلى خطط مختلفة ومغايرة لتغيير الفكرة العالقة في ذهن البعض، فحين يأتي السائح  ويدخل المتاحف ويرى  مدى التطور الذي فيها وأنه لايقل عن البريتش ميوزيم، عن اللوفر في باريس ،لايقل متحف المتروبوليتان بنيويورك ، المتحف الوطني الكبير بفينا كل هذه متاحف عالمية وهي الاستاندر

واختتم كلامه بأن هذا كله له مردوده على نقل هذه الفكرة ويتبقى حاجتين أساسيتين لتكتمل الفائدة لنا ولإقتصادنا ولبلادنا وهما وطريقة التعامل مع السائح وحمايته، الخدمات المقدمة، فطريقة التعامل تعني عدم المضايقة، التسهيلات الموجودة، السلوكيات بالإضافة للخدمات فالسائح القادم لمنطقة آثرية يريد حمام نظيف، لوحات ارشادية لتوجيهه، شاشة توضح له معلومات عن المكان وللأسف الناس يظنون أن هذه رفاهية 

كما قال لافتا “أن الأجنبي لم يعد مثل ذي قبل بل أضحي يأتي وهو قاريء وملم بالمعلومة إلى الحد الذي قد يسبقك بها وهذا ما رأيته في بعض المواقف كنت أكلف بمرافقة بعض الوفود الرسمية”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى