آراء حرة

دكتور محمد علي الطوبجي يكتب..هل نحن بصدد حرب كبيرة في الشرق الأوسط؟

كل المؤشرات تكاد تنطق بأننا بصدد حرب كبيرة وخطيرة في الشرق الاوسط ، وأن ما كان يجري الإعداد له في اسرائيل منذ فترة من سيناريوهات حرب ضد ايران وحزب الله في لبنان ، أخذ يقترب بسرعة مع عملية طوفان الأقصى التي تبنتها حماس ، من مرحلة التنفيذ.. ومع حكومة الصقور المتطرفين من مدنيين وعسكريين التي تحكم اسرائيل حاليا تحت قيادة نتنياهو بنزعته اليمينية المتشددة ، فإنه لم يعد ثمة مجال للتراجع أو التردد في خوض هذه المواجهة مع إيران لأن الوقت يمضي لغير صالح اسرائيل.، ولأنه لم يعد هناك ما يمكن لحكومته أن تراهن عليه بتأجيل حسمها للملف الإيراني. الذي تضعه علي قمة شواغلها الأمنية وتعتبره الأولوية الاستراتيجية التي تسبق في أهميتها كل الأولويات الأخرى.. على أن برنامج إيران النووي لم يعد هو أكثر ما يحرك مخاوف اسرائبل الأمنية كما كان الحال قبل فترة ، ولكن ما يخيفها حقيقة هو اذرع ايران الطويلة التي تطوق اسرائيل من كل اتجاه والتي تمتد من غزة الي لبنان وسوريا واليمن والعراق وبقدرات هجومية كبيرة يصعب تحديد مداها الحقيقي ، وهي القدرات التي باتت تشكل تحديا خطيرا لقدرة اسرائيل علي الردع والدفاع كما لم يحدث من قبل في تاريخها… هذا بالإضافة ألى قدرات إيران الهجومية المتعاظمة من الصواريخ الباليستية بعيدة المدي والمسيرات التي قامت بدور كبير في الحرب الاوكرانية إلى جانب روسيا.التي تساهم في تطويرها.تكنولوجيا لرفع كفاءتها القتالية علي ضوء تجربة استخدامها ميدانيا… هذه كلها هي مصادر خوف اسرائيل من أيران….والتي تاتي عملية طوفان الأقصى الأخيرة لتضاعفها وتؤكدها…لما لحماس من علاقات وثيقة مع إيران وحزب الله..     اسرائيل تعيش الآن اجواء حرب حقيقية ، مع حكومة حرب واقتصاد حرب وإعلام حرب ومع غليان َوتذمر داخلي غير مسبوق بعد الزلزال الامني الأخير الذي نزع من الاسرائيليين الاحساس بالأمان وبالثقة في قدرة مؤسستهم العسكرية على توفير الحماية الامنية الفعالة لهم ، والحرب التي يعيش الاسرائيليون أجواءها الصعبة الآن ، هي حرب وأن كانت بدايتها في غزة لتدمير قواعد المقاومة المسلحة فيها بهذا المستوي المخيف من القوة المفرطة  ، إلا أن دوائرها وجبهاتها سوف تكون اوسع بكثير من غزة بل ومن الأراضي الفلسطينية المحتلة كلها .. وما يرفع من هذا الاحتمال في اعتقادي هو أن كل القوى السياسية والحزبية في اسرائيل من اكثرها عدوانية إلى أقلها تطرفا تدعم هذا التوجه نحو الحرب الشاملة ضد إيران وتوابعها في المنطقة ، والذي ترى فيه الحل الجذري لمعضلات اسرائيل الأمنية المتفاقمة والذي لم يعد يجدي فيه حصر المواجهة المسلحة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وحدها وهو ما ثبت فشله بعد العملية الاخيرة التي وضعت امن اسرائيل بل وجودها نفسه علي المحك.. وعليه استطيع أن اقول أن ضرب إيران وأذرعها المسلحة وفي مقدمتهم حزب الله في لبنان، لم يعد سوي مسالة وقت لا أكثر…أو هذا هو ما اتصوره.. والله اعلم…

دكتور/ محمد على الطوبجى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى