سمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب..للقصة بقية

 

 

ليه الحرب ؟

مش هتقدر تلقي إجابة لهذا السؤال ، ممكن تلقي حد يرد عليك “من أجل العيش بكرامة”.نحن في حيرة شديدة لقد كان عالمنا العربي الذي جرنا خلف الحقيقة وساد ، وزادت معه حيرة أخذتنا في الحرب ، وحيرة حين شرّدتنا. تعود بنا الدنيا إلى المتاهة والظلام تحت القصف والتّهجير تحت صمتٍ عربي بالغ في القسوة ، لقد أصبحنا نتلظى على نار الأسى والجوع والعطش ، فالفقر اطال علينا الأمد ، واحترقنا ، لقد حرمتهم الحرب “الحرية” و”الطفولة” والعالم يحرمهم “الأمان”.لقد أصبح كل شيء غامضا ، كل شيء بلا تفسير ، فعندما يعجز العالم على حماية اطفالنا في فلسطين ، كانت عين المصور تحميهم ، تلتقط له صورا ،وتسجل لهم الأحداث ،بل وتفتح لهم باب النور لاعتناق الحياة .اتعلموا انه اذا بحث فيهم العالم عن أجزاء حياتهم التي سلبوها منهم ، وطفولتهم التي قضينا عليها وسرقناها لعادوا ، وعادت أسرهم من الموت ، لعاد ت لهم اشيائهم…

ولكن هيهات فصمت العالم أمام ما مر عليهم من تهجير وقتل وسلب أثبت أن العالم كان فقط للأقوى وأن الشر والإنسان لهم نفس زمرة الدم والأطفال هم من دفعوا ضريبة النجاسة السياسية.

بعد أن أحببوا الدنيا، وفرحوا بقدومها إليهم ، بعد أن أخذوا منها الأمل ، عادت لهم لتأخذ منهم طفولتهم ، إن النعيم العربي وهم لامحالة. ، لقد كانت غايتهم كأطفال منذ الولادة البحث عن السعادة بحثا ملحا ، بحثو عن الطفولة التي لم يتمتعوا بها ، لكن حين اندلعت في الحرب أصبحنوا يبحثون عن النجاة بحياتهم فقط ، فبين الهرب من الموت والتّمزق فيه،كانت فينا صرخة الإنسان ،صرخة في الوطن الذي جاء بنا إلى هذا العالم ، حتي أنه لم يدرك خطورة الألم الذي سببه لنا ، انه الإنسان الشرير نفسه ، لكنّ الوطن كان قد أدرك فينا حتمية الموت فكان يردد بالصخب الصامت ومن لم يمت بالسيف مات بغيره ، حتي انه قد تعددت الأسباب والموت واحد.

لقد كانوا يتجهون نحو عالم نقي …نعم هم كانوا ، لقد كانوا يروا الحياة ، ومنابع الصفاء والكثير من البراءة” فالإنسان إما أن يكون البشرية جمعاء إما أن يبقى لا شيء”

الخلاصة

إن الحياة لم يعيشوها كما صوّرها لهم معلّمهم في سنة اولي “العالم جميل والسماء زرقاء والعصافير تزقزق” فقد كان الواقع في حقيقته رث وفظيع جدا. وحقير الي أبعد الحدود ، فتح عليهم القصف والغارات التي لا تهدأ فوق رؤوسهم ، وبين الجوع والعطش الذي كان ينهش أرواحهم الصغيرة ، يموتون ببطيء شديد ، حتى المستشفيات عجزت عن إنقاذهم ، نسأل الله أن يريحنا من هذا الألم والخوف.

لقد حملوا معهم مأساتهم بين ايديهم الباردة ، وثيابهم الممزقة وفي قلوبهم الصغيرة وجع ، وغصة في حلوقهم ، وضياع لحقوقهم ذكرياتهم الحزينة ، هجروا الوطن ، فقدوا الجميع ، فقدوا حنان الأم ، وابتسامة الأب، فقدوا الأخ والأخت .

عبروا مع الهاربين من حدود الوطن إلى وطن لا ناقة لهم فيه ولا جمل ، لقد اكلتهم الوحدة والخوف ، فهل كان هذا عناقهم الاخير لاحضان الوطن … ام انه للقصة بقية … ؟

وكان الخوف والوحدة تأكلني من الداخل وكنت لا أدري أهذا عناقي الأخير مع وطني أو للقصة فيه بقية؟

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى