عبير حلمي

دكتورة عبير حلمي تكتب.. الحب الكبير

الحب الكبير

هل هناك من يحبك وأنت لا تعلم؟ 

ويبحر فيك شعرًا وأنت لا تعلم !

و يجسد تلك المشاعر على الأوراق دون أن تقرأ . تمر الأيام والسنين وفي قلبه لك حنين في خفايا النفس و دموع الشوق ودقات القلب المسكين وتعبر به الأيام والشوق يزداد و يزداد….. و ينسى مشقات الحياة و تعبر إليه من نافذة الخيال ليراك أمامه طيّفا يجوب كل شئ حتى خيالات المٍرآة . فأنت عنه أبدا شمسا لا تغيب و قمرا لا ينطفئ ضياءه . تحتل خزائن القلب و مكامن العقل و الفكر .ولا يفصح عمّا بالقلب وتتجلى أسمى معاني الحب .ولكن للحب أكبر تأثير فيحيّا به ساعات وساعات بل أيام وشهور وسنوات… فقد يحيا من أجله وأجلك فقط وأنت تغفل وأحيانا تتغافل دون عمد أو قصد لمجرد أنه لم يعترف بذلك الحب غير اعترافات دوّنت بين السطور تحمل في كيانها حروف الوله و الشوق و الحنين ، جسّدت من وحي الإلهام و خلجات النفس الهائمة في أمواج الحب العاتية . معلنا عنها في اهتمامه وتصرفاته حتى حين اختفائه يتابعك ويتتبعك بقلبه بفكره بعيونه ويبقى إلى الأبد للحب أثير .الحب الحقيقي يحيا بلا طلبات ومن أجلك ولك بالوفاء والثناء دون حرج أو تجريح . يفرح لفرحك ويحزن لحزنك ويحيّا الأيام فقط من أجلك حتى لو لم يفصح ولن يفصح ، معتمد على فطنة التأثير. يا له من عشق وغرام للحبيب ،

هل كل ذلك حب ؟! 

ما أعظمه حب و ما أعظمه عشق فهو لا يطلب ولا يؤثر و يتأثر غير بإرضاء الحبيب .ويا ليّت كل الحب مثل هذا الحب فهو يحيّا بلا لوم ولا يُلام ولكنه يحيّا برضا . يكفي أنه يراك يتتبع خطاك ، يلتمس أخبارك ، ويكفيني فرحة عينيه ويكفيني الشعور به وبفرحة قلبه “يحيّا قلبي في سعادة وهناء” . و إن أصابه ألم فإنه يتألم بحرحه و يشعر بأنينه ، يا لها من تعاسة ومرارة داخل النفس والقلب. ويظل ويستظل برائحة العبير حين تعبر المحنة وتعود البسمة وتتطاير الضحكة وتعود لمعة العين،فهذا ما يتمناه ويسعد القلب به دون إفصاح أو تلميح ، إنه فعلا الحب الكبير .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى