آراء حرةسمير المصري

د.سمير المصري يكتب ..آه لو أن معلمتي عرفت


رأت المعلمة الأمريكية ” كايتي شوارتز ” ، في مدرسة بمدينة ” دنفر ” في ولاية ” كلورادو ” ، أن هناك فجوة كبيرة بينها وبين طلابها الصغار .

 والأخطر في ذلك أن هذه الفجوة تزداد تدريجيا ؛ ما جعلها تعمل على حل قد يقربها منهم . 

أعدت المعلمة مشروعا صغيرا بعنوان : 

           ” أتمنى لو معلمتي عرفت ……. ” 

 يرتكز هذا المشروع على تسليم طلابها ورقة كبيرة معنونة بسؤال : 

         ” ماذا تريد أن أعرف عنك ؟ “. 

صدمت المعلمة بالإجابات التي تلقتها ، اختلفت الإجابات من احدهم الي الاخري ، أحد الأطفال يقول : 

” أتمنى لو معلمتي عرفت أنني لا أملك أصدقاء ألعب معهم”. وآخر يقول : 

” أتمنى لو معلمتي عرفت كم أشتاق إلى أبي ، أذهب إلى غرفته كل يوم ولا أجده ولن أجده ، فقد رحلوه إلى المكسيك نهائيا ، سأظل بلا أب “.

 وثالثة كتبت : 

” أتمنى لو معلمتي عرفت أنني لا أملك أقلام رصاص في المنزل حتى أؤدي واجباتي الدراسية “. 

وكتب رابع :

” أتمنى لو معلمتي عرفت أن شقيقتي كفيفة وأقوم بمساعدتها طوال اليوم “.

 أما إحدى الطالبات فقد ردت على سؤال المعلمة قائلة:

 ” أتمنى لو معلمتي عرفت أن أمي وأبي يتشاجران طوال اليوم ، أكره العودة إلى المنزل وأكره الذهاب إلى المدرسة أيضا لأني سأحاسب على دروس لم أذاكرها وواجبات لم أقم بها “. 

كانت إجابات الطلاب العفوية والصادقة مفتاحا للمعلمة لتكتشف جوانب خفية ومخبوءة في حياة تلاميذها ، ساعدتها على مساعدتهم وعودتهم تدريجيا إلى فصولهم ، شرعت في حل كل مشكلة على حدة ، زارت منازل طلابها وبدأت في معالجة ما يمكن معالجته. والأهم من ذلك كله أنها بدأت تفهم عقلية وخلفية طلابها جيدا . 

وفي ضوء ذلك قامت بمعاملتهم وتوزيع واجباتهم بناء على ظروفهم وتحدياتهم بشكل يجعل المدرسة عاملا مساندا لا عبئا عليهم . 

مشروع المعلمة كايتي انتقل إلى كثير من المدارس وتم تطبيقه بشكل ممنهج ومؤسس انعكس على أداء الطلاب والمدارس معا.. بل امتد إلى المجتمعات المحيطة…

      الخلاصة 

عندما تزيد الفجوة بين الأطراف المتعاملين وجب القضاء عليها تماما … او بدرجة كبيرة ، عبر حلول غير تقليدية ، حتي يتمكن أطرافها من التواصل لتكون مفتاحا لكشف الغموض ، وكشف الظروف والتحديات بشكل يؤدي تطبيقه الي السهولة واليسر في التواصل ، والقدرة علي التعامل ، ليعطي نتائج إيجابية بعيدة تماما عن روتين الفكر ، فينعكس على الأداء ليشمل كل المجتمعات ،

    ليكن السؤال …. ماذا تريد أن تعرف عني ؟ 

   فإذا عرفنا بعضنا … تخلصنا من جميع فجواتنا ،

      أنها دعوة لإزالة الفجوات والقضاء عليها ، والسعي نحو مجتمع متقارب في الفكر الرشيق المبتكر ، 

             دمتم بخير وأمان الله تعالى وبركاته ،، 

                                          

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى