آراء حرةصلاح سلام

دكتور/ صلاح سلام يكتب….البطل

في حياة كل أمة رجال اضاءوا أنفسهم شموع تحترق لتنير الطريق للأجيال..وعلى رأس هؤلاء يقف هذا البطل منفردا يحكي عنه تاريخ العسكرية ويظل نبراسا تقتدي به شباب الأمة فهؤلاء هم من يصنعون التاريخ..بل يقف لهم التاريخ احتراما واجلالا ليسجل عبر صفحاته انصع وأروع صور التضحية والفداء… انه الشهيد العميد ابراهيم الرفاعي قائد المجموعة ٣٩قتال والذي قاد ٧٦ عملية انتحارية خلف خطوط العدو في حرب الاستنزاف ١٩٦٧ /١٩٧٠ وصاحب ال١٠٦ عبور كما ذكر اللواء شوقي جعفر الحارس الشخصي للرئيس السادات …وقد صدر كتاب وثائقي باسم الأشباح لأحمد علي عطية الله يتحدث عن هذه المجموعة وقائدها ولن استطيع في مقال قصير أن اوجز ماقدمه البطل ورجاله ولكن دعونا نسجل أن هذا الرجل تخرج في الكلية الحربية ١٩٥٤ وخاض معركة بورسعيد ضد العدوان الثلاثي وهو مدرس في مدرسة الصاعقة قدثم حصل على فرقة المظلات والتي اهلته للعمل خلف خطوط العدو… وخاض حرب اليمن وحصل فيها على ترقية استثنائية..وبعد نكسة ١٩٦٧ اوكل اليه تكوين مجموعة تؤرق العدو وتقلب منامه وايامه فكانت أولى العمليات في أغسطس من نفس العام وهي تدمير قطار محمل بالمعدات عند منطقة الشيخ زويد بشمال سيناء حيث أن خط السكة الحديد كان مازال صالحا..وكذلك تدمير مخازن الذخيرة التي خلفها الجيش بعد الانسحاب…وذاع صيت المجموعة ٣٩ قتال في القوات المسلحة وأصبح الانضمام إليها شرف يتمناه كل الرجال وكان شعارهم رأس النمر وهو نفس الشعار الذي اختاره الشهيد احمد عبد العزيز في حرب ١٩٤٨…لقد كانت ومازالت تفاصيل تلك العمليات التي قام بها رجال المجموعة سرا يخص الأجهزة السيادية فلم يتم النشر الموثق لكثير منها ولكن سجل التاريخ أن أول عملية أسر لضابط اسرائيلي “داني شمعون”تم على ايديهم ١٩٦٨ وهو بطل المصارعة في الجيش الاسرائيلي..قنص قائد القوات الإسرائيلية في سيناء وهو في طائرة هليكوبتر عسكريةعندما اقترب من موقعهم …رفع العلم المصري على موقع المعدية رفم ٦ ثلاثة شهور أثناء حرب الاستنزاف…واستهداف الكتيبة التي أطلقت القذيفة التي استشهد على اثرها رئيس أركان القوات المسلحة الفريق عبد المنعم رياض أثناء تفقده الجبهة في ٩ مارس ١٩٦٩ حيث تأر الرجال له بالقضاء على الموقع بالكامل وقتل ٤٤ جندي وضابط اسرائيلي باستخدام السونكي بعد العبور ليلا مما دعى إسرائيل لتقديم شكوى في مجلس الأمن في نفس اليوم …. واستطاع البطل برجاله إحضار احد الصواريخ أرض أرض الحديثة التي كانت تستخدمها اسرائيل ١٩٦٨ لدراسة كيفية التعامل معها.. واستمرت العمليات إلى أن قبلت مصر مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار ١٩٧٠ بعد أن زادت خسائر إسرائيل وتم نصب حائط الصواريخ الذي كان يقف للطيران الاسرائيلي بالمرصاد ويسقطها الواحدة تلو الأخرى فاوقف التفوق الجوي الاسرائيلي إلى الأبد… وهنا تقرر أن تترك المجموعة رتبها العسكرية وتفتح الباب للمدنيين بالانضمام إليها من شباب القناة وسيناء تحت اسم منظمة سيناء العربية وقد كان…واستطاع الرجال زرع أقمار صناعية بشرية خلف خطوط العدو كانت تنقل كل صغيرة وكبيرة إلى القيادة بغرب القناة وكانت احد اسباب نصر اكتوبر العظيم…وممايذكر أن الرئيس عبد الناصر كان لايهدأ ولاينام الا بعد الاطمئنان على عودة الرفاعي ورجاله بعد كل عملية عبور.. وظل الرجال بلارتب عسكرية حتى صباح يوم ٥ أكتوبر ١٩٧٣ وتم التكليف بإنجاز عمليات خلف خطوط العدو أثناء الحرب…ففي يوم ٦ أكتوبر مهاجمة منطقة بترول بلاعيم بجنوب سيناء..ويوم ٧ أكتوبر مهاجمة مطار شرم الشيخ ويوم ٨ أكتوبر مهاجمة منطقة رأس محمد ويوم ٨ أكتوبر مهاجمة منطقة شرم الشيخ ويوم ١٠ أكتوبر مهاجمة مكار الطور وتدمير أتوبيس يحمل طيارين وهكذا يوميا هنام مداهمة او تفجير إلى أن أتى يوم ١٨ أكتوبر حيث كلف الفريق الشاذلي العميد ابراهيم الرفاعي ورجاله باختراق مواقع العدو غرب القناة بعد أن استطاع شارون أحداث ثغرة بين الجيش الثاني والثالث في الدفرسوار واستعانوا بجسر جوي قادم من الولايات المتحدة مباشرة وإنزال الدبابات على شاطئ العريش وردموا جزءا من القناة ليعبروا إلى الضفة الغربية بأكثر من ٢٠٠ دبابة جديدة…ووقف رجال اللواء ٢٣ مدرع لوقف تقدمهم والذي كان يحميه غطاء جوي” امريكي” وقسم الرفاعي رجاله إلى ثلاث مجموعات وخاض حربا انتحارية وكان شعارهم الذي يردده الابطال …الراجل بدبابة ياولاد” وهم لايحملون الا الأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية واوقفوا التقدم بالفعل واصابوا شارون نفسه الذي ترك الجبهة وقتها بحجة الإصابة وتعالى صعود أرواح الشهداء إلى السماء وتظل الإسماعيلية صامدة وتدور رحى المعارك وتسقط قذيفة بالقرب منه استهدفته حيث كانت أجهزة الرصد تبحث عنه وعرفوه من خلال كم اجهزة الاتصال التي يحملها وحذاءه المميز واصابته شظايا القذيفة وتم نقله إلى مستشفى الجلاء بعد عناء حيث تعثرت السيارة في الرمال …وفي رواية اللواء شوقي جعفر أن السادات غضب كثيرا عندما علم بتفاصيل هذا التكليف وربما كان هذا من أسباب تنحية الفريق الشاذلي ..لان مجموعة الرفاعي طبيعة عملها كانت تختلف عن طبوغرافية هذه المهمة وينكد أن الرفاعي أشار للشاذلي بذلك فرد عليه الاخير..انت خايف يارفاعي… وقد شرح ذلك في حديث مفصل احتفظ به وقد حكى فيه أيضا عن اسباب الخلاف بين الشاذلي والمشير احمد اسماعيل علي في معالجة الثغرة والذي انحاز فيه الرئيس السادات إلى رأي المشير احمد اسماعيل…وتفاصيل أخرى..ولكن في النهاية صعدت روح البطل الشهيد إلى بارئها يوم ٢٣ رمضان صائما تحمل كل اوسمة الشرف والعزة والكرامة…صحيح انه نال ارفع الأوسمة والنياشين وهو حيا واسمه بعد استشهاده…ولكن ستظل قصته وسيرته ملهمة لكل الوطنيين المخلصين ومازلنا نلتقي في كل يوم ٦ أكتوبر من كل عام نحتفل بابنة الشهيد الرفاعي وبعض من تبقوا من مجموعته على قيد الحياة وقد شرفت بأكثر من لقاء مطول مع اللواء محي نوح وهو الذي تسلم قيادة المجموعة بعد استشهاد الرفاعي…والان اتسائل لماذا لم يتم إنتاج مسلسلا او فيلما وثائقيا او سينمائيا عن هذا الرجل ومجموعة الابطال الذين رافقوه ؟؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى