آراء حرة

دكتور محمد علي الطوبجي يكتب..لماذا كل هذا التحيز الأعمى ضد العرب والفلسطينيين ؟

كل هذه المناورات والمراوغات الأمريكية والتي تعكسها التصربحات المتضاربة في واشنطون ، هي لتأمين الإفراج عن الرهائن الأمريكيين والاسرائيليين المحتجزين لدي حماس ولإنقاذ حياتهم المهددة منها قبل أن تقدم على إعدامهم ، حتي إذا ما تحقق لهم هدفهم ، فسوف تبدأ علي الفور المرحلة الثانية في هذا السيناريو الرهيب الذي بدأت مقدماته مع عملية إخلاء السفارات الأمريكية في العديد من دول المنطقة من الأطقم العاملة فيها إلا من كانت هناك ضرورة قصوي للاحتفاظ بهم لتسيير العمل فيها في هذه الظروف الاستثنائية الصعبة .وكذلك التنبيه على رعاياهم بسرعة المغادرة من أجل ضمان سلامتهم ، وهو ما يؤشر بأن ما يتوقعونه من ردود فعل انتقامية بعد أن يبدأوا عملياتهم العسكرية الوشيكة والتي قد تكون بدايتها مع اجتياح القوات البرية الإسرائيلية لقطاع غزة ،سوف يكون هائلا في حرب الكل ضد الكل المقبلة في الشرق الاوسط … .. ويجيئ تحريك حاملة الطائرات الأمريكية ايزنهاور إلى المنطقة بأمر من وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن لتلحق بالحاملة الأخرى التي ترابط قرب السواحل الاسرائيلية الأن، ليعزز الانطباع بأن التصعيد العسكري يتواصل رغم تظاهر المسئوولين الأمريكيين بأنهم ليسوا مع التصعيد وأن المعركة هي مع حماس فقط وأنهم حريصون على الابقاء على حزب الله وايران بعيدا عنها ، إلا أن ذلك قد يكون لمجرد التمويه والخداع لا أكثر وفق الخطة المتفق عليها بين الطرفين الأمريكي والاسرائيلي وحتي يحتفظوا لأنفسهم بعنصر المفاجأة في كل ما سوف يحدث لاحقا … وما أطلقه عدد من قادة الكونجرس البارزين في تل أبيب اليوم واستمعنا إليه من تهديدات عنيفة ضد حماس وحزب الله وايران باعتبار أنها هي من كانت وراء هذا كله وأنها هي رأس الأفعي في كل ما يجري وهو ما قاله السناتور المعروف ليندسي جراهام واتهمها به ،، كل ذلك يعكس طبيعة الأجواء المحمومة السائدة الآن والتي تضع هذه المنطقة فوق فوهة بركان يغلي قد ينفجر في أي لحظة ليدمر الكثير مما قد يصعب التنبؤ بحجمه ومداه….وقد لا يكون من الواقعي بأي معيار تصور أن يكون هذا كله لضرب حماس ، ولتعود الأمور بعدها إلى سابق عهدها..

 

ماذا فعل مجرمو الحرب النازيون أكثر مما يفعله هؤلاء الصهاينة البرابرة المتوحشون في حربهم العدوانية على غزة بأنتهاكاتهم البشعة لكل القيم الإنسانية والمعايير الأخلاقية والقوانين والمواثيق الدولية التي تحظر وتجرم مثل هذه الممارسات الهمجية ؟ فما يرتكبه النازيون الجدد من جرائم حرب ومن جرائم ضد الإنسانية ومن جرائم تطهير عرقي وإبادة جماعية وتهجير قسري كان يوجب ادانة المجتمع الدولي كله له، وشجبه ورفضه ومعاقبة المتسببين فيه والمسئولين عنه حتى يكونوا عبرة لغيرهم من المعتدين والخارجين على القانون والقيم والاخلاق .. إلا أن ما يحدث في الواقع هو عكس ذلك تماما ، حيث يذهب تعاطفهم مع دولة العدوان والكراهية والتعصب العنصري الأولي في العالم ضد شعب مدني مسالم اعزل نكبته الأقدار باحتلال اسرائيلي استيطاني لأراضيه هو الاسوأ في تاريخ الاستعمار في العالم على الإطلاق… ألا يحق لنا بعد كل ما رأيناه من مواقف دولية متخاذلة ومزرية ، مواقف تنحاز إلى جانب المعتدي الغاشم على حساب الضحية التي تنزف وتحتضر علي مراي ومسمع من العالم ، أن نسأل انفسنا : لماذا كل هذا الإنحياز الدولي الصارخ إلى جانب اسرائيل ، ولماذا كل هذا التحيز الأعمى ضد العرب والفلسطينيين ؟ وهل العيب فيهم أم فينا حتي نعرف هل نلومهم أم نلوم أنفسنا على هذا المشهد الدولي المخزي الذي نعيشه معهم الآن، ، مشهد لا نجد فيه أحدا منهم يضع يده في أيدينا ولو حتى علي سبيل المجاملة ؟

دكتور / محمد علي الطوبجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى