عبير حلمي

دكتور عبير حلمي تكتب..توافق الطباع

 

 

كل إنسان له طابع خاص به جدا ؛ وحسب طبعك تتكون صورتك وملامح شخصيتك وحسب طبعك يكون مشوار ورحلة حياتك بين الناس ومع كثرة العلاقات الإنسانية يثبت الطبع أو يتغير بعض الشيء ،يتغير ليس من أجل التغيير ذاته وإنما أحيانا كثير يتغير من أجل من نحبهم وأحيانا يتغير ويعود مرة ثانية لنفس الطبع ،و هنا يقال فعلا (الطبع غلب التطبع )،وأيضا يقال الطبع يخرج مع خروج الروح من الجسد .(وهذا القول يرمز إلي أنه مستحيل تغير الطبع للإنسان)، حتى لو حاولت سنوات بمجرد ما يحدث أي شئ مفاجئ يظهر تلقائيا الطبع الأصلي غير المتصنع لأنه حينما يحاول المرء إرضاء الآخرين يرتدي وجه آخر لم يشبه من قريب ولا بعيد ، هنا يظهر الإنسان أمام الناس أنه تغلب على نفسه وعلى طباعه وأصبح إنسان جديد كما رغبتوا رؤيته ولكن لا جوهر له في الأساس؛ ولذلك مع المفاجآت أو الضغط النفسي أو العصبية …الخ سيظهر الوجه الحقيقي المخفي خلف الستار مختلف تماما عن أصله وكما يقال أيضا بأمثالنا الشعبية (على الأصل دور) ،ونحن على أعتاب سنة ميلادية جديدة نحتاج جميعاااا وقفه مع النفس أنا مين وطبعي إيه، وياترى إيه الحلو فيا وايه المنتقد من الآخرين .ومطلوب مني اغيره وهل فعلا أنا كده ولا دي ظروف طارئه والأصل هو الأفضل دائما ….  وهكذا استمر في البحث عن حقيقة ذاتي وقدراتي وانفعالاتي و قراراتي وهل أنا على صواب ولا أحتاج مزيد من الخبره لكي أصل لبر الأمان ….الخ 

ومع الشفافية الكاملة مع النفس ستظهر الحقيقة أمامي، وهنا فقط سيكون لي الخيار استمر هكذا أم مطلوب مني و بإرادتي وحدي وكامل رغبتي التغيير وهكذا بالفعل سنتغير التغير المطلوب ،وعند التأكيد تماما أنا مين و محتاج ايه؟ و ذاهب على فين؟ سوف يكون لي قرار صادق في تغيير بعض الطباع المنتقده لكي تنجح علاقاتي مع الآخرين .ليس من أجل من حولي فقط اللي هما احبائي بالفعل و نصائحهم لي من مصلحتي ولكن لكي أكون في مكانه أفضل وأنال أحترام الجميع ،بالبحث والتدقيق والمواجهة بكل صدق ومصداقية مع النفس ستظهر لي مجموعة من السلوكيات الإيجابية و الآخرى السلبية و واقع الأمر الاختيار لي في تحديد هويتي وتحديد مصيري وحياتي وسلامي الداخلي وسلامة العلاقات المختلفة مع كل من حولي (زملاء أو أصدقاء أو أهل أو احباب)كل ذلك نابع من قراراتي في البقاء ب الإيجابيات و الاستغناء عن بعض السلبيات للصالح العام أولهم لي انا شخصياااا ولسلامة نفسيتي وصحتي وسلامة العقل والقلب وكل الحواس و صورتي أيضا أمام الناس كلها ،ولو لم استطع التغير هناك سبل للمساعدة وليس من العيب أن أطلب المساعدة من أهل الخبرة ومن يستطيعوا مد يد العون لي لتحقيق ذلك الاستقرار النفسي والأسري أيضا لأن الإنسان لا يتجزأ فمنْ تجده طيب خلق سيكون هكذا مع الجميع والعكس أيضا هكذا ،كل ذلك متوقف على أخذ القرار أن تصارح نفسك .المصارحة هنا أهم عنصر حقيقي في التغيير أن كنت ترغب بذلك فعلا ،دعوة للوقوف أمام مرآة النفس البشرية وماذا تحب وماذا تكره ولمنْ تسمع منه النصيحة أو ترفضها ،ولكن نحن أيضا بحاجه إلى الثقه بالنفس اننا قادر على اكتشاف أنفسنا مهما طالت السنوات و مهما كان تأثيرك بالآخرين ،وتأثيرك بالآخرين هنا متوقف فقط على مدى صدقهم معك ومدى ثقتك بهم أيضا .

كل عام وانتم في صحة نفسية وعافية مهنية واجتماعية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى