آراء حرةسمير فرج

دكتور صلاح سلام يكتب.. الكروان الطيب

الكروان الطيب

منذ أيام حلت ذكرى وفاة الصوت القوي الكروان الطيب كما اطلق عليه اهل الفن الذي تحلى بهدوء الطبع ودماثة الخلق وقد كان لي شرف زمالة نجله الدكتور محمود كارم محمود في المجلس القومي لحقوق الانسان ثماني سنوات وهو السفير السابق الذي مثل مصر في دول الاتحاد الأوروبي وشرق اسيا ومن شابه اباه ماظلم فهو عنوان للأدب الجم والخلق الرفيع وقد كتب على صفحته في ذكراه أن اللواء سمير فرج ذكره بأن الوالد كان له السبق في الحفلات داخل الوطن وخارجه بصحبة الشئون المعنوية في اليمن كما أنه كان وطنيا فقد كان قوميا ايضا حيث سجن لمدة ستة شهور في الجزائر لأنه كان يغني في شوارع تونس والجزائر ضد الاحتلال بصوته العفي القوي”التينور”الذي سجل تسعة اوبريتات كان اشهرها العشرة الطيبة لسيد درويش وليلة من الف ليلة لبيرم التونسي..وقد عاتبه السيد عمرو موسى لأنه يحتفظ ببعض التسجيلات النادرة لوالده ..وكان يطيب لنا أن نسمعها في ذكراه من خلال إذاعة الأغاني…ذلك الصوت الشجي الذي تخرج من معهد فؤاد الأول للموسيقى ورعاه وشجعه محمد حسن الشجاعي رئيس قسم الغناء ومصطفى بك رضا رئيس المعهد ويبدوا أن حلاوة الصوت قد ورثها من والده قارئ القرأن الشيخ ابو ريا الذي تربى في احضانه في مدينة دمنهور…فقد غنى لمحمود الشريف والسنباطي ومحمد الموجي ومحمد سلطان أروع الألحان…فمن يستطيع أن ينسى أوبريت عوف الأصيل وياحلو ناديلي…وأمانة عليك ياليل طول وهات العمر م الاول…ورائعة عنابي ياخدود الحليوة التي ظلت أيقونة المحبين زمنا.. وعلى شط بحر الهوى رسيت مراكبنا…والنبي ياجميل حوش عني هواك…أما السمر فقد تدللوا مع سمرة ياسمرة مرة في مرة شغلني هواك دمك خفة وتاج العفة شبكني معاكي..وعيني بترف ياحبة عيني..ويا ابو العيون السود ياللي جمالك زين.. والاغنية الوطنية الاشهر التي كانت تزلزل إذاعة صوت العرب..أمجاد ياعرب أمجاد…ويبدو أن التطرف له أصول في بلاد العرب فقد حكى الراحل الكبير انه في زيارة لسوريا ١٩٥٢ كان يصلي الجمعة وخرج ليجد جمهرة وظن انهم ينتظرون لتوقيع اوتوجراف او تحيته وفوجئ انهم يوزعون منشورات ضده تقول انه أتى ومعه ٨٠ راقصة ويدعون لمقاطعة حفلته والواقع انه لم يصاحب اي راقصة وذهب إلى مدير البوليس منزعجا ولكنه ضحك وطمأنه بأن هذا أمر عادي ففي كل بلد ترى هذه النوعية التي تقلب الحقائق وغنى حفلته ولاقى ترحيبا شديدا فحكى القصة على المسرح فازداد التصفيق فبالفعل لم تصاحبه على المسرح سوى الفرقة الموسيقية…ومما يذكر أن توجو مزراحي قد اكتشفه كممثل وقدمه في فيلم ملكة الجمال واشترك بعدها فيما يقرب من عشرين فيلما كان آخرها ثأر بايت ولكنه في كثير منها كان يغني فقط وقدم بعض المسرحيات اشهرها معروف الاسكافي ومصرع كليوباترا…وواضح انه لم يشأ أن يعتب عليه احد فقد أعاد اغنية عبد الغني السيد بصوته البيض الإمارة والسمر العذارى..رحم الله كارم محمود الزاهد المحب لأهله ووطنه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى