آراء حرة

د.رانيا فتيح تكتب.. زرقاء اليمامة

زرقاء اليمامة

 

 

تلك القصة التي طالما تداولتها الالسنه من جيل إلى جيل وكتبت سيناريوهات عنها ومثلت بأفلام عربية وأجنبية و إليكم القصة الحقيقية لهذا النموذج النسوي الذي طالما سمعنا عنه . 

زرقاء اليمامة هي شخصية عربية جاهلية من أهل اليمامة كانت مضربًا للمثل في حدِّة النظر وجودة البصر، إذ قيل أنها كانت تبصر الأشياء من مسيرة ثلاثة أيام وبهذه القدرة أنذرت قومها بأن وفود (حسان بن تبع الحميري) وجموعه قادمة إليهم مستترة بالأشجار تريد غزوهم ولكنهم اتهموها بالخرف ولم يصدقوها فاجتاحهم الأخير وقضى عليهم.

يقال ان زرقاء اليمامة كانت تُبصر الشَعَرةَ البيضاء” في اللبن وترى الشخص من على يوم وليلة. وسميت بزرقاء اليمامة لزرقة عينيها.

تفصيل القصة ……

 

يروى أنه في إحدى الحروب استتر العدو بفروع الأشجار وحملوها أمامهم، فرأت زرقاء اليمامة ذلك فأنذرت قومها فلم يصدقوها، فلما وصل الأعداء إلى قومها أبادوهم وهدموا بنيانهم، وقلعوا عيني زرقاء اليمامة فوجدوها محشوة( بالأثمد) وهو (حجر أسود) كانت تدقه وتكتحل به. 

وسميت زرقاء اليمامة بهذا الاسم لزرقة عينها.

 

تضرب العرب المثل بزرقاء اليمامة فيقال «أبصر من زرقاء» لجودة بصرها ولحدة نظرها، ويقال إن اليمامة اسمها وبها سميت بلدتها اليمامة، واسم البلدة( جَوّ) وتقع بلدتها اليمامة في سهل فسيح يسمى (جو) لانه فسيح كجو الفضاء،

# وربما قيل: زرقاء الجو كما قال أبو *الطيب المتنبي:

(وأَبصر من زرقاء جو، لأنني إذا نظرت عيناي ساواهما علمي)

إن التدقيق في قصة زرقاء اليمامة يجعلنا نكتشف أن ميزتها الأساسية لم تكن قوة البصر، بل البصيرة. فالبصيرة هي قوة الإدراك والفطنة،

# أما البصر فهو حاسة أو قوة يمتلكها الإنسان لرؤية ما حوله، إذ يروى عنها أنها حذرت قومها من شجر يسير، وكان الأعداء قد علموا بقوة بصرها فقطعوا الأشجار واستتروا بها حتى لا تكشفهم، فلما أخبرت زرقاء قومها بأن هناك شجرا يسير لم يصدقوها وسخروا منها، فلما أطبق أعداؤهم عليهم وباغتوهم أدركوا صدق زرقاء، ولكن بعد فوات الأوان.

 

ولذلك، ربما تكون زرقاء اليمامة قد حذرت قومها من الغزاة، وليس بالضرورة أن تكون فعلت ذلك باستخدام بصرها، بل ربما سمعت عن الغزاة من المسافرين أو العيون «الجواسيس»، أو ربما كانت تريد من قومها البقاء في حالة استعداد وعدم التراخي حتى لا يكونوا لقمة سائغة لعدوهم الملك حسان الحميري، الذي ينسب غزو اليمامة له. ولكن النهاية المأساوية للقصة التي تمثلت في اجتياح العدو مساكن قوم زرقاء وقتل الكثيرين منهم، *ربما تكون قد تناقلتها الروايات في ما بعد وضخمتها، خاصة أن الملك حسان الحميري اقتلع عيني زرقاء، فماتت بعد مضي أيام قليلة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى